الاحتلال يغلق الضفة وغزة... ويستعد لـ{يوم الأرض} بأوامر بإطلاق النار

قصف وتوغل وتجريف على حدود القطاع بعد تكرار عمليات «التسلل»

التعزيزات الأمنية وعمليات التجريف والحفر كما بدت على حدود غزة أمس (أ.ب)
التعزيزات الأمنية وعمليات التجريف والحفر كما بدت على حدود غزة أمس (أ.ب)
TT

الاحتلال يغلق الضفة وغزة... ويستعد لـ{يوم الأرض} بأوامر بإطلاق النار

التعزيزات الأمنية وعمليات التجريف والحفر كما بدت على حدود غزة أمس (أ.ب)
التعزيزات الأمنية وعمليات التجريف والحفر كما بدت على حدود غزة أمس (أ.ب)

توغلت القوات الإسرائيلية بشكل محدود في قطاع غزة، وقصفت مواقع لحركة حماس رداً على إحراق متظاهرين جزءاً من برج مراقبة عسكري على الحدود، وهي حادثة تكررت خلال أيام قليلة، وأظهرت قدرة الفلسطينيين على اختراق الجدار الشائك في محيط غزة. وقصفت إسرائيل مواقع رصد تابعة لحماس، في حين توغلت ست آليات عسكرية إسرائيلية لمسافة محدود شرق مخيم البريج، وشرعت في أعمال تسوية وتجريف.
وقال الجيش، إن الأهداف التي قصفت كانت نقاط مراقبة تستخدمها حركة حماس.
وعملت جرافات إسرائيلية في المنطقة على تسوية الأرض تحت غطاء من الطائرات المسيرة.
وتسعى إسرائيل إلى كشف المنطقة الحدودية بشكل كامل وجعلها تحت المراقبة من دون أي معيقات، وذلك بعد تكرار عمليات التسلل التي أظهرت وجود نقاط ضعف في المنظومة الأمنية الإسرائيلية على الحدود.
ونجح شابان على الأقل، أمس، في اختراق السياج الحدودي قرب معبر «كرم أبو سالم» القديم، أو الوصول إليه، وأضرموا النار في نقطة مراقبة إسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي، إنه «يأخذ على محمل الجد أي محاولة لإلحاق الضرر أو تشويه السياج الأمني والبنى التحتية الأمنية».
وتأتي هذه العملية بعد يوم واحد من نجاح 3 فلسطينيين في اختراق السياج الفاصل، والتنقل لساعات قرب مستوطنات ونقاط عسكرية قبل أن يدرك الجيش ذلك، ويعتقلهم ويقول إنه عثر بحوزتهم على سكاكين وقنابل صوتية.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن الفلسطينيين تعمقوا نحو 20 كلم داخل إسرائيل.
وأظهرت لقطات فيديو كيف كان الشبان يسيرون بلا تردد أو خوف، ولا يحاولون الاختباء في المناطق الإسرائيلية، وكأنهم في نزهة. وأعلن الجيش، أنه يحقق في الحادث، الذي جاء بعد نجاح فلسطينيين في التسلل وإحراق حفارة إسرائيلية خاصة بالأنفاق على الحدود. وطالب وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، ورؤساء المستوطنات القريبة، الجيش بتقديم أجوبة حول ما يحدث. وشدد ليبرمان على حصوله على تقرير وافٍ حول العملية وكيف حدثت. ورد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، البريغادير جنرال رونين مانليس، بالقول: «كانت هذه حادثة ما كان يجب أن تحدث».
وجاءت الحوادث في وقت هو الأسوأ بالنسبة للجيش، الذي يفترض أنه في حالة تأهب قصوى بسبب مسيرات العودة المرتقبة الجمعة المقبلة بمناسبة «يوم الأرض». ويستعد الفلسطينيون لإحياء يوم الأرض بمسيرات في الضفة وقطاع غزة، وينوون نصب خيام قرب الحدود في القطاع.
وعلى الرغم من تأكيد حماس ومنظمي «مسيرة العودة الكبرى» على أن الاعتصام سيبقى سلمياً، طيلة شهر مايو (أيار)، فقد واصلت إسرائيل بث رسائل التهديد الدموي ضد المشاركين. وهذه المرة جاء التهديد مباشرة من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، الذي أعلن أن هناك 100 قناص سيطلقون الرصاص على أجساد من يقتربون من الحدود.
وجاءت تصريحات أيزنكوت، خلال مقابلات أجرتها معه الصحف الإسرائيلية بمناسبة عيد الفصح اليهودي، وبدا واضحاً أنه يطلق تهديداته لردع الفلسطينيين وإخافتهم لثنيهم عن المشاركة. فقال: إن «قسماً كبيراً من الجيش سيتواجد هناك عشية العيد لمنع الفوضى». وهدد بأن «الأمر العسكري الصادر (لقوات الاحتلال) يقضي بتنفيذ إجراء اعتقال مشتبه بصورة شديدة». ويعني «إجراء اعتقال مشتبه» أن يطلق الجنود النار في الهواء، وفي حال عدم توقف «المشتبه» فإنه يتم إطلاق النار على جسده. وبحسب أيزنكوت، فإن قوات الاحتلال ستطلق النار على المشاركين في المسيرة.
وتابع أيزنكوت مصعّداً تهديده فقال: «وضعنا أكثر من 100 قناص من كافة الوحدات في الجيش، والوحدات القتالية الخاصة بالذات. وإذا تشكل خطر على الحياة، فإنه توجد مصادقة على إطلاق النار. لن نسمح بتسلل حشود إلى إسرائيل وإلحاق ضرر بالجدار (أي السياج)، ولا بالوصول إلى البلدات طبعاً. والتعليمات تقضي بممارسات الكثير من القوة».
ولوحظ أن أيزنكوت لا يستبعد حرباً مع الفلسطينيين في جبهات عدة، وأن يخوض جيشه حرباً هذه السنة. وقال: «إسرائيل لا تلاحظ لدى أعدائها نية للمبادرة إلى حرب، لكن التطورات المحلية يمكن أن تقود إلى التصعيد، غير المخطط».
ويصف أيزنكوت واقعاً معقداً بشكل خاص، لدى الفلسطينيين خلال الأشهر القريبة، التي ستلتقي خلالها مناسبات يوم الأرض ويوم النكبة، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاقتراب من نهاية عهد محمود عباس (أبو مازن)، وعملية المصالحة العالقة، وحقيقة أن حماس في غزة تواجه ضائقة صعبة. وقال: إن «الشرق الأوسط يشهد تطورات مشحونة وحساسة، وبخاصة لدى الفلسطينيين. وستكون لنا تحديات كبيرة جداً في فترة احتفالات الاستقلال السبعين». ويصف رئيس الأركان الواقع الاقتصادي والمدني في غزة بأنه صعب جداً، لكنه يدعي أن الأمر لم يصل بعد إلى أزمة إنسانية. وقال: «نحن نبذل جهداً كبيراً لتحسين ذلك. توجد مصلحة إسرائيلية واضحة بألا يصلوا إلى الانهيار. منسق أعمال الحكومة يتجول في العالم من أجل تجنيد الموارد للقطاع».
وعزا أيزنكوت احتمال التصعيد بين دولة الاحتلال والفلسطينيين، إلى «حلول أيام ذكرى (يوم الأرض) و(يوم النكبة) واحتفالاتنا بـ(الاستقلال)، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس واقتراب نهاية عهد أبو مازن، عملية المصالحة (الفلسطينية) العالقة، وحقيقة أن حماس في غزة تواجه أزمة شديدة بسبب فشلها في الحكم. ويتطور واقع قابل للاشتعال وحساس في الشرق الأوسط كله، وخصوصاً لدى الفلسطينيين». وفي السياق نفسه، وصف أيزنكوت أن الوضع في غزة صعب، لكنه زعم أنه «لم يتطور إلى حد أزمة إنسانية».
وفي الضفة، ستدفع إسرائيل بتعزيزات إضافية تشمل، بين الفترة والأخرى، إغلاقاً عسكرياً، عشية عيد الفصح اليهودي وذكرى النكبة منتصف مايو المقبل. ويفترض أن تستمر الاستعدادات الإسرائيلية حتى الخامس عشر من شهر مايو، الذي يفترض أن ينظم فيه الفلسطينيون مسيرات في ذكرى النكبة. وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه سيفرض إغلاقاً شاملاً على الضفة الغربية، يستمر حتى يوم السبت 7 أبريل (نيسان) المقبل، بحسب التقديرات الأمنية الإسرائيلية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.