ظهرت مؤشرات، أمس، إلى اتجاه لدى حركة حماس لاتهام السلطة الفلسطينية أو جهات فيها بالتورط في محاولة اغتيال رئيس الوزراء رامي الحمد الله ورئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج في قطاع غزة، قبل نحو أسبوعين، رغم وجود مؤشرات أخرى على علاقة مزعومة للمتورطين في المحاولة بالأوساط المتشددة.
وأوحت تصريحات مسؤولين في «حماس» بأنها تتحضر لاتهام جهات محددة في رام الله خلال أيام قليلة مع إعلان انتهاء التحقيق في القضية التي عمّقت الانقسام الفلسطيني، علما بأن السلطة حمّلت بدورها «حماس» المسؤولية عن محاولة الاغتيال.
وقال فوزي برهوم، الناطق باسم «حماس»، إن «إصرار مسؤولين في السلطة على تكثيف اتهامهم لحركة حماس بتفجير موكب الحمد الله ورفضهم انتظار إعلان نتائج التحقيق يعكس أزمتهم الحقيقية جراء انكشاف تفاصيل الجريمة وتأكيد تورطهم المباشر فيها، وهذا ما ستثبته الأيام المقبلة». وتصريح برهوم ليس مفاجئا في ضوء التلميحات التي لجأ إليها مسؤولو الحركة منذ اللحظة الأولى للتفجير، إذ تحدثوا عن «مسرحية» من أجل «التنصل من المصالحة» أو «محاولة تلميع قيادة بديلة». لكن تصريحه يُعد الأول الذي يتحدث مباشرة وصراحة عن «تورط مباشر» لمسؤولين في السلطة، كما قال.
وجاءت اتهامات برهوم في وقت أكدت فيه «حماس» أن الأيام المقبلة ستكشف «عن المنتفعين من حادثة تفجير موكب رئيس وزراء حكومة التوافق الوطني، رامي الحمد الله». وأضافت: «المنتفعون من التفجير يسعون إلى نسف المصالحة وضرب الأمن بغزة».
وتتحدث أوساط الحركة في غزة عن «استغلال مسؤولين في رام الله» للمتهم المباشر أنس أبو خوصة الذي قتلته «حماس» قبل أيام أثناء اشتباك مسلح واعتقلت مساعدين له وتطارد آخرين.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتهم «حماس» رسميا بالوقوف وراء محاولة اغتيال الحمد الله وفرج، وتعهد باتخاذ «إجراءات وطنية وقانونية ومالية» ضد القطاع. كما هاجم عباس بشكل غير مسبوق «حماس»، موجّها تهديدات إلى «كبيرهم وصغيرهم».
وفي مؤشر إلى التوجّه المقبل لـ«حماس»، طالب الدكتور موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي للحركة، الرئيس عباس بالاعتذار عن خطابه.
وقال أبو مرزوق أول من أمس (الجمعة)، إن «مؤامرة اغتيال رئيس الوزراء رامي الحمد الله اتضحت خيوطها». وأضاف على «تويتر»: «بعد أن اتضحت كل خيوط المؤامرة الحقيرة بتفجير موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله في غزة، الذي أعقبه خطاب غير مسبوق سياسيا ودبلوماسيا لأبو مازن (عباس)، وتم سحب الكلمات غير اللائقة من خطابه في الصحافة الرسمية، فهل يعتذر الرئيس عما بدا منه، ويتبع ذلك بتصحيح في المسار السياسي والتعامل الداخلي مع مكونات المجتمع الفلسطيني؟».
وينوي الرئيس الفلسطيني إعلان قطاع غزة «إقليماً متمرداً» إذا لم تسلم حركة «حماس» قطاع غزة للحكومة الفلسطينية بشكل كامل، لكنه يعطي فرصة لجهود مصرية مكثفة الآن لنزع فتيل الأزمة. ويتوقع أن تزيد اتهامات «حماس» الحالية والمرتقبة ضد السلطة من صعوبة المهمة المصرية.
وكانت السلطة الفلسطينية قد هاجمت إجراءات «حماس» في قطاع غزة بما في ذلك قتلها «المشتبه به الرئيسي» في محاولة اغتيال الحمد الله، قائلة إن «حماس» تقتل «خارج القانون» و«تفبرك الروايات المشبوهة». من جهتها، أعلنت «حماس» أنها تطارد مطلوبين في القطاع على خلفية محاولة الاغتيال يعتقد أنهم على صلة بالمشتبه به الرئيسي. ولم تجد «حماس» في سجل المشتبه به الذي قتلته (أنس أبو خوصة) أي سوابق أمنية أو جنائية أو ارتباطات، لكن تبيّن أنه قد أحاط نفسه منذ شهور بأصدقاء متشددين فكرياً.
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «(حماس) تعتقد أن الجهات التي جنّدت أبو خوصة استغلته وطلبت منه استخدام أشخاص منحرفين فكرياً»، وهو مصطلح تطلقه الحركة على «المتشددين» الناشطين في القطاع. وكانت «حماس» قد قتلت أبو خوصة ومساعدا له في قرية الزوايدة غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، في إطار التحقيقات في حادثة الحمد الله، قائلة إنها اقتربت من الحقيقة. لكن رام الله وصفت «السيناريو» الذي أعلنته «حماس» بأنه «مشبوه ومفبرك». وقالت المؤسسة الأمنية في رام الله إن «حماس تختلق الروايات والأكاذيب لتغطي على تورطها» في الانفجار.
«حماس» تتجه إلى اتهام «جهات في السلطة» بالتورط في محاولة اغتيال الحمد الله
الحركة تركّز على «منتفعين» من التفجير... وتلاحق «منحرفين فكرياً»
«حماس» تتجه إلى اتهام «جهات في السلطة» بالتورط في محاولة اغتيال الحمد الله
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة