يعاني ملعب مدينة سامارا الروسية، الذي من المقرر أن يستضيف مباريات ضمن كأس العالم لكرة القدم، التي تنطلق منتصف يونيو (حزيران)، من تأخير في مجالات مختلفة، منها أن عشب أرضه لا يزال ينمو في ألمانيا.
وكان من المقرر أن تنتهي أعمال إنشاء الملعب في ديسمبر (كانون الأول)، إلا أن هذا الموعد أرجئ بشكل متكرر.
وأضيف هذا التأخير إلى سلسلة عوائق عرقلت مسيرة ملعب المدينة الواقعة في جنوب غرب روسيا، مثل استبدال سقفه الزجاجي الفخم بهيكل من الحديد لتوفير الوقت والمال.
وتعد المشاكل التي تصيب عملية إنشاء هذا الملعب، مثالاً حياً على الصعوبات التي تشهدها ورشات عمل لمواقع مضيفة للعرس الكروي العالمي الذي ينطلق بعد أقل من ثلاثة أشهر.
وفي أعقاب زيارة تفقدية إلى ملعب سامارا، قال رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كولين سميث إن ثمة «كمية هائلة من العمل لا يزال من المطلوب القيام بها (...) بالطبع نتوقع تقدماً أكبر من هذا».
وعلى رغم هذا التأخير، يسود انطباع بأن روسيا ستكون قادرة على الوفاء بالتزاماتها، وإنجاز هذا الملعب في موعد ملائم قبل استضافته المباراة الأولى المقررة على أرضه، التي ستكون في 17 يونيو (حزيران) بين كوستاريكا وصربيا ضمن منافسات المجموعة الخامسة.
إلا أن الوصول إلى مرحلة يفتقد فيها ملعب «فولغا ريفر ستاديوم» إلى أرضيته العشبية قبل أقل من ثلاثة أشهر على صافرة البداية للمونديال، تسبب بأزمة أدت إلى الإطاحة بأبرز المسؤولين المحليين من منصبه.
فعقد تلزيم الملعب الذي استوحي تصميمه من شكل «صحن فضائي طائر»، ويعرف باسم «السلم إلى الكون»، أبرم قبل أربعة أعوام، وفازت به شركة مقاولات معروفة على مستوى الإقليم الروسي حيث تقع المدينة.
وصمم الملعب الذي يتسع لنحو 45 ألف متفرج، ليكون أحد المعالم الأساسية في المدينة الصغيرة المساحة نسبياً (نحو 541 كلم مربع)، والواقعة على مسافة أكثر من ألف كلم من موسكو. وفي مسعاها للإفادة من فرصة المونديال لبناء معلم يفيد المدينة على المدى البعيد، قامت سلطات سامارا بإضافة متاجر ومشاريع متنوعة إلى المشروع الأساسي، ما جعل مساحته تزداد بنسبة 40 في المائة عن المساحة الأساسية الملحوظة.
في منتصف 2016 بدأت المشاكل بالبروز: تقديرات كلفة الإنشاء وصلت إلى حدود 300 مليون دولار متجاوزة بأشواط الكلفة المتوقعة، نصف الملعب فقط أنجز، والفيفا بدأ بالتنبه إلى أن مشاكل أكبر ستقع لا محالة.
فرضت التعديلات التي أدخلت على تصميم الملعب لضمان عدم تضخم كلفته بشكل كبير، إضافة إلى التأخير في إنجازها، تأخير موعد تسليمه المتوقع، من ديسمبر (كانون الأول) 2017 إلى مارس (آذار) 2018، ولاحقاً نهاية أبريل (نيسان). ومن المقرر أن تقام المباراة الاختيارية الأولى على أرض الملعب في 28 أبريل، في حال كان العشب جاهزاً.
ومنحت وزارة الزراعة الروسية سلطات مدينة سامارا إذناً خاصاً لشراء عشب الملعب من ألمانيا، سعياً لتفادي المشاكل التي غالباً ما طبعت أرضيات الملاعب الروسية. المفارقة أن العشب بات جاهزاً عملياً، إلا أن التأخر في أعمال إنشاء الملعب يعني غياب أي مكان متوافر حاليا لمده.
وما زاد الطين بلة أن السلطات كانت قد لحظت إقامة منشأة مؤقتة لتخزين أرض الملعب العشبية في درجة حرارة معتدلة خلال الشتاء الروسي القارس، إلا أن هذه المنشأة انهارت في فبراير (شباط) تحت ثقل الثلج.
وقال سميث في أعقاب زيارته الروسية «ليست لدينا أرضية حالياً ومن الواضح أن علينا الانتظار لتوافر ظروف مناخية أكثر اعتدالاً لوضع العشب»، علماً أنه أدلى بتصريحاته في وقت سابق من مارس على مقربة من الملعب، في مكان بدا أشبه بسهل من الثلج الكثيف.
وشهدت روسيا في الأشهر الماضية أحد أكثر فصول الشتاء برودة في الأعوام الماضية، ومن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة إلى ما فوق الصفر في سامارا في الأيام المقبلة.
ويرغب المنظمون في إقامة مباراتين أو ثلاث مباريات على الأقل على سبيل التجربة في الملعب، كغيره من الملاعب الجديدة المضيفة للمونديال.
إلا أن نائب رئيس الحكومة المشرف على الملف الرياضي فيتالي موتكو، أكد الجمعة أن «كل شيء يرتبط بالأحوال الجوية».
أضاف: «نرغب في إقامة المباراة التجريبية الأولى في 28 أبريل. في الوقت الراهن، لا خطط لدينا لإرجاء ذلك».
عُشب ملعب المونديال لا يزال ينمو في ألمانيا
المباراة التجريبية الأولى على أرضه تقام في 28 أبريل
عُشب ملعب المونديال لا يزال ينمو في ألمانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة