مسؤول إسرائيلي يحذر إيران من الرد على قصف قاعدة «تيفور»

الحكومة المصغرة تبحث الوضع السوري

TT

مسؤول إسرائيلي يحذر إيران من الرد على قصف قاعدة «تيفور»

هدد مسؤول أمني إسرائيلي بـ«تصفية نظام» الرئيس السوري بشار الأسد إثر إعلان إيران أنها سترد على «الجريمة» التي نفذتها إسرائيل في سوريا، في الهجوم المنسوب لها على القاعدة الجوية «T4». وقال: «نظام الأسد والأسد نفسه سيزولان من الخريطة والعالم إذا حاول الإيرانيون ضرب إسرائيل أو مصالحها من أراض سورية». ونصح المسؤول الإسرائيلي إيران بـ«عدم تجربتنا، ففي رفضنا ترسيخ الوجود الإيراني في سوريا، نحن مصممون على موقفنا ونظل كذلك حتى النهاية بهذا الشأن».
وكان وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، قد صرح، خلال زيارة طويلة لقواته في هضبة الجولان السورية المحتلة، بأن «إسرائيل لن تسمح بترسيخ الوجود الإيراني في سوريا، مهما كان الثمن». واعتبر ليبرمان هذا الوجود بمثابة طوق خانق على عنق إسرائيل: «ولن نسمح بحصول ذلك».
وعقد «الكابنيت» (المجلس الوزاري الأمني المصغر في الحكومة الإسرائيلية)، جلسة الأربعاء، للبحث في أخطار الحرب، في أعقاب التهديدات الإيرانية بالرد على قصف مطار «تي - 4» في سوريا ومقتل 7 إيرانيين، معظمهم من ضباط الحرس الثوري. وبدا أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلي تأخذ هذه التهديدات بجدية. وقال قادتها في الاجتماع إن «من المحتمل جدا، أن تحاول إيران الرد على الهجوم بمنظومات أسلحة إيرانية نقلت إلى سوريا، أو بمنظومات أسلحة خاصة بقوات النظام السوري». ومع أنها تستبعد أن تختار إيران المواجهة المباشرة معها، وأنها تستبعد أن يبادر الأسد إلى شن هجوم على إسرائيل، إلا أن الاحتمال وارد. ولذلك فقد وضعت القوات الإسرائيلية في حالة استنفار. وشوهدت حركة طيران نشطة في سماء إسرائيل وتم تحريك قوات إلى الشمال. وقالت مصادر عسكرية في تل أبيب إن أحد الاحتمالات القوية هو أن يدفع الإيرانيون بـ«حزب الله» اللبناني أن يبادر إلى تنفيذ عمليات ضد إسرائيل انتقاما للقصف الإسرائيلي في سوريا. ونصحته بالامتناع عن ذلك قائلة: «نأمل ألا ينضم حسن نصر الله، الأمين العام لـ(حزب الله)، إلى مثل هذه المعركة في حال اندلاعها. فإسرائيل ليست معنية بتوسيع الجبهة، ولكن في حال حصول ذلك، ينبغي على نصر الله أن يدرك أن مصيره لن يكون مختلفا عن مصير الأسد، وسيدفع ثمنا باهظا جدا».
وفي تقرير للاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي جاء أن «تي 4»، التي تم قصفها هي قاعدة عسكرية إيرانية في سوريا تضم أسطولا من الطائرات المسيرة المتطورة، يخططون لجعلها قاعدة كبيرة لاستخدامها في مهمات هجومية. ولكنها ليست المصدر الوحيد لتهديد إسرائيل. فإذا نفذ الغرب تهديداته لضرب سوريا بسبب استخدام النظام السلاح الكيماوي، فإن هناك قوى كثيرة في المحور الإيراني تريد أن تقحم إسرائيل في هذا الصدام.
وأشارت التقديرات الإسرائيلية إلى أن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، يقصد فعلا تلميحاته لهجوم أميركي محتمل على سوريا، بداعي الرد على استخدام الأسلحة الكيماوية. وتقول إن «حقيقة استخدام السلاح الكيماوي من قبل الأسد ليست موضع شك، وإن التقديرات تشير إلى أن الحديث عن غاز الكلور الذي كان مخلوطا، على ما يبدو، بكميات قليلة من غاز السارين الفتاك. ولذلك فإن الهجوم الأميركي أو الفرنسي أو الأميركي الفرنسي المشترك وارد، والرد الإيراني بضرب إسرائيل وارد أيضا».
ونقلت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي عن مسؤول في تل أبيب وصفته بالكبير أن نتنياهو قال في نقاشات أمنية مغلقة الاثنين أن الرئيس ترمب، على الأرجح سيأمر بهجوم أميركي على سوريا.
وقال وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، خلال زيارة إلى مستوطنة «كتسرين» في هضبة الجولان، مساء أول من أمس: «لا أعرف من نفذ الهجوم في سوريا، لكنني أعرف شيئا واحدا مؤكدا، وهو أننا لن نسمح بالتوطيد الإيراني في سوريا مهما كان الثمن ليس لدينا أي مفر آخر». وقال ليبرمان إن «هناك جهات يمكنها منع ذلك من دون تفعيل قوة عسكرية، وآمل أن تعمل تلك الجهات وتقوم بالعمل الصحيح. يمكنها منع إيران من ترسيخ وجودها من دون احتكاك زائد». وحسب ليبرمان: «يجب على شعب إسرائيل الثقة بالقيادة ويفهم أنه كان هناك الكثير ممن حاولوا ترويج مختلف الأوهام. تخيل ما كان سيحدث لنا لو أن هضبة الجولان كانت، معاذ الله، في أيدي نظام الأسد. لدينا مفهوم واضح. لدينا استراتيجية واضحة، ونحن سنقوم بالعمل الملقى على عاتقنا».
وكرر ليبرمان بذلك تهديدات إسرائيل بأنها ستعتبر نقل أصول عسكرية إيرانية إلى سوريا، وإقامة مواقع عسكرية إيرانية هناك، بمثابة خط أحمر، ستعمل على منع تجاوزه.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.