اختبار سهل لريال مدريد أمام ملقة الأخير... ومواجهة صعبة لبرشلونة مع فالنسيا

رونالدو ورفاقه يستأنفون الدوري المحلي بفرحة أوروبية (أ.ف.ب)
رونالدو ورفاقه يستأنفون الدوري المحلي بفرحة أوروبية (أ.ف.ب)
TT

اختبار سهل لريال مدريد أمام ملقة الأخير... ومواجهة صعبة لبرشلونة مع فالنسيا

رونالدو ورفاقه يستأنفون الدوري المحلي بفرحة أوروبية (أ.ف.ب)
رونالدو ورفاقه يستأنفون الدوري المحلي بفرحة أوروبية (أ.ف.ب)

تخيم صدمة دوري أبطال أوروبا، بأفراحها وأتراحها، على مباراتي قطبي إسبانيا في الدوري المحلي لكرة القدم بعد الخروج المهين لبرشلونة المتصدر وإفلات ريال مدريد من الكمين أمام روما ويوفنتوس الإيطاليين على التوالي. فبعد فوزه الكبير 4 - 1 على ملعب «كامب نو» في ذهاب دور الثمانية، لقن روما الفريق الكاتالوني درساً قاسياً بفوزه إياباً على أرضه 3 - صفر، فأخرجه من البطولة وبلغ بدوره نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1984، علماً أن برشلونة كان من أبرز المرشحين لإحراز اللقب الأوروبي.
من جهته، عاد ريال مدريد بطل أوروبا في النسختين الأخيرتين، من تورينو بفوز بثلاثية نظيفة ذهاباً، لكنه فوجئ بانتفاضة قوية من يوفنتوس أدرك فيها التعادل 3 - 3، وكان على بعد ثوانٍ قليلة فقط من فرض شوطين إضافيين، لكن الحكم الإنجليزي مايكل أوليفر احتسب ركلة جزاء جدلية في الدقيقة الثالثة من الوقت الضائع ترجمها البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى هدف التأهل لريال. وإذا كان ريال مدريد يركز منذ فترة على إحراز اللقب الأوروبي الثالث على التوالي بعد ضياع اللقب المحلي بنسبة كبيرة، فإن برشلونة يولي اهتماماً كبيراً بـ«الليغا»، وهو سيتفرغ للساحة المحلية الآن سعياً لإحراز الثنائية، الدوري والكأس (يلتقي إشبيلية في المباراة النهائية في 21 الحالي).
ويخوض برشلونة اختباراً صعباً اليوم في المرحلة 32 عندما يستضيف فالنسيا الثالث، ويحل ريال ضيفاً على ملقة الأخير غداً. ويتصدر برشلونة الترتيب برصيد 79 نقطة، بفارق 11 نقطة عن أتليتكو الذي يلتقي ليفانتي غداً أيضاً، ويأتي فالنسيا ثالثاً وله 65 نقطة بفارق نقطة أمام ريال مدريد. وسيشكل الفوز على فالنسيا تعويضاً جزئياً لبرشلونة عن الخيبة الأوروبية، إذ سيقربه أكثر من استعادة اللقب الذي انتزعه منه ريال في الموسم الماضي للمرة الأولى منذ 2012. وكان آرنستو فالفيردي مدرب برشلونة عاجزاً عن تفسير ما حصل في روما بقوله: «قبل أسبوع سجلنا 4 أهداف بالتشكيلة ذاتها. صمدنا في وجه الطريقة التي لعبوا بها وفرضنا أسلوبنا. الأمور سارت على ما يرام. هذه المرة، لم يحصل هذا الأمر». وعن مواجهة فالنسيا قال: «يجب أن نتحامل على الأوجاع - ستكون الأيام المقبلة صعبة»، مضيفاً: «يجب أن نحاول الفوز بالبطولتين (الدوري والكأس). خسارة من هذا النوع تؤلم كثيراً، لكن يجب التطلع إلى المستقبل».
لكن نكسة روما فتحت باب الحديث عن تغييرات ضرورية في صفوف برشلونة وطريقة لعبه، خصوصاً أن الفريق عانى في مبارياته السابقة، بتعادله الصعب مع تشيلسي في ذهاب الدور الثاني لدوري الأبطال بهدف لميسي، الذي أدرك له التعادل مع إشبيلية 2 - 2 في الوقت القاتل عقب دخوله في الدقائق الأخيرة في المرحلة قبل الماضية.
وغابت خطورة ميسي أمام روما، لكنه كان سجل ثلاثية في مرمى ليغانيس (3 - 1) في المرحلة الماضية قربت فريقه خطوة إضافية من اللقب، في مباراة عادل فيها الرقم القياسي في المحافظة على سجله خالياً من الخسارة في 38 مباراة كان سجله ريال سوسيداد في موسم 1979 - 1980. ويفتقد برشلونة في هذه المرحلة لاعب الوسط الكرواتي إيفان راكيتيتش الذي يخضع بحسب ناديه إلى عملية جراحية لمعالجة كسر في إصبع يده اليسرى تعرض له أمام روما الثلاثاء. ووفقاً للموقعين الإلكترونيين لصحيفتي «سبورت» و«موندو ديبورتيفو»، فإن الهدف من جراحة راكيتيتش هو أن يكون جاهزاً لخوض نهائي الكأس المحلية ضد إشبيلية.
وحقق ريال مدريد الأهم بتأهله إلى نصف نهائي دوري الأبطال، لكن ما حصل في مباراة الإياب ترك ندوباً كبيرة تجب معالجتها، خصوصاً أن الفريق يريد إنهاء البطولة المحلية في أحد المراكز المتقدمة. وفقد ريال مركزه الثالث لمصلحة فالنسيا في المرحلة السابقة التي شهدت تعادله مع جاره أتليتكو في «ديربي» مدريد 1 - 1 بهدف أيضاً لرونالدو. وتبدو مهمة الفريق الملكي سهلة لتحقيق الفوز على ملقة واستعادة المركز الثالث من فالنسيا في حال تعثره أمام برشلونة. وقال رونالدو بعد الفوز على يوفنتوس: «كانت مباراة عانينا فيها كثيراً، لكن يجب أن نعتبرها درساً، لأنه في كرة القدم عليك أن تقاتل. كان بمقدورنا أن نسجل أهدافاً أكثر، لكننا لم نتمكن ويوفنتوس لعب بشكل جيد. أعتقد أن ضربة الجزاء صحيحة ولا أعرف لماذا يشتكون لدى الحكم».
لكن المدرب الفرنسي زين الدين زيدان اعتبر أن فريقه كان يستحق التأهل بقوله: «كانت مباراة غريبة ولم أتوقع أن نتلقى هدفاً بعد دقيقتين، ما سهل الأمر على يوفنتوس. كانت استراتيجية يوفنتوس جيدة في حين أننا قدمنا مباراة سيئة، لقد حصلنا على فرص ولكننا وجدنا صعوبة في اللعب بإيقاعنا». وتابع: «أعتقد أننا نستحق التأهل بعد المباراتين (الذهاب والإياب)».
من جهته، يلتقي أتليتكو مدريد ليفانتي الـ17 ساعياً إلى الإبقاء على فرصته في المنافسة على اللقب حتى المراحل الأخيرة، أو إنهاء الموسم في المركز الثاني على أقل تقدير.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».