«التفاوض السورية» تسعى لوقف الانتهاكات بين الفصائل العسكرية

TT

«التفاوض السورية» تسعى لوقف الانتهاكات بين الفصائل العسكرية

قال نصر الحريري رئيس هيئة التفاوض السورية، إن الهيئة تسعى مع المجتمع الدولي لوقف ما يجري من جرائم في الاتفاقيات التي تجري بين بعض الفصائل العسكرية، وتنفيذ جميع البنود الإنسانية الموجودة في قرارات مجلس الأمن.
ونوه الحريري بالاجتماعات التي تمت أمس مع مندوبي الدول الداعمة لحل الأزمة السورية، والتأكيد على المطالب التي تطالب بها المعارضة السورية.
وحول الضربات العسكرية الأخيرة التي قادتها واشنطن مع فرنسا وبريطانيا، قال الحريري إن لدى الهيئة معلومات تفيد بأن النظام السوري لا تزال لديه غازات سامة جاهزة للاستخدام، ولا تزال لديه القدرة على إصدار مواد كيمائية جديدة، مضيفاً أن الغازات تمت صناعتها بإشراف خبرات إيرانية استفاد منها النظام.
وبيّن رئيس هيئة التفاوض، أن سوريا في الوقت الراهن تتعرض لفصل جديد من فصول الجريمة المستمرة من النظام وحلفائه، خصوصاً ما يجري في القلمون وجنوب دمشق وفي ريف حمص الشمالي، موضحاً أن ما يجري في الغوطة ليس حرباً ضد الإرهاب وإنما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية موصوفة بالتعاون مع حلفائه لمحاولة تثبيت نظام بشار الأسد، مؤكداً أن النظام السوري يقوم باستهداف المدنيين ويستخدم جميع الأسلحة المحرمة دولياً، مبيناً أن النظام المجرم يقوم بانتهاكات واسعة ضد المدنيين في الغوطة، الذين فروا هرباً من الموت، داعياً المنظمات الإنسانية تجاه مئات الآلاف الذين تم تهجيرهم قسرياً إلى سوريا.
وأضاف الحريري بعد انتهاء اجتماعات هيئة التفاوض السورية، أن عرقلة النظام السوري لتغييب الحقائق بشأن استخدام السلاح الكيماوي أمر متوقَّع.
وأبان أن روسيا وإيران يتهمون الآخرين جزافاً، وهم من يقومون بالجرائم الإنسانية في سوريا، وأكد أن جميع أبناء الشعب السوري بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، خصوصاً المناطق المحررة كونها الأكثر حاجة للمساعدات الإنسانية.
ودعا الحريري إلى الالتزام بما تبقى من اتفاقيات خفض التصعيد، محذراً من كوارث إنسانية جديدة قد تقع في منطقة إدلب والمناطق الجنوبية لسوريا، مشيراً إلى أن هناك أنباء عن حشود للنظام وحلفائه للتحضير للقيام بعملية عسكرية في الجنوب وفي الشمال مستهدفين المدنيين بحجة محاربة الإرهاب، فيما أشار إلى أن ما يتم حالياً في عفرين من طرد لعناصر الاتحاد الديمقراطي وإرساء للحكم المحلي خطوة بالاتجاه الصحيح.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.