إردوغان يبلغ بوتين قلقه من استخدام «الكيماوي» في غوطة دمشق

مقاتلون معارضون خلال تدريبات شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)
مقاتلون معارضون خلال تدريبات شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)
TT

إردوغان يبلغ بوتين قلقه من استخدام «الكيماوي» في غوطة دمشق

مقاتلون معارضون خلال تدريبات شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)
مقاتلون معارضون خلال تدريبات شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)

أبلغ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين قلق تركيا إزاء الهجوم الكيماوي على مدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق.
وأفادت مصادر بالرئاسة التركية بأن إردوغان أعرب خلال اتصال هاتفي أمس مع بوتين عن قلقه إزاء الهجمات المتكررة على الغوطة الشرقية لا سيما الهجوم الأخير الذي استهدف مدينة دوما بالسلاح الكيماوي وأدى لمقتل وإصابة العشرات. وأشارت المصادر إلى أن الاتصال تناول أيضا مجمل التطورات في سوريا والحفاظ على التنسيق بين أنقرة وموسكو بشأن استمرار وقف إطلاق النار وإدخال للمساعدات للمحتاجين وبخاصة في الغوطة الشرقية.
وتباين الموقفان التركي والروسي إزاء الهجوم واتهمت أنقرة النظام السوري بارتكابه فيما اعتبر الجانب الروسي، في بيان صادر عن الكرملين «أن التوصل لاستنتاجات عن هجوم كيميائي في سوريا دون معلومات مؤكدة أمر خطأ وخطير في وقت لم يبدأ أي تحقيق بعد».
وطالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تركيا بتسليم عفرين إلى النظام السوري، ما اعتبره مراقبون في أنقرة رد فعل على الموقف التركي إزاء هجوم النظام السوري على دوما.
على صعيد آخر، كشفت وسائل إعلام تركية عن أن التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة واشنطن، يبني قواعدَ عسكرية جديدة شرق الفرات، بعد قاعدتين أقامهما سابقا في منبج كجزءٍ من الإجراءات العسكرية المتفق عليها مع تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وانتقدت أنقرة على لسان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين الولايات المتحدة بشأن إرسال ما وصفته برسائل ملتبسة حول سوريا، وقالت إن واشنطن تحدث ارتباكاً بالمراوغة بشأن دورها المستقبلي في سوريا.
وأضاف كالين، في إشارة إلى تعليقات الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومسؤولين آخرين في الآونة الأخيرة: «رئيس الولايات المتحدة يقول: سنخرج من سوريا قريبا جدا، وبعد ذلك يقول آخرون: لا.. نحن باقون، من الواضح أن هذا يخلق الكثير من الالتباس على الأرض، ولنا نحن أيضا، نود أن نرى بعض الوضوح وأن يقرروا ما هي الخطوة التالية وما هو الهدف النهائي هناك».
وتطالب أنقرة الولايات المتحدة بالوفاء بتعهدات سابقة بإخراج عناصر حماية الشعب الكردية من منبج إلى شرق الفرات، حيث يثير الأمر توترا بين الجانبين، وتهدد تركيا بتمديد عملية غصن الزيتون العسكرية التي تنفذها في عفرين إلى منبج إذا لم تقم واشنطن بسحب الميليشيا الكردية التي تدعمها هناك
في سياق مواز، بدأت تركيا تكثيف العمل في الخدمات والمرافق في مناطق شمال سوريا التي تمت السيطرة عليها في إطار عملية درع الفرات، وضمن ذلك يدخل مستشفى «مارع»، الذي تشيده وزارة الصحة التركية، في محافظة حلب السورية، الخدمة في يونيو (حزيران) المقبل، بحسب محمد تكين أرسلان، والي كليس، جنوبي تركيا.
وتفقد أرسلان سير العمل بالمستشفى، بصحبة رئيس المجلس المحلي في «مارع» فؤاد عباس، ورئيس لجنة سوريا في وزارة الصحة التركية حسن شيك أول من أمس. وأشار والي كليس أن العمل في إنشاء المستشفى بدأ قبل 8 أشهر، وتم إنجاز 95 في المائة من المبنى حتى الآن.
وأفاد الوالي بأن المستشفى، الذي تقوم وزارة الصحة التركية بإنشائه، سيضم 75 سريراً، وحدة عناية مركزة لحديثي الولادة، 5 غرف عمليات مجهزة بأحدث الإمكانات، بالإضافة إلى العيادات والمختبرات، وسيقدم الخدمات الصحية لنحو 150 ألف شخص.
وكانت تركيا افتتحت، السبت، عددا من المشاريع الخدمية والطبية في عدد من مناطق «درع الفرات»، بريف محافظة حلب شمالي سوريا.
وشارك أرسلان، في مراسم افتتاح 4 مراكز صحية، ومبنيين للإدارة المحلية، ومبنى لفرع مؤسسة البريد التركية بمدينة اعزاز.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.