الهلال يودع آسيا بـ«صفر انتصارات» في دوري المجموعات

الأهلي والجزيرة في صراع نحو صدارة المجموعة الأولى

جانب من مواجهة فريقي الهلال والاستقلال أمس (تصوير: علي العريفي)
جانب من مواجهة فريقي الهلال والاستقلال أمس (تصوير: علي العريفي)
TT

الهلال يودع آسيا بـ«صفر انتصارات» في دوري المجموعات

جانب من مواجهة فريقي الهلال والاستقلال أمس (تصوير: علي العريفي)
جانب من مواجهة فريقي الهلال والاستقلال أمس (تصوير: علي العريفي)

ودع الهلال السعودي دوري أبطال آسيا بعد خسارته من الاستقلال الإيراني بهدف دون رد، في ختام دوري المجموعات. ولم يحقق الهلال، وصيف بطل النسخة الأخيرة، أي انتصار في هذا الموسم، وحل في مؤخرة ترتيب المجموعة الرابعة بنقطتين، فيما صعد إلى الدور ثمن النهائي عن هذه المجموعة الاستقلال الإيراني بـ14 نقطة، والعين الإماراتي بـ10 نقاط.
ولم ترتق مواجهة الهلال السعودي بالاستقلال إلى المستوى المأمول على الصعيد الفني، في الوقت الذي استغل فيه وريا غفوري، مهاجم الضيوف، هفوة دفاعية داخل منطقة الجزاء الهلالية، صوبها قوية في شباك علي الحبسي، وأهدر لاعبو الهلال فرصه مواتيه للتعديل في شوط المباراة الثاني، ووقف القائم أمام أخطر المحاولات الهلالية من قدم مختار فلاته.
إلى ذلك، يسعى الأهلي السعودي، متصدر المجموعة الأولى في دوري أبطال آسيا بـ11 نقطة، الذي ضمن التأهل إلى دور ثمن النهائي، إلى الحفاظ على سجله في هذه البطولة دون خسارة، عندما يواجه مستضيفه الجزيرة الإماراتي مساء اليوم على استاد محمد بن زايد في العاصمة الإماراتية أبوظبي، حيث حقق الفريق السعودي في الجولات الخمس الماضية 3 انتصارات وتعادلين، قادته لإعلان تأهله قبل ختام دوري المجموعات بجولة.
وكذلك هو الحال للجزيرة الإماراتي، الذي ضمن التأهل عن هذه المجموعة، ويحتل المركز الثاني بـ8 نقاط، وانتصار أصحاب الأرض والجمهور في مباراة هذا المساء بفارق هدفين سيزيح الفريق من كرسي الصدارة، بينما فقد الغرافة القطري صاحب المركز الثالث بـ5 نقاط، وتراكتور الإيراني في المركز الأخير بنقطتين، حظوظهما في بلوغ الدور المقبل.
ومن المرجح أن تكون هذه المواجهة آخر عهد للأوكراني ربيروف، المدير الفني للضيوف، بعدما خسر فريقه فرصة التتويج بلقب الدوري السعودي للمحترفين إثر تعادله في الجولة الأخيرة مع الهلال، بطل المسابقة، إلى جانب استقالة رئيس النادي ونائبه، وتكليف مجلس إدارة جديد، بالإضافة إلى المشكلات التي نشبت أخيراً بين الأوكراني والسوري عمر السومة، هداف الفريق.
وضمت بعثة الضيوف العناصر الرئيسية التي شاركت في المباريات الأخيرة، سواء في الدوري السعودي للمحترفين أو في دوري أبطال آسيا، يتقدمهم تيسير الجاسم قائد الفريق، ومهند عسيري، بالإضافة إلى الرباعي الأجنبي فيتفا ومليغان وليناردو ومؤمن زكريا، وحرص الأهلاويين على مشاركة جميع الأسماء الأساسية في هذه المباراة، لما تمثله من أهمية للتمسك بصدارة المجموعة.
ويدرك الأوكراني ربيروف، مدرب الفريق السعودي، أن مواجهة الجزيرة الإماراتي هي الأخيرة في مسيرته مع الأهلي، على خلفية خروجه من نصف نهائي كأس الملك أمام الفيصلي، وعدم قدرته على تخطي الهلال في المواجهة المفصلية على أرصه وبين جماهيره، وسيرمي بكامل قوته الهجومية مساء اليوم لتسجيل انتصار في آخر المشوار، ومصالحة الجماهير الغاضبة من سياسته الفنية.
ويمتلك الضيوف خطاً هجومياً ضارباً، بقيادة مهند عسيري هداف الفريق، ومن خلفه الرباعي فيتفا وليناردو وتيسر الجاسم وحسين المقهوي، ويتولى مهمة الساتر الدفاعي في منطقة محور الارتكاز وليد باخشوين، وعلى الأطراف الدفاعية يستند الأهلي إلى ظهيري جنب بمواصفات عصرية يجيدان النواحي الدفاعية بافتكاك الكرة، بالإضافة إلى مهارتهم الفردية وسرعتهم في الانطلاقات ولعب الكرات العرضية داخل منطقة الجزاء، وفي وسط الدفاع الثنائي مليغان ومعتز هوساوي، ومحمد العويس في حراسة المرمى.
ويحتفظ مدرب الأهلي بأسماء على مقاعد البدلاء، قادرة على إحداث الفارق الفني، كما حدث في المباريات السابقة، بوجود صالح العمري وسلمان المؤشر وعبد الفتاح عسيري، وهذا الثلاثي يتميز بالنزعة الهجومية، إلى جانب علي الأسمري والمصري مؤمن زكريا.
وفي الجهة المقابلة، يأمل أصحاب الضيافة في استغلال عامل الأرض والجمهور، ورد الاعتبار من خسارة مواجهة الذهاب في محافظة جدة، وتحقيق انتصار يضمن لهم اعتلاء صدارة المجموعة، غير أن ظروف الجزيرة لا تختلف كثيراً عن نظيره الأهلي، حيث طالت أصابع الاتهام الهولندي هين تين كات، المدير الفني للفريق، بعدم الثبات على تشكيل في المباريات الحاسمة، مما أفقد الفريق كثيراً من الفرص المحلية؟
ورسم مدرب الفريق الإماراتي الخطوط العريضة لتجيير العلامة الكاملة في خزينة الجزيرة النقطية، حيث يعتمد الهولندي على الأداء المتزن بين النواحي الهجومية والدفاعية، ويحتكم إلى عدد من الأسماء البارزة في خط المقدمة، يتقدمهم الدوليان علي مبخوت وأحمد الهاشمي، إلى جانبهم البرازيلي رومارينهو، وهو ما يمثل قوة ضاربة في خط المقدمة.
ويبقى علي خصيف، حارس المرمى وقائد الفريق، مصدر الثقة والاطمئنان لبقية زملائه والسد المنيع أمام هجوم الخصوم، فيما يتولى قيادة الخطوط الخلفية العماني محمد المسلمي، الذي فرض اسمه على القائمة الأساسية منذ التحاقه بالفريق، وبات صمام الأمان والقائد الفعلي لدفاع الجزيرة، بينما يبقى الدور الأهم والأبرز للمغربي مبارك بوصوفا في صناعة اللعب والاختراق من العمق، والتسديد على المرمى من مسافات مختلفة ومن كرات ثابتة ومتحركة، حيث يعلق عليه الضيوف آمالاً كبيرة في تنفيذ الأخطاء القريبة من المرمى.
وتبقى حظوظ وظروف الفريقين متشابهة إلى حد كبير قبل بداية هذا اللقاء، وإن كانت الأفضلية تصب لصالح المستضيف من جانب القدرة التهديفية، بيد أن التاريخ يقف مع الضيوف في المواجهات المباشرة التي جمعتهم في هذه البطولة، حيث التقيا في 4 مواجهات، حضر التعادل في مناسبة وحيدة بـ3 أهداف لكل منهما، وانتصر الأهلي في 3 مواجهات، الأولى بهدفين دون رد خارج قواعده، وفي الثانية أمطر شباك الجزيرة بخماسية تاريخية، والأخيرة في مواجهات الذهاب حقق الأهلي الانتصار بهدفين مقابل هدف، ولم يسبق للفريق الإماراتي التغلب على الفريق السعودي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».