فيلانويفا... صانع المتعة في الدوري السعودي

ظروف الاتحاد لم تحد من توهجه ليتربع على عرش أفضلية النجوم

عادل عزت رئيس اتحاد الكرة السعودي يسلم كارلوس فيلانويفا جائزة أفضل لاعب في الموسم («الشرق الأوسط») - فيلانويفا خلال مشاركته في مواجهة فريقه أمام الأهلي (واس)
عادل عزت رئيس اتحاد الكرة السعودي يسلم كارلوس فيلانويفا جائزة أفضل لاعب في الموسم («الشرق الأوسط») - فيلانويفا خلال مشاركته في مواجهة فريقه أمام الأهلي (واس)
TT

فيلانويفا... صانع المتعة في الدوري السعودي

عادل عزت رئيس اتحاد الكرة السعودي يسلم كارلوس فيلانويفا جائزة أفضل لاعب في الموسم («الشرق الأوسط») - فيلانويفا خلال مشاركته في مواجهة فريقه أمام الأهلي (واس)
عادل عزت رئيس اتحاد الكرة السعودي يسلم كارلوس فيلانويفا جائزة أفضل لاعب في الموسم («الشرق الأوسط») - فيلانويفا خلال مشاركته في مواجهة فريقه أمام الأهلي (واس)

سجل التشيلي كارلوس فيلانويفا صانع ألعاب فريق الاتحاد اسمه في السجل الشرفي للدوري السعودي للمحترفين بعدما فاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري لعام 2017 - 2018، بالإضافة إلى فوزه بلقب أفضل لاعب وسط عن هذا الموسم، ليتوج عطاؤه المتميز طيلة الموسم الرياضي الماضي ببلوغ فريقه نهائي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين.
الظروف الصعبة التي مر الاتحاد بها من تراكم الديون وتعرضه لعقوبة انضباطية من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» وحرمانه من التسجيل لفترتين على التوالي، لم تحد من توهج التشيلي صاحب اللمسات السحرية والتمريرات الماكرة والتسديدات القاتلة، وباعث المتعة الكروية على المستطيل الأخضر.
فيلانويفا الذي تحدى قواعد كرة القدم وتوافق مع جميع الظروف المحيطة بفريقه بفضل مهارته الفطرية، وقدرته على قلب موازين المباريات من أنصاف الفرص التي حولها لأهداف محققه أمام المرمى، دائماً ما يظهر في أحلك الظروف وأصعبها وينقذ فريقه في أحلك الظروف، حتى بات الرقم الصعب في الملاعب السعودية، ومن أهم الأسماء التي يعتمد عليها ابن جلدته سييرا مدرب الاتحاد في رسم خططه التكتيكية.
لم يأت اختيار صانع ألعاب الاتحاد كأفضل لاعب في الدوري السعودي للمحترفين للموسم الماضي مجاملة، كونه اللاعب الذي أسهم بشكل لافت في تخطي فريقه لعقبة الكوكب في الدور الـ32 من بطولة كأس الملك، بعدما استطاع تعديل النتيجة لفريقه في المباراة وسجل هدفا في الوقت الصعب، وعاد ليصنع هدف التفوق، بينما لم يتوقف عند هذا الحد حتى بعث الأفراح للمدرج الاتحادي عندما سجل الهدف الأول أمام الاتفاق في الدور ثمن النهائي، وصنع الهدف الحاسم الذي نقل فريقه للدور ربع النهائي.
وفي مواجهة الشباب في ربع النهائي خرج مصاباً في منتصف الشوط الأول، ليعود أكثر قوة في مواجهة نصف النهائي أمام الباطن قائداً فريقه في مباراة مثيرة كان نجمها الأول بلا منازع، وظهر في الوقت الصعب بعد استطاع إعادة فريقه لأجواء المباراة بعد تسجيل هدف التعادل، وعاد مرة أخرى لتعديل الكفة لصالح فريقه بتسجيل الهدف الثاني، وصنع الهدف الرابع، وأطلق رصاصة الرحمة في شباك الباطن بالهدف الخامس.
ولأن لغة الأرقام لا تعترف بالمجاملة، كان فيلانويفا الرقم الصعب في بطولة الدوري وصنع أكثر من 49 فرصة تهديف محققة أمام المرمى لزملائه اللاعبين لم يستغل منها سوى 7 فرص، وحرمت الإصابة عشاق المتعة من أنغامه الكروية بعدما غيبته عن 4 مواجهات هذا الموسم، من خلال 20 مباراة خاضها في منافسات الدوري، وجاء في المرتبة الثانية في صناعة أفضل الأهداف في الدوري بعد السوري جهاد الحسين لاعب التعاون، بينما استطاع زيارة شباك الخصوم في مسابقة كأس الملك في أربع مناسبات وصنع خمسة أهداف خلال المباريات الأربع التي خاضها في المسابقة.
قصة الإبداع التي ارتبطت بفيلانويفا بدأت من الموسم قبل الماضي، حينما قدم للاتحاد إلى جانب الثلاثي أحمد العكايشي وفهد الأنصاري ومحمود كهربا، لكن التشيلي سحب الأضواء وظل نجم الغلاف الأول لدى الجماهير الاتحادية، حيث مثل الفريق في موسمه الأول في جميع مباريات الدوري وسجل 3 أهداف وصنع 11 هدفا، وحقق مع فريقه المركز الثالث على سلم رابع الترتيب.
وأبدى فيلانويفا سعادته الغامرة بفوزه بأفضل لاعب في الدوري السعودي والبالغة 250 ألف ريال سعودي وجائزة أفضل لاعب وسط وحاز على المبلغ نفسه، مبيناً أنه لم يتوقع الفوز بجائزتين في موسم واحد، ولكنه عاد ليؤكد أن الموسم الماضي كان من أفضل المواسم له في عالم المستديرة، لافتاً إلى أنه قدم خلاصة خبرته لصالح الاتحاد، وتمنى أن يتوج هذا العطاء بتحقيق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين.
ولفت إلى أن فرحته لن تكتمل إلا بتحقيق بطولة كأس الملك والتي تعتبر البطولة الأغلى في المنافسات السعودية، «لكي نسعد الجماهير الاتحادية التي وقفت مع الفريق، ولتتويج الجهد المبذول طوال الموسم الرياضي، كما أن الفوز باللقب سيمنحنا إحدى البطاقات المؤهلة لدوري أبطال آسيا في الموسم المقبل».
وعن الموسم الرياضي الحالي والظروف الصعبة التي مر بها فريقه، أكد فيلانويفا أنها كانت صعبة للغاية، وقال: «لم يكن ترتيب الفريق على سلم الدوري مرضياً لنا كلاعبين ولا للجهاز الفني والإداري والجماهير، ولكنا محظوظون لوصولنا لكأس الملك لتعويض الإخفاق في الدوري»، وأضاف: «أمامنا خصم قوي وشرس يريد كتابة التاريخ، ولكن لدينا فرصة كبيرة لتحقيق البطولة» وتمنى أن يحالف التوفيق إدارة الاتحاد الجديدة في اختيار العناصر الأجنبية القادرة على إحداث الفارق الفني في الموسم المقبل.
ويرى مدرب فريقه التشيلي سييرا أن فوز فيلانويفا بجائزتي أفضل لاعب وسط وأفضل وسط هي مستحقة من جميع النواحي، وأكد أن اللاعب منضبط داخل الملعب وخارجه، لحرصه على تطبيق تعليمات المدرب بحذافيرها، إلى جانب حرصه على الالتزام بعقده الاحترافي وتسخير كل إمكانياته لخدمة فريقه، مبيناً أنه من أفضل اللاعبين الأجانب في الموسم الرياضي الحالي، على الرغم من تواجد كوكبة كبيرة من النجوم المميزين في جميع الأندية، سواء من العنصر الأجنبي أو المحلي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».