قصفت النظام السوري مخيم اليرموك للفلسطينيين والحجر الأسود جنوب دمشق وسط أنباء عن توصل لتسوية تتضمن تهجير معارضين ومتشددين وعائلاتهم إلى مناطق أخرى خارج العاصمة.
وعرض التلفزيون الرسمي لقطات أظهرت سحبا كثيفة من الدخان حول سلسلة من المباني، فيما سقطت قذائف مدفعية عليها، مما أدى إلى انهيار أحدها وسط سحابة من الغبار. وصاحب ذلك دوي إطلاق أعيرة نارية من مدافع آلية وصوت انفجارات بعيدة.
ولم تفلح الضربات الجوية الأميركية والبريطانية والفرنسية السبت لمعاقبة الأسد على هجوم كيماوي مشتبه به في إبطاء تقدم قوات الحكومة السورية التي أصبحت حاليا في أقوى مواقفها منذ الشهور الأولى للحرب التي دخلت عامها الثامن.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الضربات الجوية والقصف استهدفا مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين ومنطقة الحجر الأسود، وهما جزء من جيب صغير مقسم بين جماعات متشددة وجماعات مسلحة أخرى جنوب العاصمة. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون على الهواء مباشرة سحبا من الدخان الأسود حول إحدى المناطق فيما سمع دوي أعيرة نارية. ورأى شاهد من «رويترز» في وسط دمشق الضربات الجوية وهي تصيب المنطقة. ويسرع الأسد حملته لاستعادة ما تبقى من جيوب يحاصرها الجيش في أنحاء سوريا مما سيجرد مقاتلي المعارضة من أي أراض إلا في معاقلهم الرئيسية في شمال غربي وجنوب غربي البلاد. واتخذت الدول الغربية أول تحرك منسق ضد الأسد السبت لمعاقبته على هجوم كيماوي مشتبه به تقول إنه قتل عشرات خلال حملة للسيطرة على مدينة في الغوطة الشرقية قرب دمشق. لكن الضربات الجوية التي نفذت لمرة واحدة على ثلاثة أهداف بعيدا عن أي جبهة في القتال لم يكن لها تأثير يذكر على مجريات الحرب التي أزهقت أرواح 500 ألف شخص وشردت أكثر من نصف السوريين. ولا يزال المفتشون الدوليون التابعون لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية الذين وصلوا إلى دمشق قبل نحو أسبوع ينتظرون زيارة موقع الهجوم الكيماوي المشتبه به.
وتنفي سوريا وحليفتها روسيا استخدام الأسلحة الكيماوية في الهجوم على دوما. وتقول دول غربية إن الحكومة السورية التي تسيطر حاليا على دوما تمنع المفتشين من الوصول لموقع الهجوم وربما تطمس الأدلة هناك، وهو ما تنفيه دمشق وموسكو. وبدأ مقاتلو المعارضة الخميس الانسحاب من الضمير وهو جيب شمال شرقي دمشق بموجب اتفاق مع الحكومة. وقال مسلحون في جيب القلمون الشرقي القريب إنهم وافقوا أيضا على الانسحاب. ومن المتوقع أن يغادر آلاف المدنيين مع مقاتلي المعارضة إلى شمال سوريا قبل أن تعود المنطقتان إلى سيطرة الأسد بموجب اتفاقات على غرار ما حدث في مناطق أخرى بالبلاد مع تقدم قوات النظام.
وبعد استعادة قوات النظام للغوطة الشرقية هذا الشهر في معركة ضارية بدأت في فبراير (شباط) واستسلام الضمير والقلمون الشرقي فلن يتبقى سوى جيب يقع جنوب دمشق خارج سيطرة الحكومة في المنطقة المحيطة بالعاصمة.
وكان اليرموك أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا قبل الحرب. ورغم فرار معظم سكان المخيم فلا يزال هناك 12 ألفا يعيشون هناك وفي المناطق المحيطة تحت سيطرة جماعات متشددة أو مسلحة، حسبما تشير تقديرات الأمم المتحدة. وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والفصائل المسلحة في غوطة دمشق الغربية.
وأشارت الوكالة، الجمعة، إلى استسلام الجماعات المسلحة المسيطرة على منطقة الحجر الأسود جنوب العاصمة.
وذكرت الوكالة أن الاتفاق يقضي بخروج بعض المسلحين من المنطقة باتجاه البادية الشرقية، بينما سينسحب آخرون إلى محافظة إدلب، في حين ستتم تسوية أوضاع المسلحين الباقين.
وأشارت الوكالة إلى أن مسلحي جماعات مسلحة أخرى تم تخييرهم بين الخروج النهائي أو البقاء في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم جنوب العاصمة وتسوية أوضاعهم.
غارات على جنوب دمشق... وتهجير من القلمون الشرقي
غارات على جنوب دمشق... وتهجير من القلمون الشرقي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة