ترحيب فلسطيني بقرارات أممية تدين سياسات إسرائيل

صوّت عليها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة

TT

ترحيب فلسطيني بقرارات أممية تدين سياسات إسرائيل

رحّبت الحكومة الفلسطينية وجهات سياسية رسمية وفصائلية باعتماد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خمسة قرارات خاصة بفلسطين بعد أن عُرضت للتصويت وتم التصويت عليها بغالبية ساحقة.
واعتمد المجلس القرارات الخمسة مساء الجمعة والتي تضمنت إدانة لسياسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، وتأكيداً لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته، وضرورة إنهاء الاحتلال ودعم حل الدولتين، ومطالبة إسرائيل بالانسحاب إلى حدود 1967، ووقف بناء الجدار العازل، ووقف كل الأنشطة الاستيطانية، ووقف هدم منازل الفلسطينيين بالقدس وحرمانهم من الوصول للأماكن المقدسة.
ونددت إسرائيل على لسان عدد من الوزراء في حكومتها بالقرارات التي اتخذها المجلس واعتبرتها جزءاً من «النفاق العالمي»، وسط دعوات من وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى الانسحاب من مجلس يتخذ قرارات «معادية للسامية». من جهتها، هددت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هيلي بانسحاب بلادها من المجلس وقالت في بيان: «عندما يتعامل مجلس حقوق الإنسان مع إسرائيل بشكل أسوأ مما يتعامل به مع كوريا الشمالية وإيران وسوريا، فإن هذا المجلس نفسه هو الفاقد للأهلية»، واعتبرت أنه «منحاز كثيراً ضد إسرائيل». وأضافت: «لصبرنا حدود، وأعمال اليوم تكشف بشكل واضح أن هذه المنظمة تفتقر إلى المصداقية الضرورية لتكون مدافعاً حقيقياً عن حقوق الإنسان».
فلسطينياً، رحبت الحكومة بالقرارات التي اتخذت. واعتبر يوسف المحمود المتحدث باسم الحكومة في تصريح صحافي، التصويت لصالح ذلك القرار بأنه يعد انحيازاً عالمياً للحق ولفلسطين وتعبيراً عن «طهارة التمسك بالوقوف في وجه الظلم والغطرسة والاحتلال، ورفضاً للغة الابتزاز والتهديد». كما قال.
وأضاف: «أن تصويت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يعكس موقفاً عالمياً يتمسك بالحل العادل والشامل في المنطقة، وهو الحل الذي تؤمن به القيادة الفلسطينية وتناضل من أجل تطبيقه، ويتجلى في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على كامل الأراضي المحتلة عام 67». ووجه المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية الشكر والتقدير إلى كل الدول التي صوتت لصالح هذه القرارات، مؤكداً أنها «تنطلق في مواقفها من إيمانها العميق بالحرية والكرامة الإنسانية والمساواة والعدل بين جميع أبناء البشرية»، كما قال.
من جهته، قال أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن اعتماد المجلس للقرارات خطوة بالاتجاه الصحيح «لكن اعتمادها دون تنفيذ على أرض الواقع يضع علامات استفهام حول قدرة المؤسسة الدولية على محاسبة الاحتلال». ووصف تهديد إدارة الرئيس دونالد ترمب بالانسحاب من مجلس حقوق الإنسان بـ«الوقاحة السياسية»، متهماً السفيرة الأميركية هيلي بتجاوز «الأعراف الدبلوماسية».
ورحبت حركة «فتح»، بدورها، بالقرارات ذاتها، وقالت إنها تعبّر عن تأييد للحق الفلسطيني على أساس قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي. واعتبرت الحركة في بيان للمتحدث باسمها في أوروبا جمال نزال «أن اعتماد المجلس قراراً يؤكد حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة، يشكل رداً عالمياً على مساعي شطب مفهومي السيادة وتقرير المصير من السياق الفلسطيني».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».