المخابرات الإسرائيلية ترفض قرار المحكمة إطلاق سراح رائد صلاح

TT

المخابرات الإسرائيلية ترفض قرار المحكمة إطلاق سراح رائد صلاح

بأمر من جهاز المخابرات الإسرائيلية العامة (الشاباك)، رفضت النيابة العامة قرار محكمة الصلح في حيفا، إطلاق سراح الشيخ رائد صلاح بشروط تقييدية، وطلبت منحها مهلة 24 ساعة حتى تستأنف على القرار إلى المحكمة المركزية.
وكانت محكمة الصلح قد اقتنعت برأي هيئة الدفاع، بأن صلاح لا يشكل خطرا على سلامة الجمهور وينبغي استبدال الحكم عليه بالسجن إلى حكم بالحبس المنزلي، مقيدا بأغلال إلكترونية. وأمرت المحكمة بإطلاق سراحه فورا. لكن النيابة اعترضت بشدة، وأعربت عن رفضها بشيء من التوتر الظاهر. وقالت إن البلاد تشهد أحداثا متوترة بمنسوب عال جدا، وينبغي منع صلاح من الاحتكاك بالجمهور. فأضاف القاضي إلى قراره منعه من التقاء الجمهور وإلقاء الخطب والتحدث إلى الصحافة، ومنعه حتى من العودة إلى بيته في مدينة أم الفحم والعيش خلال الفترة المتبقية من سجنه في مدينة كفر كنا في الجليل. لكن النيابة لم تكتف بهذا، وأصرت على الاستئناف، فمنحها القاضي مهلة حتى الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم الخميس، فإذا لم تقدم الاستئناف يتم إطلاق سراحه.
المعروف أن المخابرات الإسرائيلية كانت قد اعتقلت صلاح في مطلع شهر أغسطس (آب) الماضي، بتهمة التحريض على الدولة في موضوع المسجد الأقصى. وقبل ذلك كانت قد حظرت نشاط الحركة الإسلامية - الشق الشمالي، الذي أسسه وترأسه صلاح. وبعد مداولات عدة، قررت المحكمة المركزية في حيفا، إدانته وفرضت حكما عليه بالسجن 11 شهرا. ويطالب الدفاع بخصم ثلث المدة من سجنه، كما يحصل مع كل سجين يسلك في السجن سلوكا حسنا. لكن المخابرات ترفض ذلك بدعوى أن أحداث يوم الأرض، بعد غد، وإحياء الذكرى السنوية السبعين للنكبة، وافتتاح السفارة الأميركية في القدس، في منتصف مايو (أيار)، تستدعي التصرف بحذر مع المحرضين.
وقد أثار هذا الموقف استياء قادة فلسطينيي 48، فأعلن رئيس لجنة المتابعة العربية العليا، محمد بركة، أن هذا القرار سياسي بامتياز ولا يمت إلى العدالة بصلة، وطالب بوقف التنكيل بالشيخ رائد وإطلاق سراحه من دون أي قيود.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.