حزب «الوفد» يختار رئيسه اليوم

5 مرشحين يتنافسون لخلافة البدوي أبرزهم رئيس اللجنة التشريعية في البرلمان

مدخل مقر {الوفد} في الجيزة أمس («الشرق الأوسط»)
مدخل مقر {الوفد} في الجيزة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

حزب «الوفد» يختار رئيسه اليوم

مدخل مقر {الوفد} في الجيزة أمس («الشرق الأوسط»)
مدخل مقر {الوفد} في الجيزة أمس («الشرق الأوسط»)

يختار حزب «الوفد» الليبرالي المصري اليوم (الجمعة) رئيساً جديداً للحزب خلفاً للدكتور السيد البدوي، الذي انتهت ولايته بعدما قضى دورتين في منصبه منذ عام 2010، ولا يحق له الترشح لمرة ثالثة وفقاً للائحة الجديدة للحزب. ويتنافس على رئاسة الحزب خمسة مرشحين أبرزهم، المستشار بهاء أبو شقة، سكرتير عام الحزب، رئيس اللجنة التشريعية بمجلس النواب (البرلمان)، وحسام الخولي، نائب رئيس الحزب، وياسر حسان، مساعد رئيس الحزب، وعلاء شوالي، حفيد الزعيم الراحل سعد زغلول.
ومن المقرر أن تبدأ ولاية الرئيس الجديد لحزب «الوفد» في 2 يونيو (حزيران) المقبل... ويحدد 4450 عضواً بالهيئة الوفدية النتيجة من خلال الصندوق الانتخابي اليوم.
وأُسس «الوفد» عام 1919 حزباً حاكماً في البلاد، قبل قيام ثورة يوليو (تموز) عام 1952، وقبل أن يعود الحزب إلى ممارسة أعماله السياسية مجدداً عام 1978 بعد وقفه نحو 25 عاماً.
ويترأس البدوي الحزب منذ مايو (أيار) 2010 بعد الانتخابات التي أجريت على رئاسة الحزب بينه وبين الرئيس السابق للحزب محمود أباظة، التي انتهت بفوز البدوي بفارق 209 أصوات، قبل أن يفوز البدوي بدورة جديدة لمدة 4 سنوات خلال انتخابات 2014، التي تنافس فيها أمام الدكتور فؤاد بدراوي.
وأعلن حزب «الوفد» في يناير (كانون الثاني) الماضي، رفض طلب رئيسه البدوي بخوض منافسة انتخابات الرئاسة. وصوتت الهيئة العليا للحزب بالأغلبية على قرار يؤكد دعمه ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقالت مصادر في الحزب، إنه «سيتم فتح باب التسجيل لأعضاء الهيئة الوفدية في التاسعة صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً، وإذا لم يتم اكتمال النصاب سيترك أمره لساعتين إضافيتين، على أن تعلن النتيجة من مساء اليوم (الجمعة) باسم المرشح الفائز».
مضيفة: إن «هناك انقساماً داخل (الوفد) بين أمانات الحزب بمحافظات مصر حول دعم بعض المرشحين، مثل إعلان أمانات القليوبية والدقهلية وعدة أمانات في الصعيد دعم المرشح الخولي، في حين تتجه أمانات القاهرة والجيزة والإسكندرية إلى الوقوف خلف أبو شقة».
وتنافس المرشحون على طرح برامجهم لنيل ثقة الوفديين. وبينما تعهد الخولي بتفعيل المادة الخامسة من الدستور المصري والخاصة بمسألة التعددية الحزبية والسياسية في البلاد، والعمل على الدفع بمرشحين لتولي ملفات حكومية في البلاد، إلى جانب إعلان نفسه ممثلاً عن جيل الوسط داخل الحزب.
طرح أبو شقة فكرة تقديم مرشح للرئاسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2022، في إطار هدفه نحو استعادة الدور السياسي القوي للحزب في الشارع مع بدايات القرن العشرين.
وقالت المصادر الوفدية، إن «أبو شقة يعول في انتخابات الحزب على الوفديين القدامى، الذي حصل على تأييدهم خلال جولاته واجتماعاته في مرحلة الدعاية، وهم: محمود أباظة، الرئيس السابق للحزب، ومصطفى الطويل، الرئيس الشرفي للحزب، وأحمد عودة، وأحمد عز العرب، ومنير فخري عبد النور، فضلاً عن المفصولين في عهد رئيس الحزب الحالي البدوي، وأبرزهم فؤاد بدراوي، وعصام شيحة... بينما يدعم الخولي كل من، محمد فؤاد، وسليمان وهدان، وطلعت السويدي، أعضاء الهيئة البرلمانية، وعدد من قيادات الهيئة العليا، أبرزهم ياسر الهضيبي، وياسر قورة، وهاني رسلان».
وتتكون اللجنة المشرفة على انتخابات رئيس الحزب من كل من: اللواء أحمد الفولي، وأنور بهادر، وحاتم الأعصر، وشريف بهجت، وصابر عطا، وعبد السند يمامة، ومحمد الحسيني.
ومن المقرر أن يراقب انتخابات «الوفد» المجلس القومي لحقوق الإنسان، وقال محمد فائق، رئيس المجلس في تصريحات صحافية، أمس، إن «مشاركة المجلس في مراقبة انتخابات الأحزاب في مصر إيماناً بأهمية دور الأحزاب في عملية البناء الديمقراطي»، مشيراً إلى أن «تفريخ قيادات جديدة في الأحزاب تتولى المسؤولية يصبّ في صالح الوطن والمواطن».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.