مستشار إردوغان يوصي بالتوقف عن السياسات النقدية المتشددة

مستشار إردوغان يوصي بالتوقف عن السياسات النقدية المتشددة
TT

مستشار إردوغان يوصي بالتوقف عن السياسات النقدية المتشددة

مستشار إردوغان يوصي بالتوقف عن السياسات النقدية المتشددة

قال أحد مستشاري الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أمس، إن تشديد البنك المركزي سياسته النقدية هذا الأسبوع كان كافيا، مضيفا أن على الحكومة أن تخفض ضريبة الاستهلاك الخاص.
وأدلى جميل أرتيم بتلك التصريحات خلال مقابلة مع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي آر تي). وكان البنك المركزي رفع الأربعاء الماضي سعر الفائدة الأعلى بواقع 75 نقطة أساس، مشددا بذلك سياسته النقدية للمرة الأولى في 4 أشهر، وذلك على الرغم من مطالبة الرئيس رجب طيب إردوغان بتخفيض الفائدة.
وتساهم رغبة إردوغان في خفض الفائدة في دفع المستثمرين للعزوف عن الاستثمار في الليرة التركية، حيث دعا إردوغان، الذي يصف بنفسه بـ«عدو الفائدة»، مرارا إلى خفض تكاليف الإقراض ما عزز انطباعا بأن السياسة النقدية غير مستقلة.
ونقلت وسائل إعلام تركية مؤخرا عن إردوغان هجومه على المركزي خلال اجتماع للجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، قائلا إنهم استغلوا سفره للخارج لرفع سعر الفائدة.
وسرت شائعات عن استقالة نائب رئيس الوزراء المسؤول عن الشؤون الاقتصادية محمد شيمشيك، أكبر مسؤول عن السياسات الاقتصادية في البلاد، إذ أشارت تقارير إلى تقديم شيمشيك استقالته إلى رئيس الوزراء بن علي يلدريم الذي رفعها بدوره إلى إردوغان، واضطر شيمشيك إلى نفي هذه الشائعات عبر تغريدة على «تويتر» قال فيها، إنه يشارك في مؤتمر في إسطنبول، وإنه سيظل يخدم بلاده حتى آخر نفس... فيما سخر يلدريم من هذه الأنباء قائلا إن «أنقرة تعج بالشائعات».
وفي مؤشر على انطباعات المستثمرين تجاه السوق التركية قال معهد الإحصاء التركي أمس، إن مؤشر الثقة في اقتصاد البلاد هبط اثنين في المائة إلى 98.3 نقطة في أبريل (نيسان) مواصلا التراجع من أعلى مستوى في خمسة أشهر الذي سجله في يناير (كانون الثاني).
ويظهر المؤشر نظرة اقتصادية متفائلة عندما يكون فوق 100 بينما يدل على نظرة متشائمة عندما يكون دون 100. وبلغ المؤشر مستوى 104.9 في يناير.
وعلى صعيد النشاط التجاري قالت الهيئة المعنية بالرقابة على الأمن الزراعي في روسيا أمس، إن موسكو ستسمح بجميع واردات البندورة القادمة من تركيا ابتداء من الشهر المقبل. وكان يُسمح لعدد محدود فقط من المنتجين الأتراك بتصدير البندورة إلى روسيا.
بينما قالت الحكومة التركية أمس، إن أنقرة ستفتح تحقيقا بشأن ما إذا كانت واردات الحديد والصلب تضر بالمنتجين المحليين.
وأوضحت الحكومة أن التحقيقات لن تشمل المنتجين من الاتحاد الأوروبي الذي تسعى تركيا للانضمام إليه. ونُشر البيان في الجريدة الرسمية التي تعلن أنقرة سياساتها الجديدة بها.
وكان أرتيم صرح في حديث لقناة (تي آر تي) الشهر الماضي بأن بلاده قد ترد بإجراءات طويلة الأجل على رسوم جمركية فرضتها الولايات المتحدة على واردات الصلب.
وجاءت تصريحات أرتيم بعد أن مضى الرئيس الأميركي دونالد ترمب قدما في قراره بفرض رسوم نسبتها 25 في المائة على واردات بلاده من الصلب.



بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
TT

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)

حثت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الساسة الأميركيين على ممارسة المزيد من «الحس السليم» بعد أن دعا عضو في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء تحقيق في واردات الثوم الصيني، مستشهدا بمخاوف بشأن سلامة الغذاء وممارسات العمل في البلاد.

وكتب السيناتور الجمهوري ريك سكوت إلى العديد من الإدارات الحكومية الأميركية هذا الأسبوع، واصفا في إحدى رسائله الثوم الصيني بأنه «ثوم الصرف الصحي»، وقال إن استخدام البراز البشري سمادا في الصين أمر يثير القلق الشديد.

وفي رسائل أخرى، قال إن إنتاج الثوم في الصين قد ينطوي على ممارسات عمالية استغلالية وإن الأسعار الصينية المنخفضة تقوض جهود المزارعين المحليين، ما يهدد الأمن الاقتصادي الأميركي.

وتعتبر الولايات المتحدة الصين أكبر مورد أجنبي لها للثوم الطازج والمبرد، حيث يتم شحن ما قيمته ملايين الدولارات منه عبر المحيط الهادئ سنويا.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، عندما سُئلت في مؤتمر صحافي دوري عن رسائل سكوت: «لم يكن الثوم ليتخيل أبداً أنه سيشكل تهديداً للولايات المتحدة... ما أريد التأكيد عليه هو أن تعميم مفهوم الأمن القومي وتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وتسليحها لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر الأمنية على سلسلة التوريد العالمية، وفي النهاية إلحاق الضرر بالآخرين وبنفسنا». وأضافت: «أريد أيضاً أن أنصح بعض الساسة الأميركيين بممارسة المزيد من الحس السليم والعقلانية لتجنب السخرية».

ومن المتوقع أن تتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عندما يعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، بعد أن هدد بفرض تعريفات جمركية تتجاوز 60 في المائة على واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية.

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، تعرض الثوم الصيني لزيادة التعريفات الجمركية الأميركية إلى 10 في المائة في عام 2018، ثم إلى 25 في المائة في عام 2019. وكان الثوم من بين آلاف السلع الصينية التي فرضت عليها تعريفات جمركية أعلى خلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي كانت السمة المميزة لرئاسته.

ومن غير المرجح أن تهز أي إجراءات عقابية على الثوم الصيني وحده التجارة الثنائية الإجمالية، حيث تمثل شحناته جزءاً ضئيلاً فقط من صادرات الصين البالغة 500 مليار دولار إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

وفي سياق منفصل، قال المكتب الوطني الصيني للإحصاء يوم الجمعة إن إجمالي إنتاج الحبوب في الصين بلغ مستوى قياسيا يتجاوز 700 مليون طن متري في عام 2024، مع تحرك بكين لتعزيز الإنتاج في سعيها لتحقيق الأمن الغذائي.

وقال وي فنغ هوا، نائب مدير إدارة المناطق الريفية، في بيان، إن إنتاج العام في أكبر مستورد للحبوب في العالم بلغ 706.5 مليون طن، بعد حصاد أكبر من الأرز الأساسي والقمح والذرة. وأظهرت بيانات المكتب أن هذا أعلى بنسبة 1.6 في المائة من حصاد عام 2023 البالغ 695.41 مليون طن.

وقال وي: «كان حصاد الحبوب هذا العام وفيراً مرة أخرى، بعد أن تبنت المناطق والسلطات الصينية بشكل صارم مهام حماية الأراضي الزراعية والأمن الغذائي، مع التغلب على الآثار السلبية للكوارث الطبيعية».

وتعتمد الصين بشكل كبير على الواردات من البرازيل والولايات المتحدة لإطعام سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين استثماراتها في الآلات الزراعية وتكنولوجيا البذور في إطار الجهود الرامية إلى ضمان الأمن الغذائي. وأظهرت البيانات أن إنتاج الأرز في عام 2024 ارتفع إلى 207.5 مليون طن، بزيادة 0.5 في المائة على أساس سنوي، في حين نما إنتاج القمح بنسبة 2.6 في المائة إلى 140.1 مليون طن. وشهد الذرة قفزة أكبر عند مستوى قياسي بلغ 294.92 مليون طن، بزيادة 2.1 في المائة عن العام السابق. وانخفضت فول الصويا بنسبة 0.9 في المائة إلى 20.65 مليون طن.

ويعزى الحصاد الوفير إلى زيادة زراعة الأرز والذرة، بالإضافة إلى غلة أفضل من الأرز والقمح والذرة.

وقال وي إن المساحة المزروعة بالحبوب على المستوى الوطني بلغت حوالي 294.9 مليون فدان (119.34 مليون هكتار)، بزيادة 0.3 في المائة عن العام السابق في السنة الخامسة على التوالي من التوسع.

وارتفعت مساحة زراعة الأرز للمرة الأولى منذ أربع سنوات، بنسبة 0.2 في المائة على أساس سنوي إلى 71.66 مليون فدان (29 مليون هكتار). كما ارتفعت مساحة زراعة الذرة بنسبة 1.2 في المائة إلى 110.54 مليون فدان (44.74 مليون هكتار). وانكمش حجم زراعة فول الصويا بنسبة 1.4 في المائة إلى 25.53 مليون فدان (10.33 مليون هكتار). كما انخفض حجم زراعة القمح بنسبة 0.2 في المائة إلى 58.32 مليون فدان (23.6 مليون هكتار).

وقالت وزارة الزراعة الصينية إنه على الرغم من زيادة الإنتاج، تظل الصين معتمدة على الإمدادات المستوردة من فول الصويا والذرة.