تجدد الاشتباكات بين «هيئة تحرير الشام» و«جبهة تحرير الشام»

مفاوضات بين الجيش الروسي ومعارضين قرب دمشق

TT

تجدد الاشتباكات بين «هيئة تحرير الشام» و«جبهة تحرير الشام»

تجددت الاشتباكات بين «هيئة تحرير سوريا» التي تضم «فتح الشام» (النصرة سابقا) و«جبهة تحرير سوريا» في ريفي حلب الغربي وإدلب، في وقت توصلت اللجنة المفاوضة عن مدينة الضمير (47 كلم شمال شرقي دمشق) مع الجانب الروسي لاتفاق تهجير.
ونقلت «شبكة سمارت» المعارضة عن الناطق باسم القيادة الموحدة في القلمون الشرقي مروان القاضي قوله إن الاتفاق «قضى بخروج من يرغب من المدينة، ومن سيبقى يعطى مهلة ستة أشهر لتسوية وضعه، بينما المنشقون يلتحقون بقطعهم العسكرية خلال أسبوع واحد من توقيع الاتفاق».
ويأتي ذلك بعد أن ضغطت قوات النظام السوري على المدنيين في مدينة الضمير للقبول باتفاق تهجير جديد في ريف دمشق. وقال ناشطون محليون إن «شابا قتل وجرح أربعة آخرون بقصف مدفعي لقوات النظام على الجزء الخاضع لسيطرة تنظيم داعش في مخيم اليرموك جنوب العاصمة».
إلى ذلك، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إن «عمليات توطين مهجري الغوطة الشرقية في منطقة عفرين لا تزال متواصلة من قبل السلطات التركية، حيث إن قائد فيلق الرحمن عبد الناصر شمير، جرى توطينه مع قادة آخرين من الصف الأول في فيلق الرحمن، ممن خرجوا على متن الحافلات في أواخر الشهر الماضي وسكنوا ناحية بلبلة الواقعة في القطاع الشمالي من مدينة عفرين قرب الحدود الشمالية لعفرين مع الجانب التركي، وسط استياء متزامن من مهجرين من الغوطة الشرقية ومن سكان منطقة عفرين المهجرين، من عمليات التوطين هذه». وأضاف: «رفض الطرفان عمليات التوطين هذه، التي تنفذها السلطات التركية، بالتزامن مع منع الأخيرة، لمئات العائلات المهجَّرة من عفرين من العودة إلى المنطقة، على الرغم من انتظارهم منذ قرابة الأسبوعين على الحواجز الفاصيلة بين المناطق التي هجروا إليها ومناطق سيطرة القوات التركية وقوات عملية غصن الزيتون في عفرين».
وأشار «المرصد» إلى «اجتماع بين قيادة فيلق الرحمن الموجودة في الشمال السوري ومسؤولين أتراك تمهيداً لتوطين مقاتلي فيلق الرحمن وعوائلهم ومهجرين من الغوطة الشرقية في منطقة عفرين، الواقعة في القطاع الشمالي الغربي من محافظة حلب، حيث كان وثق المرصد السوري نقل السلطات التركية لأكثر من 150 عائلة من مهجري الغوطة الشرقية، وعمدت إلى توطينهم في منطقة عفرين، حيث جرى إسكانهم في منازل كان قد هُجِّر سكانها منها بفعل الهجوم من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة السورية المشاركة في عملية غصن الزيتون».
إلى ذلك، اندلعت اشتباكات بين «هيئة تحرير الشام» و«جبهة تحرير سوريا» في محيط مدينة دارة عزة (30 كلم غرب مدينة حلب) شمال سوريا، خلال محاولات «الهيئة» التقدم في المنطقة.
وقال مدير المكتب الإعلامي لـ«حركة نور الدين زنكي» المنضوية ضمن «جبهة تحرير سوريا» أحمد حماحر لـ«سمارت» إن اشتباكات اندلعت بين الطرفين خلال محاولات «تحرير الشام» التقدم نحو قريتي عاجل والسعدية قرب مدينة دارة عزة، وعلى أطرف قرية مكليبس.
وأعلنت مجموعة من المنظمات الطبية والإغاثية العاملة في محافظة إدلب شمالي سوريا إيقاف العمل في مستشفى معرة النعمان الوطني مدة يومين و«إيقاف العمل غير الإسعافي في مشافيها كافة بالمحافظة لخمسة أيام بسبب الاقتتال الدائر في المنطقة».
وكانت «هيئة تحرير الشام» سيطرت على مدينة خان شيخون و10 بلدات أخرى في محافظ إدلب وتقدمت باتجاه حماة.
وقال قائد عسكري في «جيش إدلب الحر» لوكالة الأنباء الألمانية: «شن مقاتلو هيئة تحرير الشام فجر الأحد هجوماً على مدينة خان شيخون، وهي من أكبر مدن محافظة إدلب بريف إدلب الجنوبي الشرقي، مستخدمين الأسلحة الثقيلة والمتوسطة».
وأكد القائد العسكري أن «عنصر هيئة تحرير الشام سيطروا على مدينة خان شيخون وبلدات الشيخ مصطفى، وكفرمزدة ومدايا والعامرية وموقة وكفرعين وحيش والشيخ دامس وصهيان وتل عاس بريف إدلب الجنوبي. وأضاف أن «هيئة تحرير الشام وسعت سيطرتها خارج محافظة إدلب، حيث سيطرت أيضاً على معبر مدينة مورك في ريف حماة الشمالي».
إلى ذلك، قالت مصادر محلية في محافظة إدلب لوكالة الصحافة الألمانية إن «هيئة تحرير الشام بدأت قصفاً مدفعياً باتجاه حواجز جبهة تحرير الشام على أطراف مدينة معرة النعمان، وبذلك تكون الجبهة سيطرت على كامل الأوتوستراد الدولي الذي يربط مدينة حلب مع دمشق».
يشار إلى أن «هيئة تحرير الشام» تسيطر على مدينة إدلب وأغلب ريفها الغربي والشمالي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».