رئيس وزراء اليابان يتعهد تعديل دستور بلاده «السلمي»

تراجع شعبيته على خلفية قضية فساد مالي

آبي يتوسط أعضاء الحزب الليبرالي الديمقراطي خلال مؤتمره السنوي في طوكيو أمس (رويترز)
آبي يتوسط أعضاء الحزب الليبرالي الديمقراطي خلال مؤتمره السنوي في طوكيو أمس (رويترز)
TT

رئيس وزراء اليابان يتعهد تعديل دستور بلاده «السلمي»

آبي يتوسط أعضاء الحزب الليبرالي الديمقراطي خلال مؤتمره السنوي في طوكيو أمس (رويترز)
آبي يتوسط أعضاء الحزب الليبرالي الديمقراطي خلال مؤتمره السنوي في طوكيو أمس (رويترز)

تعهد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، أمس، المضي قدما في تحركه المثير للجدل لتعديل الدستور الياباني السلمي، رغم الفضيحة السياسية التي أدت إلى تراجع شعبيته.
وأكد آبي خلال الاجتماع السنوي لحزبه الليبرالي الديمقراطي الحاكم التزامه تغيير الدستور الذي فرضته الولايات المتحدة على بلاده، بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية. وأوضح، وفق ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، أنه يريد وضع حد للنقاش بشأن دستورية الجيش الياباني المعروف رسميا باسم «قوات الدفاع الذاتي». وينص الدستور على أن اليابان ترفض الحرب، ولن تحظى بقوات برية أو بحرية أو جوية. ولطالما ناقش مراقبون مدى دستورية وجود قوات الدفاع الذاتي.
ويؤيد اليابانيون بشكل عام وجود الجيش، كما أن هناك قبولا واسعا لنظرة الحكومة التقليدية بوجوب استخدام هذه القوة فقط للدفاع عن النفس. لكن آبي وسّع دور القوات اليابانية العام 2015 ليشمل الدفاع عن الدول الصديقة، ما أثار احتجاجات الخبراء والناخبين على السواء باعتبار أن التغيير يعد انتهاكا للدستور.
وقال آبي: «حان الوقت لإصلاح الدستور. دعونا ننهي هذا النقاش». ولتحالفه المحافظ «غالبية عظمى» من خلال حصوله على ثلثي مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 465 مقعدا، ما يتيح له إجراء التعديل الدستوري.
ويأتي تعهده في وقت يواجه آبي فضيحة فساد إثر عملية بيع أرض مملوكة من الدولة العام 2016 إلى أحد أنصاره، لقاء سعر أقل بكثير من قيمتها السوقية. وأشارت المعارضة إلى دور زوجته آكي المحتمل في الصفقة.
وتفاقمت الفضيحة عندما أقر موظفون في وزارة المالية بإدخال تعديلات على سجلات البيع الرسمية، عبر حذف الإشارات إلى آبي وزوجته وشخصيات سياسية أخرى. وقال آبي خلال الاجتماع السنوي للحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم: «سأجري تحقيقا شاملا، وأوضّح الصورة الكاملة لما حصل».
وأضاف: «سأؤدي واجبي عبر إعادة بناء منظومة (الحكومة) حتى لا يتكرر ذلك»، مؤكدا عزمه على البقاء في السلطة.
ونفى آبي تورطه أو زوجته في القضية، لكن متظاهرين نظموا مسيرات في أنحاء البلاد. وتراجعت نسبة تأييده إلى أدنى مستوياتها منذ عودته إلى السلطة نهاية العام 2012. ويتوقع أن يدلي نوبوهيسا ساغاوا، الذي كان مسؤولا عن الدائرة التي أشرفت على الصفقة في وزارة المالية، بشهادته أمام البرلمان فيما يتعلق بهذا الملف يوم غد.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».