غموض يلف مصير سيف الإسلام القذافي بعد سنة من إعلان الإفراج عنه

صحافيون يتابعون عبر شاشة تلفزيونية محاكمة سيف الإسلام القذافي في الزنتان في أبريل 2014 (أ.ف.ب)
صحافيون يتابعون عبر شاشة تلفزيونية محاكمة سيف الإسلام القذافي في الزنتان في أبريل 2014 (أ.ف.ب)
TT

غموض يلف مصير سيف الإسلام القذافي بعد سنة من إعلان الإفراج عنه

صحافيون يتابعون عبر شاشة تلفزيونية محاكمة سيف الإسلام القذافي في الزنتان في أبريل 2014 (أ.ف.ب)
صحافيون يتابعون عبر شاشة تلفزيونية محاكمة سيف الإسلام القذافي في الزنتان في أبريل 2014 (أ.ف.ب)

كتبت وكالة الصحافة الفرنسية، في تقرير أمس من الزنتان، أن مصير سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي ووريثه السياسي، لا يزال غامضاً بعد نحو عام من إعلان مجموعة مسلحة ليبية الإفراج عنه.
ولم يتم حتى الآن تأكيد أنباء عن إفراج «كتيبة أبو بكر الصديق»، وهي إحدى المجموعات المسلحة التي كانت تسيطر على مدينة الزنتان (170 كلم جنوب غربي طرابلس)، عن سيف الإسلام القذافي، وهو ما أطلق العنان للإشاعات، بحسب الوكالة التي قالت إنه فيما يؤكد البعض أن سيف لا يزال في الزنتان، يقول آخرون إنه توفي. وأضافت أن الأمر الوحيد المؤكد هو أنه لم يشاهد أو يصدر عنه أي تصريح منذ يونيو (حزيران) 2014 حين ظهر في اتصال عبر الفيديو من الزنتان خلال محاكمته أمام محكمة في طرابلس.
واليوم يعود سيف الإسلام إلى الواجهة بعد توجيه الاتهامات إلى الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في إطار التحقيق حول شبهات بتمويل ليبي لحملته الانتخابية في 2007. وفي مقابلة مع قناة «يورونيوز» في 2011. قال سيف الإسلام إن على ساركوزي «إعادة الأموال التي أخذها من ليبيا لتمويل حملته الانتخابية».
وكانت كتيبة «أبو بكر الصديق» اعتقلت سيف الإسلام في الزنتان في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011. ودخلت المحكمة الجنائية الدولية في نزاع قضائي مع السلطات الليبية لتسليمه إلى لاهاي بعد صدور مذكرة توقيف بحقه في 2011 بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وفي يوليو (تموز) 2015 حكمت عليه محكمة في طرابلس بالإعدام غيابياً.
ونقلت الوكالة الفرنسية عن دبلوماسيين ومصادر ليبية عدة أن سيف الإسلام لم يغادر الزنتان لكن السؤال: هل هو سجين؟ ما من أحد في الزنتان يعطي جواباً واضحاً. ولدى سؤاله بشأن سيف الإسلام، رد بشكل قاطع مختار الأخضر عضو المجلس العسكري للزنتان الذي يضم الفصائل المسلحة الرئيسية في المدينة: «نعم لا يزال سجيناً». لكنه أضاف «حتى وإن لم يكن سجيناً، فهو مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية.... ولا يمكنه الذهاب إلى أي مكان»، وهو تصريح اعتبرته الوكالة يلقي مزيداً من الشكوك حول مصيره.
كذلك أدلى شعبان المرحاني أحد أعيان مدينة الزنتان بتصريح ملتبس حول مكان وجود سيف الإسلام قائلا «إنه هنا (في الزنتان) وهو سجين لكن مصيره ليس بيد الزنتان». وبدوره زاد عنصر في الأجهزة الأمنية، طلب عدم كشف هويته لوكالة الصحافة الفرنسية، من الغموض المحيط بمصيره بقوله «بكل الأحوال فإن سيف الإسلام لم يكن يوماً سجيناً بالمعنى الحرفي للكلمة. منذ توقيفه وضع في الإقامة الجبرية.... وليس في سجن».
ورفضت «كتيبة أبو بكر الصديق» التي قبضت عليه قبل أكثر من ست سنوات مرارا تسليمه إلى سلطات طرابلس أو للمحكمة الجنائية الدولية.
وأعلنت الكتيبة أنها أطلقت سراحه في يونيو 2017 بموجب قانون العفو العام الصادر عن برلمان شرق ليبيا، إلا أن خبراء قانونيين قالوا إن العفو لم يشمله.
وفي 19 مارس (آذار) أعلن من تونس رجل ادعى أنه يمثّل سيف الإسلام أن نجل الزعيم الليبي السابق سيترشح للانتخابات الرئاسية الليبية المقبلة. ونفت «كتيبة أبو بكر الصديق» هذا الإعلان عبر صفحتها على «فيسبوك» حيث أعلنت أنها «اتصلت» بسيف الإسلام الذي أكد أنه لم يكلف أحداً تمثيله. وقالت الوكالة الفرنسية إنه تعذر الاتصال بالعجمي العتيري قائد الكتيبة للحصول على تعليق.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».