عنصرية الملاعب الروسية تثير قلق العالم قبل المونديال

شبكة مكافحة التمييز رصدت 89 حادثة خلال موسم 2016 ـ 2017

كانتي لاعب فرنسا اشتكى من الإهانات العنصرية في المباراة ضد روسيا (أ.ف.ب)
كانتي لاعب فرنسا اشتكى من الإهانات العنصرية في المباراة ضد روسيا (أ.ف.ب)
TT

عنصرية الملاعب الروسية تثير قلق العالم قبل المونديال

كانتي لاعب فرنسا اشتكى من الإهانات العنصرية في المباراة ضد روسيا (أ.ف.ب)
كانتي لاعب فرنسا اشتكى من الإهانات العنصرية في المباراة ضد روسيا (أ.ف.ب)

شهدت مدينة سان بطرسبرغ الروسية التي تستضيف بعضاً من مباريات بطولة كأس العالم 2018 المقبلة، التي يأتي على رأسها إحدى مباراتي الدور قبل النهائي، واقعة عنصرية جديدة كان ضحيتها هذه المرة لاعبو المنتخب الفرنسي.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد أعلن أول من أمس، أنه سيجري تحقيقات في انتهاكات عنصرية وجهها مشجعون روس ضد لاعبي فرنسا في مباراة ودية بين المنتخبين استعداداً لكأس العالم.
وأطلق مشجعون روس أصوات تقليد قرود وجهت في أكثر من مناسبة للاعبي فرنسا في فوزها 3 - 1 في سان بطرسبرغ، وبخاصة تجاه اللاعب نغولو كانتي حين توجه لأداء رمية تماس.
كما تردد أن الهتافات المسيئة كانت مسموعة في البث التلفزيوني، بعد تسجيل بول بوغبا الهدف الثاني لمنتخب فرنسا.
كما اشتكى عثمان ديمبيلي لاعب فرنسا وفريق برشلونة من تعرضه أيضاً لصيحات عنصرية. وشهد أحد المصورين الذين تابعوا اللقاء من أرض الملعب، أنه سمع «صيحات القردة» خلال ركلتين ركنيتين انبرى لهما ديمبيلي. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، زعم مستخدمو الإنترنت أنهم سمعوا أيضاً هذه الصيحات عندما لمس بول بوغبا الكرة في الدقيقة الـ73.
وأكد كثير من لاعبي المنتخب الفرنسي أنهم تعرضوا لإهانات عنصرية من قبل الجماهير الروسية وعلى ضوء هذا، أكد الـ«فيفا» أنه سيسعى إلى جمع تقارير وأدلة حول ما حدث، وقال في بيان له: «لا نستطيع التعليق بأي شيء قبل أن نقيّم جميع المعلومات المتوافرة».
وأكد الاتحاد الروسي لكرة القدم، أنه لم يسمع «صيحات القردة» ضد عثمان ديمبيلي، لكنه «مستعد لدراسة هذا الحالة».
وقال مسؤول الأمن والعلاقات مع مشجعي الاتحاد الروسي، أليكسي تولكاشيوف: «أجهزتنا لم تسمع ولم تر أي شيء من هذا القبيل، لكن إذا لزم الأمر، فنحن مستعدون لدراسة هذه الحلقة».
وقال مسؤول كبير آخر في الاتحاد الروسي للصحيفة نفسها «إذا تم تأكيد هذه المعلومة، سنقوم بالطبع بدراسة الفيديو وكل ما حدث حول المباراة، وسنقدم تقييمنا بعد ذلك».
وحثت وزيرة الرياضة في الحكومة الفرنسية، لاورا فليسيل، من خلال موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» على مكافحة مشكلة العنصرية، وقالت: «العنصرية لا مكان لها في ملاعب كرة القدم، علينا أن نعمل معاً على المستويين الأوروبي والدولي من أجل القضاء على هذا السلوك غير المقبول».
وتلقى نادي زينيت سان بطرسبرغ الروسي عقوبات في مناسبتين من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بسبب السلوك العنصري الذي تنتهجه جماهير المدينة الروسية. واتخذ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إجراءات عقابية بحق زينيت الأسبوع الماضي بسبب هتافات عنصرية خلال مواجهة لايبزيغ الألماني في الدوري الأوروبي.
كما فرض الاتحاد الأوروبي إغلاقاً جزئياً على ملعب الفريق العام الماضي بعدما رفع مشجعون لافتة تشيد براتكو ملاديتش، القائد السابق لجيش صرب البوسنة، خلال انتصار 2 - 1 على ضيفه فاردار المقدوني أيضاً في الدوري الأوروبي.
ويعتبر نادي سبارتك موسكو أحد الأندية الروسية أيضاً التي تم اتهامها بانتهاج سلوك عنصري في أكثر من مناسبة هذا الموسم.
وتعرض هذا النادي لعقوبات من قبل «يويفا» بسبب صيحات جماهيره المقلدة لأصوات القردة التي قاموا بتوجيهها اللاعب الهولندي بوبي أديكاني نجم ليفربول الإنجليزي وصاحب الأصول النيجيرية خلال بطولة دوري أبطال أوروبا للشباب «دوري الشباب».
ومن بين الحالات الأخيرة، هتافات عنصرية من قبل أنصار سبارتاك موسكو ضد حارس المرمى البرازيلي لنادي لوكوموتيف موسكو، الذي وجهت إليه اللجنة التأديبية التابعة للاتحاد الروسي «إنذاراً نهائياً»، قبل إغلاق جزء من ملعبه.
كما فتح «يويفا» تحقيقات مع لاعب سبارتك موسكو الشاب ليونيد ميرونوف بسبب سلوكه العنصري ضد لاعب ليفربول ريان بروستر خلال مباراة أخرى بدوري الشباب في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وتعتبر العنصرية مشكلة دائمة ومعقدة داخل ملاعب كرة القدم في روسيا، التي تستضيف بعد أقل من ثلاثة أشهر مونديال 2018.
وكانت منظمة «كيك ات اوت» البريطانية التي تضطلع بمحاربة العنصرية في ملاعب كرة القدم قد أدانت النادي الروسي بسبب سلوكيات لاعبيه وجماهيره، كما أعربت عن قلقها من وقوع مثل هذه الأحداث خلال المونديال.
وأحصت شبكة مكافحة التمييز في كرة القدم ضد العنصرية في أوروبا، 89 حادثة مرتبطة بالعنصرية واليمين المتطرف في الدوري الروسي خلال موسم 2016 - 2017.
وكان مدرب المنتخب الروسي ستانيسلاف تشرتشيسوف قد صرح في بداية هذا الشهر: «لا أعتقد بأن لدينا عنصرية على نطاق تجب محاربته، هناك دائماً حالات معزولة (من مثيري الشغب)، وكما هي الحال في بلدان أخرى، تتم معاقبة هؤلاء الأشخاص».


مقالات ذات صلة

البريمرليغ: تشيلسي يقترب من ليفربول... وصحوة توتنهام

رياضة عالمية نيكولاس جاكسون يحرز هدف تشيلسي الثاني في مرمى برنتفورد (رويترز)

البريمرليغ: تشيلسي يقترب من ليفربول... وصحوة توتنهام

واصل تشيلسي نتائجه الجيدة على ملعب «ستامفورد بريدج» بقيادة مدربه الجديد الإيطالي إنزو ماريسكا، محققاً فوزه الخامس توالياً على حساب ضيفه برنتفورد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية نهضة بركان يحلق في صدارة مجموعته بالكونفدرالية الأفريقية (نادي نهضة بركان)

«الكونفدرالية الأفريقية»: نهضة بركان يحلق في الصدارة... واتحاد الجزائر يستعرض بثلاثية

فاز فريق نهضة بركان بشق الأنفس على ضيفه الملعب المالي بنتيجة 1 - صفر في الجولة الثالثة بالمجموعة الثانية لكأس الكونفدرالية الأفريقية.

«الشرق الأوسط» (بركان)
رياضة عالمية سيموني إنزاغي مدرب إنتر ميلان (رويترز)

إنزاغي: أرشح لاتسيو للمنافسة على لقب الدوري الإيطالي

يعتقد سيموني إنزاغي مدرب إنتر ميلان أن ناديه السابق لاتسيو بإمكانه المنافسة على لقب الدوري الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية لايبزيغ هزم ضيفه آينتراخت فرنكفورت (إ.ب.أ)

البوندسليغا: لايبزيغ يهزم فرنكفورت ويحرمه من الوصافة

فاز لايبزيغ على ضيفه آينتراخت فرنكفورت 1-2، الأحد، ضمن منافسات الجولة 14 من الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا).

«الشرق الأوسط» (لايبزيغ)
رياضة عربية الأهلي يواصل دعم صفوفه استعداداً لمونديال الأندية (النادي الأهلي)

الأهلي المصري يستعير حمدي فتحي خلال مونديال الأندية

أعلن الأهلي بطل مصر وأفريقيا الأحد استعارة لاعب الوسط حمدي فتحي من الوكرة القطري، للمشاركة في كأس العالم للأندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».