الحوثيون يعترفون بمقتل القيادي القوبري

الشرعية: تحرير تعز أولوية

TT

الحوثيون يعترفون بمقتل القيادي القوبري

أكَّدت الحكومة الشرعية في اليمن حرصها واهتمامها الخاص بتحرير محافظة تعز التي تشهد معارك عنيفة وحصاراً منذ أكثر من ثلاثة أعوام من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية، في الوقت الذي أقرت فيه الميليشيات الحوثية مقتل القيادي بصفوفها اللواء صالح القوبري بغارة.
وقال رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن غدر، إن القيادة السياسية ممثَّلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة «تولي اهتماماً خاصاً بمحافظة تعز، لما تمثله من رمزية الصمود والإباء والتضحية».
جاء ذلك خلال لقائه بقائد محور تعز اللواء خالد فاضل، في قصر المعاشيق بالعاصمة المؤقتة عدن، حيث قدم قائد المحور لرئيس الوزراء «شرحاً عن الحالة العسكرية التي تشهدها تعز في مختلف جبهات القتال»، متطلعاً في الوقت ذاته إلى «الصعوبات والتحديات التي تواجه محور تعز، الأمر الذي يعيق تقدمه لإنجاز المهام العسكرية على أكمل وجه».
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، عن بن دغر تأكيده أن «القيادة السياسية والحكومة تعمل جاهدة على تذليل الصعوبات التي تواجه أبطال الجيش الوطني».
وشدد على «ضرورة التمسك بوحدة الموقف ووحدة القرار ضد العدو الحوثي الانقلابي من خلال الارتكاز على الثوابت الوطنية ونبذ كل أشكال ودعوات الانقسامات التي لا تؤدي إلا للتراجع والخسائر»، مشيداً بـ«التضحيات التي يقدمها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمحافظة تعز المسنودين بقوات التحالف العربي في مواجهة ميليشيا الحوثي»، التي قال عنها إنها (الميليشيات) {انقلبت على الدولة والسلطة، حيث يقدم أبناء مدينة تعز تضحيات جسيمة للحفاظ على جميع المدن اليمنية من اجتياح ميليشيات التمرد والانقلاب التي ما زالت تشن حربها وحصارها الجائر».
إلى ذلك، اعترفت ميليشيات الحوثي الانقلابية، مساء الأربعاء، بمقتل رئيس عملياتها الصاروخية في القيادي العسكري ناصر حسين أحمد صالح القوبري، المكنى بأبو صلاح.
وجاء اعتراف الانقلابيين بمقتل القائد الحوثي في بيان نعي لوزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة للانقلابيين نشرته النسخة الثانية من موقع وكالة «سبأ» للأنباء الخاضعة للانقلابيين، حيث لم يحدد البيان مكان وتوقيت مقتل القائد العسكري سوى أنه قُتِل فيما تسميه معركة «النفس الطويل».
تزامن ذلك مع مقتل قيادي عسكري بارز آخر في جبهة الساحل الغربي لليمن حيث تستمر المعارك وسط تقدم قوات الجيش الوطني واستماتة من الانقلابيين على استعادة مواقع خسرتها.
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» أكد العقيد عبد الباسط البحر، ناطق محور تعز العسكري «مقتل القيادي الحوثي المقدم أمين صالح عبده الخدشي، أحد ضباط اللواء 33 مدرع سابقاً، وعدد من مرافقيه بغارة جوية، مساء الأربعاء، في جبهة الساحل الغربي لتعز».
وأوضح أن «القيادي الحوثي من أبناء مديرية القفر بمحافظة إب، كان قائد مجاميع اللواء 33 مدرع بجبهة الساحل».
ويأتي ذلك في الوقت الذي تتواصل المعارك في مختلف جبهات القتال أشدها في البيضاء والجوف وجبهة الساحل وغرب تعز، وبإسناد جوي من مقاتلات تحالف دعم الشرعية، وتكبيد الانقلابيين الخسائر البشرية والمادية الكبيرة، فيما تواصل ميليشيات الحوثي الانقلابية انتهاكاتها في مديرية التعزية، شمال تعز.
وقالت مصادر في منطقة الحيمة بمديرية التعزية لـ«الشرق الأوسط» إن «الانقلابيين فجّروا منزل المواطن الكحيل ومنزل عبد الفتاح عطاء في قرية المنزل بالمنطقة ذاتها، بعد سقوط قتلى وجرحى بمعاركهم مع المقاومة الشعبية من أبناء المنطقة التي تشهد مواجهات منذ أسبوع عقب محاولات الانقلابيين واستمرار بنهب الأراضي وتدمير منازل المواطنين».
وأشارت إلى أن «عناصر الميليشيات الانقلابية فجَّرَت بئراً للمياه الجوفية في الحيمة وأقدمت على تعطيل عدد من مضخات الآبار بهدف إجبار تهجير أهالي العزلة في المنطقة، علاوة على قيامهم باتخاذ عدد من الأهالي بينهم نساء وأطفال دروعاً بشرية، من خلال إجبارهم بالمشي أمامهم حتى لا يتم استخدامهم من قبل المقاومة الشعبية».
على صعيد متصل، أعلنت قوات الجيش الوطني إحكام حصارها على ميليشيات الانقلابية في عقبة القندع في مديرية نعمان، شرق البيضاء، بعد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي الانقلابية، وذلك بعدما تمكَّنَت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من تحرير معظم المواقع في المديرية ذاتها، ولم يتبقَّ لها سوى بعض المواقع في عقبة القندع.
وأفاد موقع الجيش الوطني «سبتمبر. نت» عن مصادر ميدانية، بأن «الجيش الوطني سيطر على الخط المؤدي إلى عقبة القندع في أطراف مديرية نعمان، بعد معارك ضارية خاضتها مع ميليشيات الحوثي الانقلابية التي تكبدت خسائر بشرية قبل أن تلوذ بالفرار»، وإلى أن «الميليشيا المتمركزون في العقبة أصبحوا حالياً معزولين من كل الاتجاهات».
ورداً على خسائرها، قصفت ميليشيات الانقلاب وبشكل عشوائي وهستيري منازل المواطنين في قرية الزوب بمديرية القريشية ومنازل المواطنين في مكيراس بالبيضاء.
وميدانياً، أيضاً، سقط عشرات القتلى والجرحى بغارات مقاتلات التحالف العربي في عدد من المدن اليمنية بما فيها غارات استهدفت مواقع وتجمعات للانقلابيين في مديرية السوادية والوهبية في البيضاء التي أسفرت عن تدمير قاعدة صاروخية للحوثيين، بحسب ما أكده مصدر في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط». كما استهدفت المقاتلات مواقع للميليشيات الانقلابية في أطراف شمال كرش، وشمال لحج، والبرح ومقبنة، وغرب تعز، وغارات مماثلة استهدفت أهداف عسكرية متحركة لميليشيات الحوثي في الحديدة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».