يترقب الشارع التركي إعلان الرئيس السابق عبد الله غل اليوم (السبت) موقفه من الترشح لانتخابات الرئاسة، منافسا للرئيس التركي رجب طيب إردوغان وحسم التكهنات وحالة الجدل الكبيرة حول هذا الموضوع.
بينما طمأن إردوغان قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة التي ستجري في 24 يونيو (حزيران) المقبل ستكون بمثابة ميلاد جديد للحزب. وقال إردوغان: «لا تقلقوا أبدا»، مضيفا في كلمة خلال اجتماع موسع مع رؤساء فروع حزبه في العاصمة أنقرة أمس (الجمعة): «ستشهد السلطة التنفيذية في المرحلة القادمة فاعلية أكثر، وستتمتع السلطة التشريعية بمكانة مرموقة، والسلطة القضائية ستعمل باستقلالية أكثر».
وتابع: «نرى الانتخابات المبكرة وسيلة للتشاور مع شعبنا، وتذكيره بإنجازاتنا، وإطلاعه على خططنا القادمة»، قائلا إن بعض أحزاب المعارضة «يستنفرون جميع قواهم ليس من أجل تولي السلطة في تركيا وإدارتها، إنما لإظهار عدائهم لشخصي ولحزب العدالة والتنمية. لكنني أعلنها من هنا: لن تفلحوا هذه المرة أيضا».
وتعهد الرئيس التركي ببذل مزيد من الجهود خلال الفترة المقلبة من أجل مزيد من الحريات، والديمقراطية، وحقوق واسعة، ورفاهية، واستقرار، وأمن، واستثمارات للبلاد، كما تعهد إردوغان بتطوير وبناء وتنمية جميع المحافظات التركية الإحدى والثمانين.
وأضاف أننا سننفذ كثيرا من المشروعات في مجال البنية التحتية خلال الفترة المقبلة، كما أنجزنا خلال السنوات الـ15 الماضية في حكومات حزب العدالة والتنمية، وتحقيق أهداف الرؤية المئوية لتأسيس الجمهورية التركية 2023، ونهدف إلى رفع متوسط دخل الفرد إلى 25 ألف دولار سنويا بدلا من 11 ألفا الآن.
ويترقب الشارع التركي إعلان الرئيس التركي السابق عبد الله غل، الذي يعد في حالة ترشحه للانتخابات الرئاسية أقوى منافس لإردوغان، موقفه من الترشح للرئاسة في مؤتمر صحافي، قال إنه سيعقده اليوم السبت، للإفصاح عن موقفه من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة.
ووصف غل، في تصريح للصحافيين، عقب أداء صلاة الجمعة أمس في أحد مساجد إسطنبول، انتخابات يونيو المقبل بأنها «استثنائية»، قائلا: «هناك نقاشات مكثفة حول الانتخابات المبكرة في تركيا، وهذا الأمر طبيعي للغاية»، مشيرا إلى أنه سيعلن اليوم (السبت) وجهة نظره وما سيقوم به بشكل مفصل بشأن الانتخابات القادمة، لأنه «ليس من اللائق أن يتحدث في هذا الأمر أمام المسجد».
في سياق متصل، التقى الرئيس رجب طيب إردوغان مصطفى دستجي رئيس حزب الوحدة الكبرى (اليميني) أمس لمناقشة انضمام حزبه إلى «تحالف الشعب»، الذي يضم حزبي العدالة والتنمية الحاكم والحركة القومية المعارض.
والتقى دستجي، الأسبوع الماضي، كلا من ماهر أونال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية ومصطفى أليتاش مسؤول ملف الانتخابات في الحزب، وأوضح أن حزبه سيشارك في تحالف الشعب مع حزبي «العدالة والتنمية» و«الحركة القومية»، وسبق ذلك إعلان دعمه لإردوغان في الترشح للرئاسة. وكان الحزب أيد التعديلات الدستورية التي قادت إلى النظام الرئاسي في تركيا في استفتاء 16 أبريل (نيسان) 2017.
إلى ذلك، تحدثت مصادر قريبة من حزب العدالة والتنمية الحاكم عن تغييرات واسعة محتملة في صفوف الحزب قبل وعقب الانتخابات المبكرة في يونيو ستطال مواقف بعض الشخصيات البارزة في الحزب.
وقالت المصادر إن بعض الأسماء البارزة ستودع الحزب في حين سيتم تكليف آخرين بمهام خارج البرلمان بينما سيستمر البعض نوابا، وتعيين البعض مستشارين بالقصر الرئاسي وآخرين ولاة.
ومن بين من سيغادرون البرلمان ولن يتم ترشيحهم في الانتخابات، كل من رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو ونائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان ونائب رئيس الوزراء السابق محمد مؤذن أوغلو ورئيس البرلمان الحالي إسماعيل كهرمان ووزير الداخلية الأسبق بشير أتالاي، وفقا لرغباتهم.
وذكرت صحيفة «حرييت» التركية أمس أنه من المرجح تعيين رئيس الوزراء بينالي يلدريم نائبا لرئيس الجمهورية، حيث سيلغى منصب رئيس الوزراء، في حين سيكون بعض الوزراء الآخرين جزءاً من كادر مكتب الرئيس (إردوغان). ويمكن بعد فترة أن يخوض بعض هؤلاء الانتخابات المحلية في مارس (آذار) 2019، حيث سيتم استبدال غالبية مشرعي الحزب الحاكم بالبرلمان.
وبحسب مصادر من داخل اللجنة التنفيذية للحزب الحاكم، يدرس الحزب إجراء تغييرات على نظامه الداخلي الذي يمنع النواب من الترشح لأكثر من ثلاث فترات متتالية، وذلك في أعقاب نقاشات دارت في المجلس التنفيذي المركزي.
في سياق آخر، نفى مستشار وزارة الدفاع التركية للصناعات العسكرية إسماعيل دمير أن يكون ثمة أساس للربط بين الحصول على منظومة الدفاع الصاروخية الروسية(إس - 400) وتوريد مقاتلات «إف - 35» الأميركية.
وكان وايس ميتشيل مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الأوروبية والأوروآسيوية، حذر في تصريح له الأسبوع الماضي من أن شراء تركيا منظومات «إس - 400» الروسية قد يؤدي إلى فرض عقوبات على أنقرة، وفقا لقانون مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات وقد يؤثر سلبيا على اقتناء أنقرة مقاتلات (إف 35).
وتسعى مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي تضم جمهوريين وديمقراطيين، لمنع توريد المقاتلات الأميركية الحديثة لتركيا بسبب اعتقال القس الأميريكي أندرو برونسون في تركيا بدعوى ارتباطه بالداعية فتح الله غولن المقيم في أميركا منذ 1999، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة انقلاب فاشلة ضد إردوغان في 15 يوليو (تموز) 2016.
وذكر دمير أن الاتفاق مع روسيا حول توريد «إس - 400» ينفَّذ كما تقرر، وأن أنقرة تنتظر بدء توريدات هذه المنظومات في يوليو 2019. وأنّ بلاده ليست مهتمة بالتهديدات التي تطلقها الولايات المتحدة، وأنها دولة ذات سيادة ويمكنها عقد صفقات مع الجهة التي تراها مناسبة، ولن تنتظر إذناً من أحد.
تركيا تترقب إعلان غل موقفه من منافسة إردوغان
أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي يسعون لمنع اقتناء أنقرة «إف 35»
تركيا تترقب إعلان غل موقفه من منافسة إردوغان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة