بعد أيام قليلة من صدمة كبيرة بالأسواق نتيجة خسائر «فيسبوك» التي فاقت نحو 60 مليار دولار، والناجمة عن أزمة تسريب لبيانات المستخدمين، فقد عملاق مبيعات التجزئة عبر الإنترنت 53 مليار دولار خلال ساعات قليلة مع سريان أنباء حول استهداف محتمل للشركة من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ولم تفلح تصريحات البيت الأبيض التي جاءت بعد إغلاق التعاملات مساء الأربعاء في إنقاذ الموقف.
وتأتي خسارة أمازون ومن قبلها «فيسبوك»، لتلقي حالة من الريبة على مستقبل قطاع التكنولوجيا، الذي طالما قاد ارتفاعات السوق القياسية خلال الفترة الماضية.. وهو القطاع الذي دعم وول ستريت كثيرا خلال تأثرها بعدد كبير من الأزمات الجيوسياسية، من أزمة الصواريخ الكورية الشمالية، إلى أزمة الحرب التجارية.. وأدى استقرار أو مكاسب قطاع التكنولوجيا خلال تلك الأزمات إلى المحافظة على استقرار قلب السوق، حتى وإن كان يتعرض إلى موجات تصحيح واسعة؛ لكنه أنقذه بشكل كبير من الانهيار.
وتشير تقديرات خبراء بالأسواق إلى أن أكبر ثلاث شركات من حيث القيمة السوقية في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، وهي «آبل» و«أمازون» و«ألفابت» (الشركة الأم لـ«غوغل») تمثل قيمتها السوقية سويا نحو 2.3 تريليون دولار، أي 10 في المائة من القيمة الإجمالية للمؤشر، الذي يبلغ نحو 23 تريليون دولار.
وبالنظر إلى أسهم قطاع التكنولوجيا بشكل عام، فإنها تكون نحو 25 في المائة من قيمة مؤشر «إس آند بي»، في مقابل 15 في المائة للقطاع المالي على سبيل المثال، أو 15 في المائة أخرى لقطاعات الطاقة والاتصالات وغيرها مجتمعة.. وهو ما يدل على الوزن النسبي الكبير للقطاع.
وخلال الأسابيع الماضية، توالت الضربات لـ«آبل» بعد توقعات أقل من المنتظر للمبيعات، ثم أزمة «فيسبوك» والتي ألقت بكاهلها على عمالقة الإنترنت ومن بينهم «غوغل»، مرورا بمشكلات واجهت «تسلا» ومشروعات المركبات ذاتية القيادة، وأخيرا «أمازون».. وهو ما من شأنه أن يسفر عن هبوط كبير بسوق الأسهم إذا استمرت هذه الكبوات.
ومع إغلاق تعاملات يوم الأربعاء، خسر سهم أمازون على مؤشر ناسداك 65.63 دولارا وبنسبة هبوط بلغت 4.38 في المائة، ليسجل السهم عند الإغلاق مستوى 1431.42 دولار، مقارنة بإغلاق سابق عند 1497.05 دولار. وكان أقل سعر للتعاملات قد بلغ 1386.17 دولار، بنسبة خسارة تبلغ نحو 7.4 في المائة، فيما كان أعلى سعر تداول 1455.90 دولار. علما بأن السعر القياسي الأعلى في خلال الـ52 أسبوع الأخيرة كان 1617.54. فيما كان السعر السنوي الأدنى 850.10 دولار.
وبينما قالت رويترز إن الشركة فقدت نحو 30 في المائة من قيمتها السوقية يوم الأربعاء، أشارت تقديرات أخرى من بلومبرغ وخبراء أسواق متعددين إلى أن خسائر الأربعاء بلغت 53 مليار دولار.
وكان موقع الأخبار «أكسيوس» الأميركي نقل عن خمسة مصادر قال إنهم ناقشوا الأمر مع ترمب، أن الرئيس الأميركي تحدث عن اللجوء إلى قانون المنافسة من أجل «ملاحقة» الشركة بسبب قلقه على شركات التجزئة الصغيرة من الخروج من السوق بسبب أمازون. وأضاف التقرير أن ترمب يريد أيضا تغيير أسلوب المعاملة الضريبية لأمازون، وهو موضوع كان الرئيس الأميركي قد أثاره علنا العام الماضي عندما دعا إلى فرض ضريبة إنترنت على شركات التجزئة عبر الشبكة العالمية، حتى على الرغم من أن أمازون تحصل بالفعل ضريبة المبيعات على البضائع التي تبيعها مباشرة للمستهلكين.
ولاحقا، أبلغ مسؤول في البيت الأبيض رويترز مساء الأربعاء بأنه لا توجد تغييرات محددة في السياسة الأميركية حاليا فيما يتعلق بشركة «أمازون دوت كوم»، لكن إدارة ترمب تتطلع دائما إلى خيارات مختلفة.
وأدى تداول الخبر إلى هبوط حاد في أسهم أمازون، التي طالما قادت ارتفاعات وول ستريت، وكانت توصف مع مجموعة شركات «فانغ» FAANG، المكونة من «فيسبوك» وأمازون وأبل ونيتفليكس وغوغل، بأنهم أصحاب أفضل أداء والأكثر شعبية بين شركات التكنولوجيا في العالم.
لكن المجموعة صاحبة المقام الرفيع في السوق الأميركية شهدت الأسبوع الماضي تدهورا حادا بقيادة «فيسبوك» على خلفية أزمة التسريبات الخاصة ببيانات حسابات المستخدمين، ما أدى إلى خسائر كبرى لأسهمها، قبل أن تتصدر أمازون يوم الأربعاء «قوائم الخسارة».
وجرت خسارة أمازون وول ستريت بشكل عام إلى الإغلاق على انخفاض، وهبط مؤشر داو جونز الصناعي 9.29 نقطة، أو ما يعادل 0.04 في المائة، إلى 23848.42 نقطة. بينما تراجع ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 7.62 نقطة تعادل 0.29 في المائة إلى 2605 نقاط. ونزل المؤشر ناسداك المجمع 59.58 نقطة، أو 0.85 في المائة، إلى 6949.23 نقطة.
هل يتحول عمالقة التكنولوجيا «كعب أخيل» وول ستريت؟
«أمازون» تفقد 53 مليار دولار بعد تقرير عن استهدافها
هل يتحول عمالقة التكنولوجيا «كعب أخيل» وول ستريت؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة