موضة الانتخابات... فتيات بملابس الفراعنة وزي الجيش يجذب الأطفال

اصطفت طالبات مدرسة ثانوية في المنصورة بمحافظة الدقهلية شمال مصر لاستقبال الناخبين مرتديات أزياء فرعونية أول من أمس («الشرق الأوسط»)
اصطفت طالبات مدرسة ثانوية في المنصورة بمحافظة الدقهلية شمال مصر لاستقبال الناخبين مرتديات أزياء فرعونية أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

موضة الانتخابات... فتيات بملابس الفراعنة وزي الجيش يجذب الأطفال

اصطفت طالبات مدرسة ثانوية في المنصورة بمحافظة الدقهلية شمال مصر لاستقبال الناخبين مرتديات أزياء فرعونية أول من أمس («الشرق الأوسط»)
اصطفت طالبات مدرسة ثانوية في المنصورة بمحافظة الدقهلية شمال مصر لاستقبال الناخبين مرتديات أزياء فرعونية أول من أمس («الشرق الأوسط»)

مع الهدوء النسبي أمام لجان الاقتراع في الانتخابات الرئاسية المصرية، نظراً إلى النتيجة شبه المحسومة للرئيس عبد الفتاح السيسي، يتفنن المصريون في كسر نمطية هذا الإيقاع بطرق مختلفة، فحرص بعض المواطنين على الذهاب إلى الصناديق بأزياء لافتة وغير اعتيادية، وهو ما يفسره أستاذ علم الاجتماع السياسي سعيد صادق، لـ«الشرق الأوسط»، بأنه جزء من محاولة جذب الانتباه، وإضفاء طابع مرح وغير تقليدي، خصوصاً في ظل التغطية الإعلامية الكبيرة التي تحظى بها هذه المناسبة.
في المنصورة بمحافظة الدقهلية شمال مصر، اصطفت طالبات مدرسة ثانوية لاستقبال الناخبين، مرتديات أزياء فرعونية في حضور المسؤولات عن المدرسة، ووزعن الورود على المتوافدين، وعلى رأسهم المحافظ أحمد الشعراوي، ليرددن عدداً من الأغاني الوطنية وهتاف «تحيا مصر».
كما حرصت أرملة شهيد الصاعقة المصرية، العقيد أحمد منسي الشهير بـ«الأسطورة»، على الذهاب إلى لجنة الاقتراع للإدلاء بصوتها حاملةً علم مصر، برفقة ابنهما حمزة، الذي ظهر مرتدياً زياً عسكرياً، بجوار أحد أفراد القوات المسلحة الموجودين لتأمين اللجنة، لتساعده والدته على كتابة استمارة التصويت بنفسه.
وفي منطقة المطرية بالقاهرة، ظهر راقص تنورة داخل إحدى اللجان، مقدماً فقرة استعراضية لجذب المواطنين إلى السرادق الانتخابي، حاملاً «مبخرة»، بينما تزايدت مشاهد مواطنين آخرين صمموا ملابسهم على شكل علم مصر، أو صورة السيسي، أو في أزياء مصرية قديمة، في أكثر من منطقة.
وعلى غرار الغناء والرقص أمام اللجان، يرى صادق أن أزياء المواطنين في الموسم الانتخابي، موضة حديثة لم تتعدَّ 7 سنوات، قبلها كانت صناديق الاقتراع أشبه بالمقابر، لا يتردد عليها الكثيرون من الشباب أو النساء أو الأقباط، لضعف النشاط السياسي حينها، لكن بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) وتزايد رغبة المواطنين في التعبير عن آرائهم، تزايدت الكثافات أمام الصناديق.
ويوضح أن تزايد هذه الظاهرة في الفترة الأخيرة يحمل نوعاً من «المكايدة» لجماعة الإخوان وتيارات الإسلام السياسي، التي كانت ترفض مثل هذه المظاهر، بل تمنعها في أحيان كثيرة، وبالنظر إلى أن معظم المشاركين في الانتخابات الحالية من رافضي حكم الجماعة، التي دعت للمقاطعة، فإنهم يعبّرون عن توجههم من خلال هذه التقاليع.



«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».