انطلاق أسبوع أفلام جنوب آسيا في الأردن الأحد المقبل

تعالج قضايا في إندونيسيا والفلبين وبروناي وماليزيا وتايلاند

TT

انطلاق أسبوع أفلام جنوب آسيا في الأردن الأحد المقبل

ينطلق في مؤسسة عبد الحميد شومان في العاصمة الأردنية عمان الأحد المقبل، أسبوع أفلام جنوب آسيا، وتستمر فعالياته على مدار خمسة أيام، وذلك ضمن سياسة المؤسسة للتعريف بأفضل نماذج الأفلام السينمائية في العالم.
وتقدم لجنة السينما في «مؤسسة شومان»، خلال فعاليات الأسبوع، خمسة عروض تعالج قضايا المجتمعات الآسيوية، خاصة إندونيسيا والفلبين وبروناي وماليزيا وتايلاند.
وتفتتح لجنة السينما أسبوعها بفيلم تايلاندي «يوميات المعلم»، للمخرج نيثيوات ثاراثون، حيث يسلط الفيلم الضوء على قصة معلمين، المعلم (كرو سونغ) والمعلمة (كرو آن)، يقعان في حب بعضهما بسبب دفتر مذكرات.
أمّا ثاني أيام الأسبوع، فيعرض الفيلم الإندونيسي «الهلال»، لمخرجه إسماعيل باسبث. الفيلم يروي رحلة تجمع بين أب وولده. الأب محمود، تاجر مسلم محافظ متدين. الابن هيلي وهو شاب ليبرالي، يسافر عن غير رغبة منه مع والده، وبضغط من شقيقته لمشاهدة أول ظهور للهلال، وهي رحلة ستمنح الابن فرصة أكثر لاستيعاب والده.
وفي اليوم الثالث تعرض السينما فيلما من بروناي موسوما بـ«ياسمين»، يعرض قصة الطالبة ياسمين التي تحترف الفنون القتالية سيلات؛ لتثير إعجاب صديقها منذ الطفولة «آدي»، رغم معارضة والدها، وتشكل ياسمين فريق سيلات مع أصدقائها تحت إشراف مدرب غريب الأطوار.
ويعرض في اليوم الرابع الفيلم الفلبيني «سوناتا»، للمخرجين «بيك غالاجا ولور ريس»، الذي يروي قصة مغنية أوبرا (سابقاً) تصاب باكتئاب نتيجة انهيار حياتها المهنية، لكن يساعدها شاب صغير على استعادة ابتسامتها.
ويختتم أسبوع أفلام جنوب آسيا فعالياته بالفيلم الماليزي «طفلة من نيويورك»، للمخرج جيمس تيونج. الفيلم يروي قصة زيارة الطفلة سارة لجدها في ماليزيا للمرة الأولى، إذ يعيش الجد وحفيدته تجارب مختلفة تكشف لهما مدى الاختلاف بين الأجيال والثقافات.
من جهته، بيّن رئيس قسم السينما في المؤسسة عدنان مدانات، أن اختيار هذه النماذج جاء بقصدية عالية، كونها تمثل تجارب مختلفة من حيث الطرح وأنماط وآليات الإخراج، إضافة إلى اختلاف الأفكار وتنوعها في هذه النماذج.
وأكد مدانات حرص المؤسسة على تنظيم البرنامج السينمائي المتواصل منذ أكثر من ربع قرن، ضمن عروض أسبوعية، وأخرى ذات أجندة سنوية أو بتواريخ محددة، مثل احتفاليات الأسابيع السينمائية. ولفت إلى أنّ قسم السينما اكتسب جمهورا مميزا، يحرص على الحضور في جميع المناسبات، كما يسعى إلى تكوين جمهور مثقف سينمائياً.
يشار إلى أنّ قسم السينما بمؤسسة شومان، أُسّس في عام 1989، من قبل لجنة من خيرة النقاد الأردنيين، تشرف على تنظيم عروض لأفلام منتقاة بعناية من الكلاسيكيات إلى الأفلام الحديثة والتجريبية من مختلف دول العالم، في عروض أسبوعية مجانية في قاعة سينما المؤسسة، كما تُنظّم أسابيع أفلام متنوعة.
مؤسسة عبد الحميد شومان؛ هي مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار المجتمعي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».