هل أثبت بوغبا جدارته بالانضمام إلى قائمة العظماء؟

النجم الفرنسي رد على شائعات رحيله عن يونايتد بهدفين رائعين أمام مانشستر سيتي لكن وكيل أعماله في دائرة الاتهامات

بوغبا يسجل برأسه الهدف الثاني ليونايتد في مرمى مانشستر سيتي (إ.ب.أ)
بوغبا يسجل برأسه الهدف الثاني ليونايتد في مرمى مانشستر سيتي (إ.ب.أ)
TT

هل أثبت بوغبا جدارته بالانضمام إلى قائمة العظماء؟

بوغبا يسجل برأسه الهدف الثاني ليونايتد في مرمى مانشستر سيتي (إ.ب.أ)
بوغبا يسجل برأسه الهدف الثاني ليونايتد في مرمى مانشستر سيتي (إ.ب.أ)

هل اللاعب الفرنسي بول بوغبا أصبح على وشك الدخول في قائمة اللاعبين العظماء في الوقت الحالي، أم أن الأداء الرائع الذي قدمه أمام مانشستر سيتي في الجولة الماضية من الدوري الإنجليزي الممتاز كان استثناء وسرعان ما سيعود إلى أدائه غير الثابت؟
لقد قاد النجم الفرنسي مانشستر يونايتد لتحويل تأخره بهدفين نظيفين إلى الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين ومنع الغريم التقليدي من الاحتفال رسميا بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في مباراة الديربي، وساعد فريقه على الابتعاد عن «الذل» إلى تحقيق انتصار لا ينسى على متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز.
ومع ذلك، تجب الإشارة إلى أن مانشستر يونايتد قدم أداء سيئا للغاية في شوط المباراة الأول ولم يظهر بوغبا على الإطلاق، ولذا كان مانشستر يونايتد في أشد الحاجة إلى خدماته وكان يتعين على لاعب خط الوسط الفرنسي أن يثبت في هذا الموقف الصعب أنه يستحق الـ89 مليون جنيه إسترليني التي دفعها فريقه من أجل الحصول على خدماته من يوفنتوس الإيطالي. وظهر بوغبا في أول 45 دقيقة تائها للغاية وبدا وكأنه قزم بين عمالقة مانشستر سيتي الذين تحكموا في شوط المباراة الأول تماما.
وبعد ذلك اعترف بوغبا بالأداء الكارثي الذي قدمه فريقه في الشوط الأول، قائلا: «أشعر بسعادة غامرة لأننا حققنا الفوز، لكني أشعر بالإحباط أيضا، لأننا لو قدمنا نفس الأداء الذي قدمناه في الشوط الثاني طوال الموسم فأعتقد أننا كنا سننافس بقوة على اللقب مع مانشستر سيتي أو ربما نكون في مركز أفضل منه».
لكن بوغبا فشل في تطبيق الأمر على نفسه أيضا، وقدم موسما مع مانشستر يونايتد وصف بأنه «مخيب للآمال» و«أقل من المتوقع» و«متوسط». ولو لعب بوغبا أيضا بنفس الشكل الذي لعب في الشوط الثاني من مباراة فريقه أمام مانشستر سيتي يوم السبت فمن يدري مدى قرب مانشستر يونايتد من الحصول على لقب الدوري الإنجليزي الآن.
وبدلاً من ذلك، تسبب الأداء المتواضع من جانب بوغبا في حدوث مشاكل وتوتر بينه وبين المدير الفني لفريقه جوزيه مورينيو، الذي لم يعتمد عليه في شهر فبراير (شباط) في المباراة التي فاز فيها مانشستر يونايتد على هيدرسفيلد تاون في الدوري الإنجليزي الممتاز ومبارتي الذهاب والعودة أمام إشبيلية الإسباني في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا.
