واصل النجم المصري محمد صلاح تألقه، ووضع فريقه ليفربول الإنجليزي على أعتاب نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بتسجيله هدفين وصناعة مثلهما، في الانتصار الساحق على فريقه السابق روما الإيطالي 5 – 2، في ملعب «أنفيلد» بذهاب الدور نصف النهائي.
وانهالت عبارات الثناء والإشادة على النجم المصري من معظم نجوم الكرة الإنجليزية، كما كانت صورته وأهدافه محور اهتمام الصحف البريطانية الصادرة أمس.
ووصف ستيفين جيرارد أسطورة ليفربول محمد صلاح بأنه «أفضل لاعب على كوكب الأرض».
وقال جيرارد في تصريحات تلفزيونية: «من الصعب مقارنته بليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو؛ لأنهما يحافظان على مستواهما منذ فترة طويلة؛ لكن من دون أدنى شك فإن صلاح أفضل لاعب على كوكب الأرض في الوقت الراهن».
وأثنى كل من ريو فيرديناد وفرانك لامبارد، نجما مانشستر يونايتد وتشيلسي السابقان، على المجهود الذي يبذله صلاح وأهدافه الرائعة، وأكدا أنه يستحق عن جدارة جائزة أفضل لاعب في إنجلترا هذا الموسم.
أما الصحف البريطانية فقد أجمعت على أن تألق ليفربول أصبح مرهونا بتألق صلاح، فخلال وجوده بالمباراة سجل هدفين وصنع مثلهما، وعندما غادر تلقت شباك الفريق هدفين. وعنونت «الغارديان» صفحتها الرياضية بـ«سحر صلاح» مؤكدة أن ليفربول اقترب من النهائي بفضل مهارات وأهداف النجم المصري. أما «الديلي ميل» فعنونت «ليلة استعراض صلاح»، وكتبت «الصن»: «الخارق صلاح يضع ليفربول على أعتاب النهائي».
وتسبب صلاح في تفجر حالة من الجدل والدهشة داخل أروقة نادي روما، وأصبح البعض يتساءل: كيف فرط مسؤولو النادي الإيطالي في هذا المهاجم الفذ بمبلغ زهيد (42 مليون يورو) لصالح ليفربول؟ وأثبت الهدفان اللذان سجلهما صلاح في الدقيقتين 36 والأخيرة من الشوط الأول، أحدهما من تصويبة بالقدم اليسرى في أعلى الزاوية اليمنى للمرمى، والثاني بلمسة سحرية لتعبر الكرة من فوق حارس روما إلى الشباك، أن النجم المصري هو أحد أفضل اللاعبين في الوقت الراهن على مستوى العالم.
وتقديرا منه للفترة التي قضاها بين صفوف روما، لم يحتفل اللاعب المصري بهدفيه الرائعين سوى برفع يديه إلى السماء على استحياء، في إشارة منه إلى مشاعر الاحترام التي يكنها لفريقه القديم.
وفي الشوط الثاني، توج صلاح مجهوداته الكبيرة وليلته الساحرة بتمريرتين ساحرتين نفذهما بأسلوب فني واحد تقريبا، عندما انطلق من الجانب الأيمن ومرر عرضيا للسنغالي ساديو ماني والبرازيلي روبرتو فيرمينو، ليسجلا الهدفين الثالث والرابع في الدقيقتين 56 و61، قبل أن يضيف الأخير الهدف الخامس في الدقيقة 69. وفضل الألماني كلوب مدرب ليفربول إراحة صلاح بعد أن اطمأن على النتيجة، فتراجعت خطورة الفريق الإنجليزي، واستغل روما، الذي أطاح ببرشلونة من دور الثمانية، الموقف، لينتفض متأخرا بهدفين للبوسني أدين دزيكو في الدقيقة 81، والأرجنتيني دييغو بيروتي (85 من ركلة جزاء) ليحيي آماله في لقاء الإياب.
وترك جمهور ليفربول مدرجات «أنفيلد» بمزيج من الفرح بالأداء الهجومي الرائع، والقلق بعد استقبال هدفين قرب النهاية، ما يثير تساؤلات حول قرار كلوب بإخراج صلاح.
وكما كان الحال أمام مانشستر سيتي في الدور السابق، أظهر ليفربول قوته المفرطة عبر ثلاثي الهجوم، وإذا تعثر دفاع روما في الاستاد الأولمبي في الإياب كما حدث في ملعب «أنفيلد»، فإن ليفربول سيضمن بالتأكيد السفر إلى كارديف لمواجهة ريال مدريد أو بايرن ميونيخ في النهائي.
وكان صلاح، المتوج الأحد بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، قد ترك روما الصيف الماضي مقابل 42 مليون يورو، من أجل الالتحاق بفريق يورغن كلوب.
وكان النادي الإيطالي قد أكد قبل المباراة أنه لا يحمل أي ضغينة للمهاجم المصري، وقال عبر حسابه الرسمي: «سنتنافس خلال 180 دقيقة، وبغض النظر عما سيحدث سنظل أصدقاء دائما».
ونشر روما هذه التغريدة مصحوبة بصورة لصلاح مرتديا لقميص روما. بيد أن صلاح تحول إلى الكابوس الأسوأ لروما، الذي بدأ يفكر في الثمن الزهيد الذي حصل عليه مقابل التخلي عن لاعبه السابق، ولكن المدير الرياضي للفريق، الإسباني رامون رودريغيز بيرديخو «مونتشي»، أوضح أن رحيل نجم المنتخب المصري جاء قبل انتقال البرازيلي نيمار دا سيلفا إلى باريس سان جيرمان، وهو ما يفسر القيمة المتدنية للصفقة.
وقال مونتشي الذي عانى في مدرجات ملعب «أنفيلد» من تألق صلاح: «البيع تم قبل صفقة نيمار التي أحدثت ثورة في سوق الانتقالات، كان علينا أن نبيعه قبل 30 يونيو (حزيران) بسبب قاعدة اللعب المالي النظيف».
وتؤكد وسائل الإعلام الإنجليزية أن القيمة السوقية الحالية لصلاح تبلغ ثلاثة أو أربعة أضعاف المبلغ الذي دفعه ليفربول لروما، للحصول على خدماته قبل عشرة أشهر.
ويبدو أن المدرب الإيطالي يوزيبيو دي فرانشيسكو، الذي تولى المهمة الفنية لروما عقب رحيل صلاح عن الفريق، لم يعر اهتماما كبيرا بالحالة الفنية الرائعة لصلاح حاليا، وتركه يلعب بحرية كبيرة في الجانب الأيسر من نصف ملعب فريقه في المباراة.
وقال دي فرانشيسكو قبل المباراة: «لعبنا أمام منافس قوي للغاية، وسيكون من السخف التفكير فقط في صلاح، نركز أكثر مع جميع لاعبيهم الجيدين وليس صلاح فقط».
وخلال موسميه في الدوري الإيطالي، سجل المهاجم المصري 29 هدفا، ولكنه في أقل من عام أحرز 31 هدفا مع ليفربول في الدوري الإنجليزي، ليعادل الرقم القياسي في هذا الصدد للاعبين ألان شيرر في موسم 1995- 1996، وكريستيانو رونالدو (2007- 2008) ولويس سواريز (2013- 2014).
وبعد هدفيه في روما، رفع صلاح رصيده هذا الموسم إلى 43 هدفا في جميع المسابقات، وخلال 46 مباراة، بينها 9 في دوري الأبطال، في المركز الثاني في ترتيب هدافي المسابقة القارية الأولى، وراء رونالدو (15 هدفا).
وكان ليفربول، حامل اللقب 5 مرات، آخرها عام 2005، قد تأهل للمرة الأولى منذ 2008 إلى نصف النهائي بإنجاز لافت ذهابا وإيابا، على حساب مواطنه مانشستر سيتي (5 - 1) المتوج بطلا للدوري الممتاز.
في المقابل، كان وصول روما مدويا، بعدما قلب الطاولة على العملاق الإسباني برشلونة من 1 - 4 ذهابا، إلى 3 - صفر إيابا، ليصل إلى دور الأربعة للمرة الأولى منذ 1984، حين واصل طريقه حتى نهائي كأس الأندية الأوروبية، الذي أقيم على أرضه، قبل أن يسقط بركلات الترجيح على يد ليفربول بالذات بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1 - 1.
ويتعين على روما تكرار «ريمونتا» أخرى للوصول إلى النهائي للمرة الثانية في تاريخه، وهو ما عبر عنه مدافعه الأرجنتيني فيديريكو فاسيو: «سجلنا هدفين وحصلنا على كثير من الفرص في الشوط الأول. يجب أن نكون إيجابيين، نحن مقاتلون».
لكن كلوب رد قائلا: «لو قيل لي قبل المباراة إننا سنفوز 5 - 2 لم أكن لأصدق. خلال 75 دقيقة قدمنا أداء مثاليا. في أول ثلث ساعة هيمن روما فغيرنا المنظومة واستخدمنا السرعة المطلوبة. تدربنا على التمريرات الحاسمة والقصيرة، وسببنا لهم كثيرا من المشكلات. أن نتلقى هدفين يؤثر علينا سلبا. ساورنا بعض الشك في آخر 15 دقيقة، ومرت الغيمة بسلام، لكن كنا نريد تجنب الإصابات».
وأوضح كلوب أن استقبال فريقه لهدفين في نهاية المباراة ليس على درجة خطورة الإصابة نفسها التي تعرض لها لاعب وسط ليفربول أليكس أوكسليد تشامبرلين في الركبة، قائلا: «أسوأ شيء حدث هو إصابة تشامبرلين. استقبال هدفين ليس بالأمر المثالي، ولكن يمكننا مواجهة هذا، سوف نذهب إلى هناك وسنحاول أن نحقق الفوز».
واختتم: «ما تعلمناه في هذه المباراة هو أننا قادرون على تحقيق الفوز في مباراة العودة، لسنا برشلونة، هم حققوا الكثير من الانتصارات في السنوات الأخيرة، ولكن نحن لم نحقق هذا، ولذلك سنبذل كل شيء من أجل تحقيق نتيجة جيدة في روما».
في المقابل أشار دي فرانشيسكو مدرب روما، إلى أن فريقه فقد السيطرة على نفسه خلال 70 دقيقة من اللقاء؛ لكنه أكد ضرورة أن يثق اللاعبون في إمكانية التعويض وتحقيق انتفاضة في لقاء الإياب.
وقال دي فرانشيسكو: «بدأنا المباراة بشكل رائع؛ لكن بعد ذلك فقدنا السيطرة وأخفقنا في البقاء في أجواء اللقاء، وجعلنا الأمور صعبة على أنفسنا، لنتأخر بنتيجة 5 - صفر. لم نلعب بشكل جيد أبدا لمدة 50 دقيقة، وخسرنا كل التحديات والكرات الثنائية، ولم يكن بوسعنا تمرير الكرات لخمس ياردات».
وأضاف: «لا أريد الاستماع لكلام عن المعجزات؛ لأن الأمر يتعلق بالثقة في عملك وما تفعله. سيكون الأمر مختلفا عن مباراة برشلونة. سيكون الأمر أصعب؛ لكن من لا يؤمن بإمكانية تحقيق ذلك فعليه الجلوس في منزله».
وأشار أليساندرو فلورينتسي الظهير الأيمن لروما، إلى أن ليفربول كان على أعتاب حسم المواجهة؛ لكن الباب أصبح مفتوحا من جديد للتعويض في العاصمة الإيطالية، وقال: «ابتعدنا عن أسلوبنا بعد أول نصف ساعة، وكنا أشبه بالأموات؛ لكن المنافس لم يقتلنا تماما. بفضل الحماس والعزيمة والكبرياء أعدنا أنفسنا للمواجهة التي بدت أنها قد حُسمت».
وتابع: «أستطيع أن أعد المشجعين بأننا سنبذل الدماء من أجل هذا القميص، وسنلعب مباراة مختلفة تماما الأسبوع المقبل».
صلاح يعاقب روما ويسحر قلوب الإنجليز
سجل هدفين وصنع مثلهما ووضع فريقه ليفربول على أعتاب نهائي دوري أبطال أوروبا
صلاح يعاقب روما ويسحر قلوب الإنجليز
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة