ارتفعت نبرة الطقوس الاحتفالية والكرنفالية بأجواء اليوم الأول والثاني من الانتخابات الرئاسية المصرية، وطاف تلاميذ ومدرسون ومواطنون بعض الشوارع والميادين في مدن القاهرة والجيزة والإسكندرية، وعواصم المحافظات الأخرى، وبحوزتهم مكبرات صوت لإذاعة أغانٍ وطنية حماسية، لحث الناخبين على النزول والمشاركة في العملية الانتخابية التي تجرى على مدار 3 أيام كاملة.
وفي مشاهد متكررة من الانتخابات الرئاسية الماضية (2014)، قام عدد من المواطنين بالاحتفال بالاستحقاق الانتخابي عن طريق الرقص أمام اللجان الانتخابية مرة أخرى. ونشرت وسائل الإعلام المصرية المحلية مقاطع فيديو وصوراً متعددة من مناطق مختلفة لوصلات رقص أمام اللجان على أنغام أغنيات «تسلم الأيادي» و«بشرة خير» و«أبو الرجولة»... والأخيرة، تم تصويرها بصفة خاصة لدعوة الناخبين للمشاركة في التصويت قبيل الانتخابات الحالية بفترة قصيرة. ولاقت مقاطع الفيديو الخاصة لوصلات الرقص انتشاراً واسعاً على موقعي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر».
وتسابق عدد كبير من المطربين المصريين والعرب على تقديم أغنيات «حماسية» لحث الناخبين على المشاركة، وباتت هذه الظاهرة جزءاً أساسياً من العملية الانتخابية في مصر، وبالأخص «الرئاسية».
وتعد أغنية «علشان تبنيها»، التي تحمل اسم الحملة الأبرز في دعم الرئيس، من أكثر الأغنيات انتشاراً في الشوارع والميادين، كما عاد المطرب الإماراتي حسين الجسمي إلى أجواء الانتخابات في مصر مرة ثانية من خلال أغنية «مساء الخير». وأطلق الجسمي عبر قناته الرسمية فيديو كليب مصوراً شارك فيه نخبة من نجوم الفن بمصر. كما أعلن عاصي الحلاني تصويره لأغنية مصرية جديدة تحمل عنوان «نسايم الحرية» لإهدائها إلى الشعب المصري. ومن جانبه، أصدر الفنان التونسي صابر الرباعي «سلام يا دفعة» هدية للجيش المصري، بالإضافة لأغنية «مصر ولادة»، التي كتب كلماتها أحمد على موسى ولحنها محمد عبد المنعم.
وفي السياق نفسه، تعتبر أغنية «أبو الرجولة»، للمطرب حكيم، أبرز أغنية على الساحة حالياً، بحكم تكرارها بكثافة على شاشة الفضائيات، كما حققت نسبة مشاهدة عالية وانتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تم تصوير كليب الأغنية في شوارع القاهرة. وحققت أغنية «يلا يلا» نجاحاً كبيراً أيضاً، وقد أطلقتها حملة «يلا سيسي»، التابعة للحملة الرسمية لدعم الرئيس السيسي في الانتخابات الرئاسية لعام 2018 «تحيا مصر».
إلى ذلك، علق الدكتور سامي عبد العزيز، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، على انتشار تلك الأغاني واستخدامها في الترويج للانتخابات الرئاسية، قائلاً: «تأثير بعضها مؤقت، ويتوقف على اسم وشخصية مؤديها، بجانب جودة إيقاعها»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «تأثير بعض الأغاني والكليبات أحياناً يقتصر على ما تحمله من مشاهد واقعية، وتعبر عن شرائح المجتمع»، ولفت إلى أن «الدعوة المباشرة للنزول في الانتخابات من خلال كلمات تلك الأغاني لا يفي بالغرض أحياناً، فالعمل الفني الناجح هو الذي يضع على فم وقلب المستمع مبررات الدعوة»، لافتاً إلى أنه «من الأفضل استخدام الانتخابات الرئاسية كمقدمة للأغنية للدخول إلى شرح قضية وطنية أكبر».
وتابع عميد كلية الأعلام الأسبق: «لا ينبغي أن تكون الأغنية الوطنية حزينة، لكن يجب أن تشع البهجة وتنشر الفرح بين المواطنين، وهو ما حدث في أغنية (أبو الرجولة) للمطرب حكيم، الذي يتمتع بشعبية كبيرة وخفة ظل ملحوظة، وهو ما حدث منذ 4 سنوات مع أغنية (بشرة خير)، التي حظيت بانتشار وقبول واسع بين المصريين في مصر والخارج».
لليوم الثاني... «رقص» و«أغان» على أبواب اللجان الانتخابية بمصر
لليوم الثاني... «رقص» و«أغان» على أبواب اللجان الانتخابية بمصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة