أعلن بول راين، زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي، أنه سيتقاعد بحلول نهاية شهر يناير (كانون الثاني) بعد أكثر من ثلاث سنوات من توليه المنصب، مرجعا ذلك إلى رغبته في قضاء المزيد من الوقت مع عائلته. ويأتي قرار راين في الوقت الذي يواجه الحزب الجمهوري خسارة محتملة للأغلبية في الكونغرس في الانتخابات النصفية التي تجري هذا الخريف.
وقال راين في مؤتمر صحافي، أمس الأربعاء، إنه سيكمل فترة ولايته وسيتقاعد من الكونغرس في يناير. وصرح في المؤتمر: «إذا بقيت في منصبي لفترة ولاية أخرى، فإن أبنائي سيذكرونني كأب مؤقت، يتفاعل معهم في عطلة نهاية الأسبوع فقط. ولا يمكنني السماح بحدوث ذلك. لذا سأقوم بتحديد أولويات جديدة في حياتي».
وكان راين قد تولى المنصب بتردد في عام 2015، ولم يصدر عنه أي مؤشر على تطلعاته السياسية المستقبلية.
من جانبه، أشاد ترمب براين ووصفه بأنه «رجل جيد حقاً». وكتب ترمب في تغريدة أنه «رغم أنه لن يسعَى لولاية ثانية، فإنه سيترك وراءه إرثا من المنجزات لا يمكن لأحد التشكيك فيها. نحن معك يا بول».
بدوره، أثنى تشاك شومر، كبير الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، على راين وقال إنه «رجل صالح كان يفي بكلمته على الدوام»، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وسيتسبب قرار راين في منافسة محتدمة على زعامة الجمهوريين في مجلس النواب، حيث يعتبر زعيم الأغلبية كيفن ماكارثي والنائب ستيف سكاليس أقوى المرشحين لخلافته.
وقد أصبح سكاليس نجما في الحزب الجمهوري بعد نجاته من حادث إطلاق نار في الصيف الماضي خلال لقاء رياضي ودّي للنواب في ملعب البيسبول، بضاحية أليكساندريا لمنطقة واشنطن العظمى. وقد ألهمت عودة سكاليس إلى الكونغرس أعضاء الحزبين بعد أن كانت نجاته مشكوكا فيها، ما رفع من شعبيته على المستوى الوطني. وهو الآن عضو في لجنة مجلس النواب لشؤون الطاقة والتجارة، وكذلك في اللجنة الفرعية لشؤون الاتصالات والتكنولوجيا.
أما مكارثي، فذكرت جهات إعلامية أن الرئيس ترمب معجب به، واجتمع به حول مائدة العشاء الأسبوع الماضي. وسيسهّل تأييد ترمب المتوقع لمكارثي حصوله على أصوات المحافظين في المجلس، ما يعطيه أفضلية كبيرة. وقد رشح مكارثي نفسه للمنصب ذاته في محاولة غير ناجحة عام 2015.
وأخبر راين المشرعين الجمهوريين في مجلس النواب بقراره قبل عقد المؤتمر الصحافي في اجتماع مغلق في قبو مبنى الكونغرس. وقد أثنى عليه النواب بالتصفيق، وقالت المصادر إن كبار الموظفين في مكتب راين علموا بالقرار مساء الثلاثاء.
ورجّحت تقارير سابقة تنحي راين في نهاية هذه الدورة الانتخابية، ولكن المختصين لم يكن يتوقعوا إعلان راين التقاعد قبل عقد الانتخابات النصفية في نوفمبر (تشرين الثاني). ويشير قرار التقاعد إلى أن الحزب الجمهوري ليس لديه أمل في الحفاظ على الأغلبية في مجلس النواب.
وتشمل أهم إنجازات راين تمرير قانون خفض الضرائب، وإصلاح الاستحقاقات والحد من الإنفاق حين قاد إجراءات تمرير مشروع قانون الإصلاح الضريبي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وفيما يتعلق بالإنفاق، ساهم في تمرير ميزانية بقيمة 1.3 تريليون دولار في الشهر الماضي، ولكن ذلك القرار كان له آثار سلبية على العديد من المحافظين في مجلس النواب الذين رأوا القرار بأنه يخالف مبادئ الحزب الجمهوري لخفض الإنفاق.
وتوقع النائب مارك ميدوز، القيادي في مجلس النواب، أمس الأربعاء، أن السباق لاستبدال المتحدث بول راين سيتم تسويته قبل الانتخابات النصفية المجدولة لشهر نوفمبر القادم. وأضاف ميدوز: «أعتقد أنه سيتم اختيار المتحدث القادم، بالتأكيد، قبل نوفمبر»، وبيّن أنه لا يعتقد استبدال راين قبل انتهاء فترة انتخابه التي تمتد إلى يناير.
زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي يتقاعد خلال أشهر
أرجع القرار لأسباب عائلية... ومخاوف من تأثيره على انتخابات نوفمبر
زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي يتقاعد خلال أشهر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة