مصر تدعو إلى {مشاركة فاعلة} في انتخابات الرئاسة... وتشيد بالمغتربين

TT

مصر تدعو إلى {مشاركة فاعلة} في انتخابات الرئاسة... وتشيد بالمغتربين

دعت الحكومة المصرية، جموع المصريين في ربوع البلاد أمس، إلى المشاركة الفاعلة في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، مشيدة بتصويت المصريين المقيمين في الخارج الذي انتهى قبل أيام. بينما شددت وزارة الداخلية على أنها سوف تتعامل بحزم مع أي محاولة للخروج على القانون خلال الانتخابات.
ويتنافس في الانتخابات، التي ستجري رسمياً داخل مصر لمدة 3 أيام تبدأ في 26 من مارس (آذار) الحالي، المرشحان، الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، وموسى مصطفى موسى رئيس حزب «الغد»... وينظر كثير من المصريين إلى السيسي باعتباره المرشح الأوفر حظاً في الفوز.
وأشاد شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء المصري، بالتجربة المتميزة لتصويت المصريين المقيمين خارج مصر في الانتخابات الرئاسية، التي تجسدت في الإقبال على الإدلاء بأصواتهم في مختلف عواصم العالم، ضمن أجواء سادتها روح الوطنية والانتماء، بما يؤكد مدى وعي أبناء مصر في الخارج بقضايا وطنهم، وشعورهم بأهمية المشاركة في صياغة المستقبل، وما يلمسونه من المكانة والتقدير الذي تحظى به مصر في الدائرة العالمية في ظل توجه مصر الخارجي الذي يقوم على إقامة علاقات متوازنة، والوجود الفاعل في المحافل الدولية، والاضطلاع بدورها في التشاور وإيجاد حلول للقضايا الإقليمية.
ودعا رئيس الوزراء، المصريين إلى المشاركة الفاعلة في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، بما يؤكد الثقة في حرص المصريين على استكمال عناصر نجاح هذا الاستحقاق المهم، والوقوف إلى جانب الدولة لإتمام تجربتها الواثقة في إعادة بناء مؤسساتها، وتحقيق الإصلاح الاقتصادي، وضمان مستقبل أفضل للأجيال المقبلة، وتجاوز هذه المرحلة الفارقة من تاريخ مصر بكل ما تشهده من تحديات، إلى جانب إرسال رسالة حضارية إلى العالم بأن مصر تسير في الطريق الصحيح على جميع الأصعدة، بما فيها ممارسة المواطن لحقوقه الدستورية في اختيار رئيسه، وتكون رداً على كل ما تتعرض له مصر من محاولات يائسة للتأثير على عزيمة أبناء هذا الوطن في التعبير عن إرادتهم.
في غضون ذلك، استعرض اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية المصري أمس الخطة الأمنية الشاملة التي انتهت من إعدادها الوزارة لتأمين الانتخابات الرئاسية بالتنسيق الكامل مع القوات المسلحة لضمان توفير المناخ الآمن للمواطنين خلال الإدلاء بأصواتهم.
ووجه وزير الداخلية بتقديم جميع أوجه المساعدة والتيسير على كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة لتمكينهم من ممارسة حقوقهم الدستورية، كما وجه بتدعيم الخدمات الأمنية بالمنطقة المحيطة بالمقرات الانتخابية بتشكيلات ومجموعات سريعة الحركة، بالإضافة إلى قوات التدخل السريع وعناصر البحث الجنائي.
مؤكداً تكثيف الدوريات الأمنية داخل وخارج المدن والطرق والمنافذ، وتفعيل دور نقاط التفتيش والأكمنة والتمركزات الثابتة والمتحركة على جميع المحاور، واتخاذ جميع الإجراءات التأمينية لحماية المنشآت المهمة والحيوية بالمحافظات ومواجهة جميع العناصر الخارجة على القانون. وشدد الوزير على أن كل أجهزة الداخلية سوف تواجه أي محاولات للمساس بسير العملية الانتخابية أو الاعتداء على المنشآت المهمة أو الحيوية، وأن الوزارة ستتعامل بمنتهى الحزم والحسم مع أي من تلك الممارسات، ومواجهة أي مظهر من مظاهر الخروج على القانون.
إلى ذلك، أصدرت الهيئة الوطنية للانتخابات برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، عددا من التعليمات للقضاة المشرفين على الانتخابات منها، الوجود بمقار اللجان العامة واللجان الفرعية الخاصة بهم قبل المواعيد المقررة وبوقت كافٍ خلال أيام الاقتراع، وعدم مغادرة المقار الانتخابية خلال فترة الاستراحة تحت أي ظرف، وإخطار اللجان العامة والفرعية ولجان المتابعة بالمحافظات لسد العجز في الأدوات المتعلقة بالعملية الانتخابية، وتذليل وحل المشكلات والعقبات التي تواجه العملية الانتخابية، والحرص على تسليم محاضر الانتخاب ونماذج الفرز وأوراق الانتخاب باللجان العامة ولجان الحفظ شخصيا، وعدم الانصراف قبل التأكد من صحة جميع الإجراءات.
ودفعت الهيئة الوطنية للانتخابات بعدد كاف من القضاة الاحتياطيين تحسبًا لوقوع أي اعتذارات مفاجئة قبل الانتخابات بوقت قصير، أو حتى بعد بدء عملية الاقتراع... ومن المقرر أن يشرف على الانتخابات الرئاسية 18 ألفا و620 قاضيا (أساسيين واحتياطيين).
وتبدأ فترة الصمت الانتخابي غدا (السبت)، حيث نص القانون على أن تتوقف الدعاية الانتخابية قبل 48 ساعة من عملية الاقتراع... ومن المقرر أن يبدأ تسليم القضاة المشرفين على الانتخابات المظاريف الخاصة بأوراق العملية الانتخابية بدءا من اليوم (الجمعة)، ويستمر تسلمها تباعا حتى (الأحد) المقبل قبل يوم من عملية الاقتراع.
في غضون ذلك، قال السفير حمدي سند لوزا، نائب وزير الخارجية المصري أمس، إن خمس منظمات إقليمية ودولية ستشارك في متابعة الانتخابات وهي: «جامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي، والجمعية البرلمانية الأورومتوسطية، إلى جانب السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا)».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.