توقع ارتفاع محصول القمح في تونس 60 في المائة

إمكانية استعانتها بمخازن الجزائر وإيطاليا إذا ما فاق طاقتها المحلية

أعطى المنصف المرزوقي الرئيس التونسي إشارة انطلاق موسم جمع محصول الحبوب ({الشرق الأوسط})
أعطى المنصف المرزوقي الرئيس التونسي إشارة انطلاق موسم جمع محصول الحبوب ({الشرق الأوسط})
TT

توقع ارتفاع محصول القمح في تونس 60 في المائة

أعطى المنصف المرزوقي الرئيس التونسي إشارة انطلاق موسم جمع محصول الحبوب ({الشرق الأوسط})
أعطى المنصف المرزوقي الرئيس التونسي إشارة انطلاق موسم جمع محصول الحبوب ({الشرق الأوسط})

قدرت وزارة الفلاحة التونسية محصول القمح لهذا الموسم من الحبوب بنحو 24 مليون قنطار، وهو ما يقارب ضعف إنتاج السنة الفارطة. وأكد الأسعد لشعل وزير الفلاحة التونسية، في مؤتمر صحافي عقده للغرض، أن التقديرات النهائية لمختلف هياكل الوزارة العاملة في مختلف الولايات (المحافظات) تشير إلى تطور صابة الحبوب بالنسبة إلى الموسم الفلاحي 2013 - 2014 بنسبة 60 في المائة مقارنة بالموسم الماضي.
وأعطى المنصف المرزوقي الرئيس التونسي يوم 14 يونيو (حزيران) الحالي إشارة انطلاق موسم جمع المحصول من الحبوب في منطقة وادي الزرقاء من ولاية (محافظة) باجة (100 كلم شمال غربي العاصمة التونسية) المعروفة بإنتاجها الكبير للحبوب، في محاولة لشحن الفلاحين لجمع الصابة وتجاوز العجز المسجل على مستوى الميزان الغذائي للتونسيين.
وكانت تونس قد استوردت خلال السنة الماضية قرابة 15 مليون قنطار من الحبوب لتغطية حاجاتها المحلية وضمان التزود بهذه المادة الاستهلاكية.
وحددت وزارة الفلاحة التونسية الأسعار الأساسية للحبوب خلال هذا الموسم بحساب 48 دينارا تونسيا للقنطار بالنسبة للقمح الصلب (نحو 30 دولارا أميركيا) و38 دينارا بالنسبة للقمح اللين (قرابة 24 دولارا) و34 دينارا بالنسبة للشعير (نحو 21 دولار أميركيا).
ويتمتع الفلاحون التونسيون بمنحة مالية استثنائية في حال التسليم السريع للصابة إلى مراكز الجمع، إذ تضاف على كل قنطار من الحبوب المسلمة إلى مؤسسات جمع الصابة قبل يوم 31 أغسطس (آب) المقبل، وتقدر هذه المنحة بـ17 دينارا تونسيا مقابل كل قنطار من القمح الصلب و10 دنانير للقمح اللين و12 دينارا تونسيا بالنسبة للشعير.
وقال عبد المجيد بن حسن (مهندس فلاحي بوزارة الفلاحة التونسية) لـ«الشرق الأوسط» إن الصابة ستجلت أرقاما قياسية بمفعول كمية الأمطار الهامة التي عرفتها أشهر الربيع ما مكن من امتلاء السنابل. وأضاف أن الأمطار المسجلة في شهري مارس (آذار) وأبريل (نيسان) ساهمت بالزيادة في صابة الحبوب قدّرتها الدوائر المختصة بنحو 83 في المائة.
وتميز الموسم الفلاحي الجديد بإحداث مراكز خزن جديدة معظمها في مناطق الإنتاج لتصبح طاقة الخزن المتوفرة على الصعيد الوطني 13,2 مليون قنطار دون اعتبار طاقة الخزن لدى المطاحن.
وتعتمد تونس في عمليات نقل الحبوب المجمعة على الشاحنات الثقيلة وعبر السكك الحديدية وأعدت لهذا الغرض أسطولا للنقل البرى للحبوب يتكون من 400 شاحنة ذات حمولة مقدرة بنحو 30 طنا للواحدة، بالإضافة إلى نحو 108 عربات حديدية.
وتشير بعض المصادر الفلاحية التونسية إلى إمكانية استعانة تونس بمخازن بعض البلدان المجاورة على غرار الجزائر. وهذه ليست المرة الأولى التي تستعين فيها تونس بمخازن دول مجاورة للحفاظ على الصابة، فقد اتخذت هذا الإجراء خلال بداية عقد التسعينات من القرن الماضي، وأجرت مخازن حبوب في إيطاليا المجاورة.
وعلى الرغم من أهمية المحاصيل المسجلة خلال هذا الموسم فإن انتقادات عدة وجهت إلى هياكل الإشراف، من بينها انطلاق موسم الحصاد قبل المدة المعتادة، وهي منتصف شهر يونيو، وتهديد الحرائق بالإتيان على جانب مهم من المساحات المخصصة لإنتاج الحبوب. كما أن نسبة ضياع جانب من المحصول لا تزال مرتفعة، وهي مقلقة لهيكل الإشراف الحكومي، إذ إنها مقدرة بنحو 12 في المائة من الصابة تذهب نتيجة الخزن غير العلمي للحبوب والنقل غير المؤمن.
وفي هذا الشأن، قال فيصل التبيني رئيس (فلاح تونسي) إن وزارة الفلاحة أعطت التعليمات بانطلاق موسم الحصاد مبكرا، وإن عواقب هذا القرار قد تكون مؤثرة على نوعية الصابة التي قد لا تبلغ النضج الكامل عند بداية جمعها، على حد تقديره.
ويطالب الفلاحون التونسيون ببعض الإصلاحات الهيكلية على مستوى زراعة وإنتاج الحبوب، ومن أهمها مجابهة الكوارث على غرار الحرائق وتساقط البرد، وكذلك مجابهة كثرة هطول الأمطار، وما تخلفه من إغراق للمساحات الفلاحية، ويكون ذلك عبر تفعيل صندوق مجابهة الكوارث لضمان تعويضات للفلاحين الصغار في حال تعرض الصابة للمخاطر المذكورة.
وهيأ ديوان الحبوب (هيكل راجع لوزارة الفلاحة) قرابة 201 مركز للتجميع قابل للزيادة حسب الحاجة لاستقبال الصابة. وتقدر طاقتها الإجمالية بنحو 7,3 مليون قنطار موزعة إلى تسعة مراكز تابعة له و50 على مستوى الشركات التعاونية للحبوب و142 للخواص.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».