غضب مسيحي يواجه تسليم مفتاح معقل الموارنة لنصر الله

منتقدون اعتبروا الخطوة ورقة في إمساك الحزب بالبلد بشكل كلي

وقفة لـ{اللكتائب} أمام الصرح البطريركي اعتراضاً على تسليم مفتاح كسروان لنصر الله (موقع الكتائب)
وقفة لـ{اللكتائب} أمام الصرح البطريركي اعتراضاً على تسليم مفتاح كسروان لنصر الله (موقع الكتائب)
TT

غضب مسيحي يواجه تسليم مفتاح معقل الموارنة لنصر الله

وقفة لـ{اللكتائب} أمام الصرح البطريركي اعتراضاً على تسليم مفتاح كسروان لنصر الله (موقع الكتائب)
وقفة لـ{اللكتائب} أمام الصرح البطريركي اعتراضاً على تسليم مفتاح كسروان لنصر الله (موقع الكتائب)

لم تهدأ بعد عاصفة الردود المسيحية على قرار رئيس اتحاد بلديات كسروان (جبل لبنان) جوان حبيش، تسليم مفتاح معقل الطائفة المارونية إلى أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، وعدّ سياسيون مسيحيون أن ما حصل إحدى أوراق إمساك الحزب بالبلد بشكل كلي، والسيطرة على مؤسساته الدستورية؛ من رئاسة الجمهورية إلى الحكومة، غامزين من قناة «التيار الوطني الحرّ» حليف «حزب الله»، ولأن حبيش محسوب سياسيا على التيار، في وقت رأى فيه نصر الله أن إهداءه مفتاح هذه المنطقة «مجرّد خطوة تعبر عن الاحترام بين الناس».
الخطوة المرشّحة للتفاعل بشكل أوسع عشية الانتخابات البرلمانية، أثارت غضب منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» فارس سعيد، المرشح للمقعد الماروني عن دائرة كسروان - جبيل، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن تسليم اتحاد بلديات كسروان - الفتوح، لنصر الله، هو «موضوع تفصيلي أمام الموضوع الأكبر». ورأى أنه «عندما يتسلّم نصر الله مفاتيح قصر بعبدا من قبل الرئيس ميشال عون نتيجة انتخاب الأخير رئيساً للجمهورية بشروط (حزب الله)، ومن ثم تشكيل حكومة وإقرار قانون انتخابي بشروط هذا الحزب، فإن ذلك يأتي نتيجة انهيار كامل بدأ بقبول التسوية وانتخاب مرشح (حزب الله) رئيساً للجمهورية اللبنانية».
ولم يوفّر فارس سعيد عددا من القوى المسيحية من الانتقاد، بما فيها «القوات اللبنانية» من دون أن يسميها، وشدد على أن «من سلّم بالتسوية واحتضن انتخاب عون على قاعدة أنه أفضل الممكن، عليه أن يتوقّع أكثر من تسليم مفتاح كسروان». ورفض المرشح الماروني في كسروان - جبيل، تحميل المسؤولية للمحليين في كسروان مهما كانت خطوتهم مخجلة، لافتاً إلى أن «المسؤولية يتحمّلها من سلّم مقادير البلد للحزب من القوى المسيحية والإسلامية، وبالتالي لا يلومنّ جوان حبيش أو غيره». وختم قائلاً سعيد «من حقق التسوية الرئاسية وهلل لها، ومن صنّف عون كمخلّص للبلد، لا يملك حق الاعتراض على خطوة جوان حبيش مهما كانت خطورتها وتداعياتها».
من جهته، رأى عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» النائب نديم الجميّل، أن «بعض الأشخاص يعتبرون أنه من السهل تسليم مفتاح مدينة وهم بالتالي يسلّمون تضحيات شهدائنا». وقال في لقاء في بلدة فيطرون (جرود كسروان)، إنهم «سلّموا مفتاحاً لبعض الناس الذين يعتبروننا غُزاة في هذه المنطقة (نصر الله الذي قال إن المسيحيين أتوا غزاة إلى بلاد جبيل)، ولكن نحن لسنا غزاة، وهذه الأرض هي أرضنا؛ دفعنا ثمنها دماً ونضالاً وجهداً وسنبقى هنا». وقال الجميل: «نرفض أن يسلّم أحد المنطقة كما فعلوا، لأنه لا طريق الشام تمرّ في جونية (كما قال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في سبعينات القرن الماضي)، ولا طريق طهران تمر في جونية، ولا طرق فلسطين مرّت بجونية»، لافتا إلى أن جونية «هي عاصمة الموارنة وعاصمة المسيحيين الأحرار، وإذا لم تكن كسروان حرة، فلبنان لن يكون حراً».
وفي محاولة لاحتواء ما حصل، لفت أمين عام «حزب الله» خلال خطاب انتخابي أمام لائحته في كسروان - جبيل، إلى أن ما قام به حبيش «خطوة رمزية تعبّر عن احترام الناس لبعضها البعض». وقال: «مفتاح كسروان وجبيل سيبقى عند رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وعند بكركي وبيد البطريرك بشارة بطرس الراعي». ورأى نصر الله أنه «لا داعي لكل هذا المناخ والتشنجات، التي نتجت عن هذه المبادرة الرمزية والطيبة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.