ويعد مورينيو مراقبا جيدا لمستوى وسلوك كل لاعب من لاعبي فريقه، ورغم أن كون بوغبا هو اللاعب الأغلى في تاريخ مانشستر يونايتد كان كفيلا بأن يجعل المدير الفني للفريق يعتمد عليه بصورة تلقائية، فإن إحباط النادي من أدائه كان مضاعفا بسبب الآمال الكبيرة التي كان يضعها على لاعب بهذه القدرات والإمكانيات.
وتجب الإشارة إلى أن بوغبا لم يكن قد سجل أي هدف لمانشستر يونايتد في جميع المسابقات منذ الفوز بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد على نيوكاسيل يونايتد في 18 نوفمبر (تشرين الثاني)، كما أعلن المدير الفني لمانشستر سيتي جوسيب غوارديولا أن وكيل أعمال بوغبا، مينو رايولا، قد عرض اللاعب الفرنسي على مانشستر سيتي في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، وهو الأمر الذي جعل البعض يرى أن مستقبل بوغبا مع مانشستر يونايتد بعد فترة الانتقالات الصيفية المقبلة أصبح محل شك.
وقد تضاعف هذا الإحساس خلال شوط المباراة الأول أمام مانشستر سيتي. وتكمن مشكلة بوغبا في أنه عندما يظهر بشكل سيئ فإنه يبدو وكأنه غير مهتم أو مبالٍ بما يحدث للفريق. لكن في شوط المباراة الثاني انقلبت كل الأمور رأسا على عقب.
وفجأة، ظهر بوغبا بمستوى مغاير تماما وقدم أداء استثنائيا يذكرنا بنجم مانشستر يونايتد السابق روي كين وقاد زملاءه إلى الأمام وطوع مجريات اللقاء حسب رغبته وقلب الطاولة تماما على الفريق المنافس وقاد فريقه للعودة من بعيد بعد التأخر بهدفين للفوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين. وأظهر بوغبا إرادة كبيرة في الهدف الأول بعدما تلقى الكرة بصورة رائعة من أنديرا هيريرا ليسكنها شباك الحارس إيدرسون في الدقيقة 53 من عمر اللقاء، وعاد بعدها بـ90 ثانية فقط ليسجل الهدف الثاني برأسية رائعة بعدما ارتقى عاليا في الهواء وسدد الكرة قوية في المرمى مرة أخرى.
لقد أصبح بوغبا هو المتحكم الأول والأخير في وتيرة المباراة، كما بث الحماس والإثارة في نفوس زملائه، وهو الأمر الذي كان له دور كبير في الهدف الثالث الذي أحرزه كريس سمولينغ في الدقيقة 69 من عمر اللقاء.
وبالتالي، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل يواصل بوغبا تقديم هذا الأداء الرائع كل أسبوع؟ وبعد انتهاء المباراة، خرج زملاؤه ليؤكدوا على أن يستطيع القيام بذلك لأنه يمتلك الإمكانيات والقدرات التي تؤهله لمواصلة التألق.
وقال هيريرا: «بول يمكنه أن يصبح أفضل لاعب في العالم. لقد أخبرته بالفعل أنه يمكنه أن يصبح الأفضل في العالم ويمكن أن يكون أداؤه أمام مانشستر سيتي هو الخطوة الأولى لتحقيق ذلك لأنه لاعب رائع حقا، وأعتقد أنه كان بحاجة إلى يوم مثل هذا. وبالإضافة إلى الهدفين، أعتقد أنه لعب بشكل رائع أيضا».
وقال نيمانيا ماتيتش: «شخصية بول تمكنه من تقديم الحافز لنا جميعا. إنه يحتاج لأن يكون المحور الأساسي للعبنا لأنه عندما يلعب في هذا المركز فإنه يحسم المباريات ويكون على قدر المسؤولية. لا تنسوا أنه تعرض لبعض الإصابات هذا الموسم، وأنه قد أمضى ثلاثة أشهر بعيدا عن الملعب، وليس من السهل العودة بعد ذلك».
وأضاف: «يتوقع الناس الكثير منك عندما تلعب لفريق مثل مانشستر يونايتد. نحن نعلم أن هذا أمر طبيعي، لكنه ما زال صغيرا في السن ويمكن أن يتحسن، وقد أظهر أمام مانشستر سيتي أنه يمتلك شخصية كبيرة. ولو رأيته في الدقائق العشر الأخيرة من عمر المباراة لأدركت أنه قد قاتل كثيرا من أجل الفريق، وآمل أن يستمر على هذا المنوال».
ودعونا نتفق أيضا على أن مورينيو كان محقا عندما أسقط بوغبا من حساباته خلال الفترة الماضية، بعدما أظهر اللاعب أمام مانشستر سيتي أن لم يظهر حتى الآن كل ما لديه من إمكانيات وقدرات ومهارات.
لكن على الجانب الآخر فهل كانت تصريحات غوارديولا قبل اللقاء المرتقب من نوع الحرب للتأثير على النجم الفرنسي الذي سجل هدفين في المباراة؟ أم حقا كان وكيل الأعمال رايولا يناور من أجل مزيد من المال له ولاعبه.
لقد كان كلام غوارديولا للتعليق على تصريحات وكيل الأعمال الإيطالي الذي يحمل الجنسية الهولندية في مقابلة مع وسائل إعلام هولندية والتي وصف فيها المدرب الإسباني بأنه «جبان» و«كلب».
وقال غوارديولا في البداية إنه لم يكن يريد التعليق لكنه استطرد «في النهاية اكتشف الناس ما كنت أخفيه من أسرار. أنا الشخص السيئ والجبان» «لا أعرف سببا لذلك. لم أتحدث معه من قبل على الإطلاق لكنه عرض علي قبل نحو شهرين أن يلعب بوغبا ومخيتاريان مع سيتي. لماذا؟ لماذا تقدم بهذا العرض؟ لماذا كان مهتما أن يلعب مخيتاريان وبوغبا في سيتي؟ كان عليه أن يحمي لاعبيه وكان عليه أن يدرك أن ليس بإمكانه أن يجلب لاعبين لرجل مثلي مثل الكلب». «هذا ليس بالأمر الجيد وعليه أن يظهر احتراما أكبر للكلاب». وصبت تصريحات غوارديولا مزيدا من الزيت على النار بشأن مستقبل بوغبا.
لكن اللاعب أكد بهدفيه واحتفاله مع جماهير يونايتد بأنه متمسك بالنادي الذي نشأ بين جدرانه، ليدرك الجميع أن وكيل اللاعبين رايولا هو المتهم الأول. لقد كانت المرة الأولى التي التقى فيها النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش مع وكيل أعمال اللاعبين مينو رايولا، الذي يعمل في هذا المجال على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، عندما قام صديق صحافي يسمى تيجز سليجر، من صحيفة فويتبال إنترناشيونال الهولندية، بتنظيم اجتماع بينهما في فندق أوكورا في العاصمة الهولندية أمستردام. وكان وكيل الأعمال السابق لإبراهيموفيتش، أندرس كارلسون، قد نسف الترتيب السابق من خلال تقديم عرض للنجم السويدي، الذي كان يلعب آنذاك في صفوف أياكس أمستردام الهولندي، للانتقال إلى نادي ساوثهامبتون (ويبدو أن إبراهيموفيتش قد رد على هذا العرض آنذاك قائلا: «اللعنة! ساوثهامبتون! هل هذا هو مستواي؟»). ولم يكن رايولا قد صنع هذا الاسم الكبير آنذاك في مجال وكلاء اللاعبين، لكنه كان في تصاعد مستمر، وكان يمكنه من دون أدنى شك تقديم عرض لإبراهيموفيتش أفضل من ساوثهامبتون.
ويتذكر إبراهيموفيتش ما حدث قائلا: «ارتديت سترة جلدية بنية اللون من ماركة غوتشي، وارتديت ساعتي الذهبية، وقدت سيارتي، وهي من طراز بورش، وأوقفتها بالخارج. كنت أريد أن أقول: «أنا هنا»، وذهبت إلى هذا الفندق، الذي يطل مباشرة على نهر أمستل، وهو فندق رائع وفخم بشكل مثير للدهشة، وفكرت: هكذا تكون الأمور، ويتعين علي أن أتعامل مع الأمر بهدوء. وذهبت إلى مطعم السوشي في الفندق، وحجزنا طاولة هناك، ولم أكن أعلم حقاً طبيعة الشخص الذي سألتقي به، فربما يكون مرتديا ساعة ذهبية أكبر من تلك التي أرتديها أنا. لكن من الذي ظهر بحق الجحيم؟ رجل يرتدي الجينز وقميص من ماركة نايكي وله بطن كبيرة! هل من المفترض أن يكون هذا الشخص غريب الأطوار وكيل أعمال؟».
من المؤكد أن رايولا ليس وكيل أعمال تقليدي، وقال عنه إبراهيموفيتش: «هذا الرجل لم يكن في الواقع أحد أفراد المافيا، لكنه كان يبدو كذلك ويتصرف وكأنه واحد منهم». وأول شيء يجب توضيحه هو أن رجلاً بهذا الأسلوب لن يشعر بالندم أو الذنب عندما يهاجم المدير الفني لمانشستر سيتي جوسيب غوارديولا ويصفه بأنه «صفر على مستوى الشخصية، وبأنه جبان وكلب». ويجب أن نشير أيضا إلى أن رايولا لا ينحني أمام أي شخص ويعمل بطريقته المعتادة ويطلق نيرانه على أي شخص لا يحبه. وكانت المفاجأة الوحيدة تكمن في أنه لم يشن هجوما جديدا على غوارديولا عندما تجرأ الأخير ورد على تصريحاته وانتقده.
في الواقع، كان الأمر أكثر من مجرد انتقاد، حيث طرح غوارديولا نقطة معقولة للغاية عندما سأل لماذا يتصل به رايولا ويعرض على مانشستر سيتي إمكانية ضم بول بوغبا وهنريك مخيتاريان خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية إذا كان هذا الرجل الذي يمثل كلا اللاعبين يرى أن غوارديولا سيئ إلى هذه الدرجة. وفي الحقيقة، أظهر المدرب الإسباني أن هناك طرقا أكثر ذكاءً لكسب الحجة بدلاً من اللجوء إلى الإهانات.
* وبعيدا عن التفاصيل الخاصة بمخيتاريان، فإن ذكر اسم بوغبا هو الذي أثار كل هذه الضجة بسبب الآثار التي سيعاني منها مانشستر يونايتد إذا كان أحد أفضل لاعبيه وأحد اللاعبين القلائل من المستوى الأول بالنادي يتحين الفرصة لكي يرحل عن «أولد ترافورد». وهناك بالطبع آداب معينة بين المديرين الفنيين بعدم الكشف عن أسماء اللاعبين المعروضين على أنديتهم، لكن رايولا قد تنازل عن هذا الحق بمجرد هجومه القوي على غوارديولا. ومن المؤكد أن مثل هذه التصريحات سوف تؤثر على بوغبا وستترك مانشستر يونايتد بحاجة إلى الإجابة على عدد من التساؤلات.
وحتى لو التمسنا الأعذار لبوغبا وافترضنا أن رايولا قد قام بذلك من تلقاء نفسه، فكيف سيكون شعور جمهور مانشستر يونايتد الآن بعد كل هذه الإهانات الأخرى التي كان يتعين عليه تحملها منذ أن غازل واين روني مانشستر سيتي خلال أزمته مع المدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون في عام 2010؟.
واسمحوا لي أن أستخدم نفس الكلمات التي استخدمها فيرغسون خلال تلك الأزمة وأتساءل: هل رأى بوغبا بقرة في الحقل المجاور وأعتقد أنها أفضل من البقرة الموجودة في حقله الخاص؟ وإذا كان الأمر كذلك، فكيف سيؤثر ذلك على علاقته مع المدير الفني لمانشستر يونايتد جوزيه مورينيو؟ وهل سيكون هذا سببا آخر يضاف إلى الأسباب التي أدت إلى تدهور مستوى اللاعب منذ بداية العام الجديد؟ لقد كان بوغبا عنصرا أساسيا لا يمكن الاستغناء عنه مطلقا في صفوف مانشستر يونايتد منذ عودته إلى «أولد ترافورد» قادما من يوفنتوس الإيطالي في صفقة بلغت قيمتها 90 مليون جنيه إسترليني في أغسطس (آب) 2016. ومع ذلك، لم يشارك بوغبا في التشكيلة الأساسية لمانشستر يونايتد في مباراتي الذهاب والعودة أمام إشبيلية الإسباني في دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا في فبراير (شباط) الماضي، علاوة على أن التطورات الأخيرة من شأنها أن تزيد التوتر والخلافات بين بوغبا ومورينيو، بما في ذلك الخلاف حول أفضل مركز يشارك به اللاعب.
وقرر رايولا عرض اللاعب على مانشستر سيتي بعدما حاول، وفشل، في التفاوض مع مانشستر يونايتد على زيادة أجر اللاعب على خلفية تعاقد النادي مع النجم التشيلي أليكسيس سانشيز من آرسنال. ويجب أن نشير إلى أن قيام رايولا بعرض اللاعب على الغريم التقليدي للنادي الذي يلعب له ما هو إلا خدعة معتادة وتقليدية من جانب رايولا، الذي وصفه إبراهيموفيتش بأنه «رجل لا يعرف الخوف مطلقا ومستعد للقيام بأي عدد من الحيل» – وتكمن المفارقة هنا في أنه قد استخدم نفس الطريقة التي منعت المدير الفني السابق لمانشستر يونايتد ديفيد مويز من التعاقد مع بوغبا في موسم 2013-2014.
وكان بوغبا سينتقل من يوفنتوس في ذلك الوقت مقابل 65 مليون جنيه إسترليني. وعرضه رايولا على جميع الأندية الأوروبية الكبرى، وأعطى مويز اهتماماً جاداً باللاعب وكان يعتزم أنه يجعله المحور الأساسي في مانشستر يونايتد. وفي نهاية المطاف، شعر مويز بالقلق من أن بوغبا، الذي كان في العشرين من عمره آنذاك، لم يستقر بالكامل في أي ناد لعب له رغم أنه لعب لاثنين من أكبر الأندية في العالم. وخلص مويز إلى أن بوغبا قد يكون مصدر قلق بالغ وقرر في نهاية المطاف الانسحاب من صفقة ضم اللاعب الذي قال عنه فيرغسون ذات مرة إنه رحل عن «أولد ترافورد» دون «إظهار أي احترام لنا على الإطلاق». وبعد كل هذه السنوات، هل ثبت أن مويز كان محقا في وجهة نظره.
وكان رد فعل بوغبا على المؤتمر الصحافي لغوارديولا هو نشر عبارة «ماذا تقول؟» على حسابه الخاص على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن هل كان يتوقع أحد أن يعترف بوغبا بصحة تصريحات غوارديولا؟ ودائما ما ينفي روني أنه كان يغازل مانشستر سيتي للرحيل إليه أثناء توتر علاقته بفيرغسون. ومع ذلك، فإن لاعب كرة القدم عادة ما يعرف بما إذا كان وكيل أعماله يحاول بيعه إلى ناد مجاور. صحيح أن رايولا ليس وكيل أعمال عادي، لكن هل من المنطقي أن ينسج غوارديولا هذه القصة من وحي خياله؟
نعم لقد نفى بوغبا كل ما يتردد عن عدم شعوره بالراحة في يونايتد وخاصة مع مورينيو، وخرج بعد اللقاء الأخير ليحتفل مع جماهير يونايتد ومدربه، وفي نفس اللحظة التقطت العدسات صورا لغوارديولا وهو يهنئ النجم الفرنسي ويهمس في أذنه ربما بكلمات اعتذار عما حدث.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».