انتقد صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، غياب تحقيق دولي في استهداف الفلسطينيين العزل على حدود قطاع غزة للجمعة الثالثة على التوالي، متسائلاً: «ما الذي تنتظر دول العالم للتحرك؟».
وطالب عريقات بالإسراع في «فتح تحقيق دولي بجرائم ومجازر قوات الاحتلال، ووقف عدوانها المنظم والمتواصل على أبناء شعبنا المدنيين العزّل»، مشدداً على «أن كل لحظة تمر دون حساب أو عقاب لسلطة الاحتلال سيدفع ثمنها حياة ودماء أبنائنا الأبرياء».
واستغرب في السياق ذاته انتظار دول العالم رغم كل جرائم القتل والإصابات على حدود قطاع غزة. محملاً مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي مسؤولية الحفاظ على حياة الشعب الفلسطيني وأمنه.
واتهم عريقات قوات الاحتلال باستهداف الأطفال والنساء والمدنيين، وتعمد استهداف الصحافة الدولية والفلسطينية «لمنع كشف الوجه الحقيقي للاحتلال وفضح جرائمه»، إضافة إلى استهداف «المسعفين والأطر الطبية، وذلك في خرق صارخ للقانون والشرعية الدولية».
كما ذكّر عريقات بإصابة أكثر من تسعة من الكوادر الصحافية بالرصاص المعدني والغاز المسيل للدموع في الجمعة الأخيرة، مشدداً على أن ذلك «يتطلب من المنظمات الدولية والحقوقية الدفع بفتح تحقيق في جرائم الاحتلال بحق الصحافيين، وتأمين الحماية الدولية العاجلة لهم ولجميع أبناء شعبنا». وفي هذا السياق، حيا عريقات «أبناء الشعب الفلسطيني المناضل والصامد؛ على بسالته في مواجهة رصاص الاحتلال بصدور عارية»، مؤكداً «أن شعبنا سيواصل نضاله السلمي المشروع حتى إنهاء الاحتلال الاستعماري عن أرضه، وتجسيد سيادة دولته على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتحقيق العودة».
وجاء حديث عريقات بعدما قتلت إسرائيل 35 فلسطينياً منذ بدء مسيرات العودة على حدود قطاع غزة نهاية مارس (آذار) الماضي، وجرحت نحو 4 آلاف، بينهم أكثر من 1500 بالرصاص الحي. واتهم الفلسطينيون إسرائيل بتعمد استهداف المدنيين العزل، لكن إسرائيل قالت إنها تستهدف، الذين يحاولون تنفيذ هجمات عبر الأسلاك الشائكة.
في الجمعة الأخيرة، سجلت اعتداءات إسرائيلية أكبر ضد عدد من الصحافيين وطواقم طبية. ولذلك؛ طالبت حركة فتح المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى الوقوف بجدية أمام مسؤولياتهم إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المتعمدة بحق الصحافيين وطواقم الإسعاف، «في استمرار واضح ومقصود لسياسة الاستهداف المتعمد لطمس الحقيقة ومحاولة إخفاء آثار الجريمة».
واتهمت الحركة في بيان قوات الاحتلال بأنها «تقوم بعمليات قتل احترازي، وقتل من أجل الترهيب، وإطلاق نار بشكل عشوائي لإشاعة الرعب بين المتظاهرين السلميين، وإعاقة عمل الطواقم الطبية، وبالتالي تحقيق المراد من وراء هذه الإعمال الإجرامية، إضافة لمنع إبراز حقيقة ما يجري من الوصول لدول العالم، وذلك من خلال إعاقة عمل الصحافيين، وفي المقابل تواصل محاولات طمس الحقائق من خلال الدعاية الكاذبة، التي تقوم بها من الجانب الآخر للحدود، واصطحاب وفود صحافية لتغطية ما يجري من وجهة نظر الجنود القناصة».
وطالبت الحركة بضرورة حماية الصحافيين والطواقم الطبية من تلك الجرائم، وضمان سلامتهم في أرض الميدان، بما يكفل قيامهم بواجباتهم في إنقاذ حياة المتظاهرين السلميين ونشر الحقيقة للعالم. وفي هذا السياق، أكدت أن إصابة ثلاثة صحافيين أول من أمس بالرصاص الحي، وهم يحاولون تغطية أخبار الأحداث شرق قطاع غزة، إلى جانب جريمة قتل الصحافي ياسر مرتجى الأسبوع الماضي، وإصابة 14 من المسعفين والطواقم الطبية، هو دليل آخر على حجم الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الأعزل وهو يعبر عن تطلعاته الوطنية، وتمسكه بحقوقه غير القابلة للتصرف التي ضمنها له القانون الدولي.
وجاءت المطالبات بتحقيق دولي وحماية في وقت قتل فيه 4 فلسطينيين أمس إثر انفجار دراجة نارية محلية. واتهم الفلسطينيون منذ البداية إسرائيل بقصف مدفعي على دراجة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأعلن الدكتور أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة بغزة، أن «أربع جثث وصلت إلى مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار شرق رفح، بينهم 2 أشلاء». في حين قالت وسائل إعلام رسمية ومحلية، إن المدفعية الإسرائيلية استهدفت «توك توك»، كان يقل مجموعة من الشبان يحملون إطارات سيارات، وإصابته بشكل مباشر. لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، نفى ذلك. وقال، إن «الانفجار الداخلي في رفح أزال القناع عن مسيرة العودة، حيث نشطاء (الجهاد الإسلامي) الذين تعرضوا لحادث عمل قتلوا بالقرب من مكان المسيرة، واستخدموا نفس الوسائل المستخدمة أسبوعياً».
وأضاف أدرعي موضحاً «مرّة أخرى ألقوا المسؤولية على الجيش عن انفجار داخلي. ومرّة أخرى أربعة نشطاء إرهابيين تابعين للمنظمة المدعومة والموَجَّهة من قِبل إيران في منطقة المظاهرات العنيفة في رفح مع نفس الوسائل التي يستخدمونها كل أسبوع. أخبروني كيف تتماشى مظاهرة سلمية مع خلية مخربين تتعرض لحادث عمل؟ لقد تمت إزالة القناع مرة أخرى، الحديث عن مظاهرة تُعتبر غطاءً لعمليات إرهابية».
ولاحقاً، نعت «سرايا القدس»، التابعة لـ«الجهاد الإسلامي»، الشبان الأربعة. وقالت في بيان «إنهم استشهدوا أثناء الإعداد والتجهيز شرق مدينة رفح»، وهم أمجد حسني محمد القطروس (18 عاماً)، وعائد صالح أحمد الحمايدة (23 عاماً)، وهشام محمد عطوة عبد العال (22 عاماً)، وهاشم عبد الفتاح عثمان كلاب (18 عاما).
عريقات ينتقد غياب تحقيق دولي في غزة
انفجار دراجة يخلف 4 قتلى من «الجهاد»... وإسرائيل تنفي مسؤوليتها
عريقات ينتقد غياب تحقيق دولي في غزة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة