لعب المدير الفني الألماني يورغن كلوب 13 مباراة أمام الإسباني جوسيب غوارديولا، حقق الفوز في 7 منها، وتعادل في مباراة، وخسر في 5 مواجهات، وهو ما يعني أنه المدير الفني صاحب أفضل النتائج أمام غوارديولا، فلا يوجد أي مدير فني آخر نجح في الفوز على غوارديولا 7 مرات أو 6 مرات، أو حتى 5 مرات، وكان الوحيد الذي حقق الفوز على غوارديولا في 4 مباريات هو جوزيه مورينيو. ولذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما الذي يقوم به كلوب فيجعله يمثل مشكلة لغوارديولا؟
أولاً، لأن كلوب يهاجم دائماً، وقد اعترف من قبل بأن اللجوء إلى الدفاع أمام فريق مثل مانشستر سيتي، ومحاولة امتصاص الضغط الذي يلعب به يشبه الانتظار من أجل الفوز في اليانصيب! وأشار المدير الفني الألماني إلى أنه لا يمكن لأي فريق أن يمنع لاعبي مانشستر سيتي من صناعة الفرص، ولذا فإن الفريق الذي يدافع أمامهم يلعب على أمل ألا ينجحوا في تحويل هذه الفرص إلى أهداف.
ويدرك كلوب جيداً أن غوارديولا لديه مبدأ واضح لا يتخلى عنه مطلقاً، وهو الاستحواذ على الكرة دائماً، ولذا يطلب كلوب من مدافعيه أن يركزوا على مهامهم الدفاعية فقط بعيداً عن التركيز على لعب الكرة، وهي استراتيجية عالية المخاطر، كما ظهر خلال المباراة التي خسرها ليفربول أمام مانشستر سيتي بخماسية نظيفة في الدور الأول للموسم الحالي من الدوري الإنجليزي الممتاز، في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكن كلوب يرى أنه من الأفضل أن يغامر بدلاً من الاستكانة إلى الدفاع أمام فريق بهذه القدرات الهجومية.
ومع ذلك، هناك شعور بأن غوارديولا كان له دور في الهزيمة الثقيلة التي منى بها فريقه أمام ليفربول مساء الأربعاء الماضي، حيث دفع بإلكاي غوندوغان في ناحية اليمين، بدلاً من رحيم ستيرلينغ، على أمل أن يساعد ذلك مانشستر سيتي في الاحتفاظ بالكرة والسيطرة على مجريات اللعب والحد من قدرات ليفربول الهجومية، لإيقاف قدرت لاعبيه ومنع حالة الزخم التي جعلتهم يسجلون 3 أهداف في غضون 9 دقائق في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي.
لكن الدفع بكل من غوندوغان وفيرناندينيو وكيفن دي بروين وديفيد سيلفا سوياً يمثل مشكلة كبيرة، حيث لم يلعب هذا الرباعي معاً سوى 5 مرات فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز، وكانت جميعها الموسم الماضي. ولم يحقق الفريق الفوز في هذه المباريات الخمس سوى مرة واحدة. قد يملك هؤلاء اللاعبون الأربعة القدرات نفسها، من حيث التمرير ببراعة والرغبة في اللعب في منتصف الملعب وافتقاد السرعة واللعب على الأطراف، على عكس رحيم ستيرلينغ الذي دفع به غوارديولا بعد مرور 11 دقيقة من الشوط الثاني، ربما في اعتراف بالخطأ الذي ارتكبه في التشكيلة الأساسية للفريق. لقد كان غوندوغان متردداً للغاية في التقدم للأمام، وهو ما كان يعني أن الخيار الهجومي الوحيد لمانشستر سيتي كان يتمثل في ليروي ساني، الذي تعامل معه الظهير الأيمن لليفربول ترينت ألكسندر أرنولد ببراعة شديدة.
وفي حين كان خط الهجوم عاجزاً عن تقديم الحلول اللازمة، كان دفاع مانشستر سيتي يرتكب أخطاء قاتلة، وهو ما جعل البعض يشير إلى أن الفريق يملك خط دفاع ضعيف، لكنه محمي باستحواذ الفريق على الكرة بشكل دائم. وبالتالي، ظهر خط دفاع مانشستر سيتي بشكل سيئ للغاية أمام مهاجمي ليفربول الذين كانوا يتسمون بالسرعة واللعب المباشر. وجاءت الأهداف الثلاثة نتيجة التحولات السريعة من جانب لاعبي ليفربول، التي حاول غوارديولا إيقافها لكن دون جدوى. وهكذا ساهمت رغبة المدير الفني لمانشستر سيتي في الحد من خطورة ليفربول من خلال الاعتماد على إلكاي غوندوغان في خسارة فريقه الثقيلة في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا على ملعب «آنفيلد».
من جانبه، يقول فينسن كومباني، قائد مانشستر سيتي، إن تركيز فريقه ينصب حالياً على القمة المحلية في مواجهة مانشستر يونايتد، اليوم (السبت)، وحصد اللقب المحلي، رغم الاهتمام أيضاً بمواجهته المقبلة في دوري أبطال أوروبا مع ليفربول. وإذا ما نجح فريق المدرب غوارديولا في الفوز على يونايتد، الذي يقوده المدرب البرتغالي المخضرم جوزيه مورينيو، فإنه سيضمن التتويج بلقب الدوري الإنجليزي.
وبعد أن خسر سيتي 3 - صفر أمام ليفربول في ذهاب دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا، سيلتقي مع منافسه المحلي إياباً في منتصف الأسبوع المقبل. وقال كومباني قبل المواجهة أمام مانشستر يونايتد اليوم: «بالنسبة لدوري الأبطال، فإن أمامنا فرصة وحيدة (لضمان التأهل)، لكن في الدوري الإنجليزي هناك أكثر من فرصة لضمان التتويج».
وأضاف اللاعب البلجيكي الدولي: «الآن، سيحظى الدوري الإنجليزي بالأولوية خلال الأيام المقبلة. ومهما يحدث يوم السبت، فإننا سنتعامل مع المباراة بأقصى جدية، ونحن نعرف مدى أهمية دوري الأبطال بالنسبة لجماهير مشجعينا، لكن بعد ذلك سيتحول تركيزنا من جديد نحو المهمة المعلقة في دوري الأبطال».
ورغم الهزيمة الثقيلة في «آنفيلد»، لا يزال كومباني يعتقد أن بوسع فريقه قلب تأخره الكبير في لقاء العودة في استاده (الاتحاد)، الثلاثاء المقبل، وقال عن ذلك: «لا أحد في مانشستر سيتي على الإطلاق يعتقد أن هذه الجولة حسمت.. لا أحد على الإطلاق».
تفاؤل كومباني يتماشى مع ما صرح به غوارديولا بعد مواجهة ليفربول. فقد رفض غوارديولا الاستسلام، وقال: «علينا أن نبقى على ما نحن عليه. هذا ما سأقوله للاعبين (...) لا أشعر أن المباراة كانت كارثة. سنرى كيف ستمر الأيام الستة المقبلة، لكن الأكيد بأن عدم نجاحنا في التسجيل كان أساسياً».
وتابع: «دخلنا المباراة بشخصية قوية، لكنهم سجلوا مبكراً. تابعنا اللعب، لكنهم سجلوا هدفين إضافيين. حاولنا كل شيء في الشوط الثاني، وكنا في حاجة إلى هدف، لكننا لم ننجح في تسجيله»، وأضاف: «لا أحد يعتقد أننا سنعبر (إلى الدور نصف النهائي)، لكن علينا أن نقنع أنفسنا بأننا قادرون» على تحقيق ذلك، مستطرداً: «النتيجة قاسية، لكنني لا أشعر بأننا خرجنا (...) لدينا 90 دقيقة، وسنحاول قلب الأمور».
هل كان غوارديولا السبب في هزيمة فريقه الساحقة أمام ليفربول؟
خطة المدرب الإسباني لوقف خطورة ليفربول فشلت... ومشاركة ستيرلينغ جاءت متأخرة
هل كان غوارديولا السبب في هزيمة فريقه الساحقة أمام ليفربول؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة