«فيفا» ينكس أعلام 209 دول حدادا على رحيل مانديلا

مانديلا سجل حضورا شرفيا كبيرا في مونديال جنوب أفريقيا 2010
مانديلا سجل حضورا شرفيا كبيرا في مونديال جنوب أفريقيا 2010
TT

«فيفا» ينكس أعلام 209 دول حدادا على رحيل مانديلا

مانديلا سجل حضورا شرفيا كبيرا في مونديال جنوب أفريقيا 2010
مانديلا سجل حضورا شرفيا كبيرا في مونديال جنوب أفريقيا 2010

بكى عالم كرة القدم المجتمع في البرازيل لسحب قرعة مونديال 2014 زعيم أول دولة أفريقية استضافت كأس العالم عام 2010 رئيس جنوب أفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا، الذي توفي أول من أمس الخميس عن 94 عاما.
وقال الأسطورة البرازيلي بيليه في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «إنه بطلي، صديقي ورفيقي في النضال من أجل قضايا الشعب والسلام في العالم». وأضاف «لنكمل دربه. لقد كان أحد أكثر الأشخاص تأثيرا في حياتي».
من جانبه، قال روماريو، أحد نجوم المنتخب البرازيلي السابقين «من خلال نضاله ضد التمييز العنصري ترك مانديلا خلال عبوره في هذا العالم درسا مذهلا في الإنسانية».
وكتب رونالدو، النجم الآخر في المنتخب البرازيلي سابقا «لقد غيرت العالم. شكرا.. ارقد بسلام»، فيما كتب البرتغالي كريستيانو رونالدو «شكرا لك على إنجازك ومثالك، وستبقى دائما معنا».
وعبر رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) السويسري جوزيف بلاتر عن «حزنه العميق» بعد وفاة نيلسون مانديلا «أحد كبار فلاسفة زمانه». وقال «بحزن عميق جدا، أقول وداعا لشخصية استثنائية، ربما هو أحد كبار فلاسفة عصره. إنه صديق صدوق».
وأشار بلاتر إلى أن أعلام الدول الـ209 ستنكس في مقر الفيفا في زيوريخ، وسيتم الوقوف «دقيقة صمتا في المباريات الدولية المقبلة». وتابع «تشاركت القناعة مع نيلسون مانديلا بالسلطة الاستثنائية لكرة القدم. إنها رياضة قادرة على توحيد الناس بطريقة ودية وسلمية، وعلى تعزيز العلاقات الأساسية الاجتماعية والتربوية كمدرسة في الحياة». وختم قائلا «عندما استقبل مانديلا بالتصفيق من قبل الجمهور في 11 يوليو (تموز) 2010 في ملعب سوكر سيتي في جوهانسبورغ خلال نهائي المونديال، كقائد شعبي وصاحب قلب كبير، كانت تلك إحدى اللحظات الأكثر تأثيرا في حياتي. بالنسبة إليه، تنظيم المونديال كان حلما وأصبح حقيقة. نيلسون مانديلا سيبقى دائما في قلوبنا». من جانبه، قال الأمين العام للفيفا جيروم فالكه «ببالغ الأسى تلقينا نبأ وفاة مانديلا، ولا تسعفني الكلمات للإشادة برجل كان لي شرف اللقاء به».
وفي لوزان، اعتبر رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ أن عالم الرياضة فقد بوفاة مانديلا «صديقا كبيرا وبطلا للإنسانية»، مشيرا إلى إقامة الحداد 3 أيام وإلى تنكيس العلم الأولمبي. وقال باخ، الذي يرأس اللجنة الأولمبية الدولية منذ 3 أشهر خلفا للبلجيكي جاك روغ «فقدت الحركة الأولمبية صديقا كبيرا وبطلا للإنسانية. موقفه تجاه الرياضة يجعلنا فخورين جدا، فخورين بالطريقة التي عرف من خلالها قدرة الرياضة كعامل للم الشمل». وأضاف «عندما قابلته سألته ما إذا كان يكره أعداءه، فأجاب بكلمة لا. وعندما رآني مشككا في كلامه، قال لو كنت أحتقر الآخرين لما كنت رجلا حرا». واعتبر باخ أن «هذا الجواب يختصر بالتأكيد الرجل وإنسانيته»، مذكرا بأقوال مانديلا «الرياضة لها سلطة تغيير العالم، سلطة الوحي وسلطة توحيد الناس. الرياضة تخلق الأمل في مكان لا يوجد فيه إلا اليأس. إنها أقوى من الحكومات في إسقاط الحواجز العنصرية».
وعلى الرغم من الحزن الذي ينتاب العالم على وفاته يبقى نيلسون مانديلا صاحب الفضل الأكبر في عودة جنوب أفريقيا للمنافسات الرياضية العالمية عقب عقود من العزلة بسبب سياسة الفصل العنصري، إذ استغل رئيس جنوب أفريقيا السابق الرياضة كإحدى الوسائل للمصالحة بين الجماعات العرقية المختلفة في البلاد.
وكان مانديلا أول من أعلن عن العودة للمشاركات الدولية مشجعا الشخصيات الرياضية في جنوب أفريقيا على ذلك، مبقيا على شعار رياضة الرغبي في البلاد كما هو، ومنهيا بشكل حاسم جدلا قويا ثار بهذا الشأن. وأدى وجوده في المنافسات الكبيرة التي فازت بها فرق جنوب أفريقيا لظهور ما يسمى بنهج «سحر مابيدا»، وهو تلاعب باسم قبيلته في إشارة إلى التأثير الكبير الذي تحدثه مشاركة مانديلا في أي حدث.
وكانت الرياضة في جنوب أفريقيا عرضة للعقوبات خلال حقبة الفصل العنصري وهو ما أدى لإيقافات طالت مشاركة جنوب أفريقيا في الألعاب الأولمبية وعدة نسخ من كأس العالم، وكانت في وضع أشبه بعزلة كاملة عند الإفراج عن مانديلا من محبسه عام 1990 عقب فترة سجنه الطويلة.
وسارع حزبه (المؤتمر الوطني الأفريقي) لاستغلال الرياضة لتنفيذ سياسة بناء البلاد، حيث سمح لجنوب أفريقيا بإرسال بعثة للمشاركة في أولمبياد برشلونة عام 1992، بالإضافة للمشاركة في تصفيات كأس العالم 1994، وذلك قبل وقت طويل من اكتمال تغيير النظام السياسي في البلاد. كما كان هناك اتصال متبادل بين جنوب أفريقيا والمؤسسات الرياضية الدولية التي سعت لإعادة إدماج البلاد في منافساتها.
ويستعيد سام رامسامي، رئيس اللجنة الأولمبية بجنوب أفريقيا سابقا وعضو اللجنة الأولمبية الدولية حاليا، تلك الذكريات قائلا «أرادت اللجنة الأولمبية الدولية وجود مانديلا بين صفوفها. لقد كان رمزا على مستوى العالم، وقد عاملته في حفل دورة برشلونة معاملة رؤساء الدول».
كما دخل مانديلا في صراع شرس حول رموز فرق جنوب أفريقيا، حيث ساند وبشكل مثير للدهشة مضطهديه السابقين من البيض، وسمح لرياضة الرغبي بالإبقاء على شعارها.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».