السفر بالنسبة للفنانة المصرية داليا مصطفى متعة قائمة بذاتها، حيث تقبل عليها عندما تريد أن تُدلل نفسها أو تكافئها. زارت كثير من دول العالم وغاصت في ثقافات مختلفة، وفي الأخير استقر رأيها على أن دول جنوب شرقي آسيا مثل ماليزيا وتايلاند وإندونيسيا هي الأقرب إلى قلبها. تقول:
> أعشق السفر، وأعتبره أحد أهم الأنشطة التي أمارسها في حياتي، ولا يمكن أن يمر عام دون أن أسافر خارج مصر مرتين على الأقل. أكثر ما يُشعرني بالسعادة والراحة النفسية الأماكن الطبيعية المفتوحة، سواء كانت بحارا أو جبالا شاهقة أو غابات خضراء وارفة ولا أميل أبدا إلى الأماكن والمدن المصطنعة، التي قد تبدو جميلة ومنظمة من الخارج، لكنها تفتقد إلى روح تشدك وتحتضنك في الوقت ذاته.
> بدأت علاقتي بالسفر في الطفولة، لأنه كان بالنسبة لأسرتي ضروريا لا يمكن الاستغناء عنه سواء للابتعاد عن الضغوطات اليومية أو لتعليمنا كأطفال أهميته في توسيع آفاقنا. لكن السفر مع العائلة شيء والسفر وحدي شيء آخر، فأنا لا يمكن أن أنسى أبدا المرة الأولى التي سافرت فيها بمفردي. كانت لمدينة أسوان الساحرة. كنت حينها في المرحلة الثانوية ولا أعرف كيف أقنعت أسرتي بالسماح لي أن أسافر برفقة أصدقائي، لكني ما زلت أتذكر تفاصيل الرحلة حتى الآن، بدءا من انبهاري بالنيل في أسوان، إلى وقوفي فاغرة فمي أمام الآثار الفرعونية. كانت هذه بداية أسفاري وحدي خارج مصر، فبعد دخولي المعهد العالي للفنون المسرحية، كانت لبنان أول بلد أزوره
> الآن وبعد أن زرت عدة وجهات حول العالم، إما للاستجمام أو الاكتشاف، وجدت أن أفضلها بالنسبة هي تلك التي أقضيها في دول جنوب شرقي آسيا مثل ماليزيا، تايلاند وإندونيسيا. ففيها لا أشعر بالملل أبداً لما تتمتع به من طبيعة ساحرة وأنشطة متنوعة. من أفضل الأماكن التي زرتها داخل ماليزيا أذكر جزيرة «لنكاوي» التي تقع بالقرب من حدود تايلاند. فهي تتيح ممارسة كثير من الأنشطة والرياضات المائية. هناك أيضا مدينة «بورت ديكسون» التي تشتهر بمنتجعاتها البحرية المتميزة، وأنصح بها كمكان مثالي للراحة والاستجمام
> لو خُيرت بين إجازة مرفهة أو إجازة أقضيها في الهواء الطلق، والقيام بمغامرة جديدة، لفضلت القيام برحلة مليئة بالمغامرات دون تردد. رحلة تمنحني الإحساس بالانطلاق والتحرر والمرح، وهو ما وجدته عند زيارتي لمدينة «كانكون» في المكسيك، حيث قمت بكثير من الأنشطة سواء البحرية أو زيارة الغابات والحدائق الرائعة، بالإضافة لمواقع أثرية متميزة.
> في الماضي، كان التسوق جزءًا لا يتجزأ من متعة السفر بالنسبة لي إلى حد أني كنت أحمل معي أربع حقائب سفر فارغة، وأعود بها ممتلئة، وأشتري من الدولة التي أزورها كل ما أحتاجه. أما حاليا، فلم يعد التسوق يستهويني بقدر ما يستهويني اكتشاف معالم ومتاحف ومآثر الدول التي أزورها، ثم يأتي بعد ذلك التسوق إذا كان لدي وقت. ربما لهذا السبب أفضل السفر لدول جنوب شرقي آسيا كثيرا، حيث لا يعد التسوق جزءا أساسيا من تجربة السفر فيها، فيما لا تجذبني دول أوروبا كثيرا.
> اكتشاف مطبخ أي مكان أزوره عادة لصيقة بي. فجزء من اكتشاف ثقافة أي بلد تكون من خلال اكتشاف مطبخه، لهذا أحرص على تذوق الأطباق التقليدية تحديدا. المشكلة أن حبي للأكل ورغبتي في اكتشاف كل الأطباق تسبب لي زيادة في الوزن أنا في غنى عنها، وعندما أعود لمصر أدفع ثمنها. في رحلتي الأخيرة لماليزيا، مثلا، أعجبتني بعض الأطباق التقليدية مثل السمك البارد أو المثلج، بالإضافة للكابوريا والقواقع، حيث كان مذاقهم رائعا.
> أنا منظمة جدا عندما يتعلق الأمر بالسفر. فقبل أي رحلة أقوم بها، أحرص على تحضير جدول محدد للأماكن التي سأزورها، والأنشطة التي سأقوم بها ووسائل التنقل التي سأستخدمها. وطبعا أستعين بالإنترنت حيث أقضي ساعات طويلة أبحث عن أفضل الأماكن الأثرية والمطاعم التي لا بد من زيارتها إلى جانب ما يمكن أن أقوم به من نشاطات. عندما سافرت لميونيخ في ألمانيا منذ فترة، أعددت للرحلة مبكرا، وظللت أبحث عن أفضل الأماكن التي يمكنني الذهاب إليها، وخلال بحثي اكتشفت أن مدينة «سالزبورغ» النمساوية، الواقعة على الحدود مع ألمانيا تعد من المدن الساحرة التي لا بد من زيارتها، لهذا جعلتها ضمن برنامج رحلتي لألمانيا، ولم تخيب أملي، حيث قمت فيها بمغامرة ثلجية لا تُنسى.
> التجارب السيئة لا تؤثر على حبي للسفر فهي جزء من الاكتشاف. ولا أخفي أني تعرضت لأكثر من تجربة كان من الممكن أن تجعلني أعزف عنه لولا أنه في جيناتي. في إحدى المرات، مثلا سافرت مع صديقتي المقربة إلى إيطاليا، وكنا قد أعددنا جدولاً لزيارة كثير من الأماكن الأثرية في العاصمة روما، ولكني تعرضت لوعكة صحية جعلتني طريحة الفراش وما إن تعافيت قليلا حتى أصيبت صديقتي بوعكة أخرى، وهكذا قضينا الرحلة في الفندق، وكانت من أسوأ التجارب. وفي مرة أخرى سافرت مع أبنائي إلى ماليزيا، وكنا نستعد للصعود لقمة جبل، لكن وجود مئات الأشخاص الذين يستعدون للصعود أيضا منعنا من ذلك، لنقضي ساعات مضنية ننتظر في طابور طويل. الأدهى في الأمر أننا عندما أنهينا الرحلة لم نجد وسيلة مواصلات تعود بنا للفندق، وطبعا لا حاجة للقول إن الأمر كان مرهقا على أطفالي بالأخص. ومع ذلك لا تمنعني هذه التجارب السيئة من الحلم بالسفر إلى أماكن جديدة لم أزرها بعد مثل المجر، والفلبين وجزيرة بالي في إندونيسيا.
داليا مصطفى: شرق آسيا وجهتي المفضلة
داليا مصطفى: شرق آسيا وجهتي المفضلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة