الفريدي يفرط في الفرصة «المونديالية»

اللاعب الجدلي فشل في الاستفادة من اهتمام المسؤولين بقدراته الكروية

أحمد الفريدي («الشرق الأوسط»)
أحمد الفريدي («الشرق الأوسط»)
TT

الفريدي يفرط في الفرصة «المونديالية»

أحمد الفريدي («الشرق الأوسط»)
أحمد الفريدي («الشرق الأوسط»)

كتب أحمد الفريدي لاعب نادي النصر والمنتخب السعودي السطور الأخيرة من صفحات مسيرته الكروية الحافلة بالأخطاء المتراكمة والأحداث المتسارعة، ضارباً بمصلحة ناديه ومنتخبه الوطني عرض الحائط بعدما قطع كل وسائل التواصل مع الإدارة النصراوية وغاب عن التدريبات بعد تصريحه الإعلامي الأخير الذي أثار حفيظة النصراويين.
وبدا أن الفريدي لم يستفد من التجارب التي مر بها بداية من محطته الأولى في نادي الهلال ومروراً بالاتحاد قبل أن ينتقل لنادي النصر، واستمر على ما كان عليه متمرداً على اللوائح والأنظمة الداخلية للأندية التي مثلها، فلم يكن بأحسن الأحوال في علاقته بإدارة الهلال ولا جمهوره، واستمر بين مد وجزر مع إدارة الهلال والمدربين الذي أشرفوا عليه حتى انتقل إلى نادي الاتحاد لكن لم يجد نفسه في النادي الغربي، وظل حبيساً لمقاعد البدلاء أو خارج حسابات المدربين، ورفض استغلال الفرص المتكررة في ناديه الحالي.
ورغم السنوات الطويلة التي قضاها في الهلال والبطولات التي حققها معه، لم يندم على رحليه جمهور الهلال، بسبب مشكلاته المتكررة وخروجه الدائم عن النص، وعدم انصياعه لتعليمات الإدارة، وحتى الاتحاديين لم يحزنهم انتقاله للنصر لعدم جدوى بقائه في صفوف ناديهم، حيث ظل خارج التشكيل الأساسي في غالب المباريات، وتكاد بصماته الفنية لا تذكر في مسيرته الكروية مع أقطاب الكرة السعودية التي مثلها.
انقطاع اللاعب عن التدريبات وظهوره الإعلامي المستفز للإدارة النصراوية، ليس بجديد على أحمد الفريدي الذي اعتاد الشارع الرياضي السعودي منه على مثل هذه التصاريح، وتصدر غيابه المستمر عناوين الصحف اليومية، وبات من اللاعبين الذين لا يعول عليهم الكثير، حتى أن غالبية محبي وعشاق النصر يتمنون رحيله بعد نهاية الموسم الحالي، لتطوى صفحته في مسيرة ناديهم.
كما لم يحسن استغلال اهتمام تركي آل الشيخ رجل الرياضة الأول في السعودية، الذي تكفل بنفقات معسكر إعدادي خاص به في نادي مانشستر يونايتد لمدة عشرة أيام، بهدف رفع مخزونه اللياقي وجاهزيته البدنية، لتسخير إمكانياته الفنية لخدمة الأخضر السعودي في نهائيات كأس العالم، وعاد من المعسكر بخفي حنين.
الفريدي يفتقد إلى سلاح المثابرة والجد والاجتهاد، وهي من أهم الأسلحة التي يعتمد عليها اللاعب المحترف خلال سنواته الرياضية، وهذا ما اتضح للجميع، حيث كرر نفس الأخطاء في الأندية الثلاثة التي مثلها على الرغم من تغير المدربين والإدارات والرؤساء، وبات خارج حساباتهم.
المحطة الثالثة للاعب كانت الاختبار الحقيقي لمدى انضباطيته ومدى حرصه على اتباع الأنظمة واللوائح الداخلية للنادي، لكنه فشل في هذا الاختبار كما فشل قبله، وظهر في حديث فضائي محبطاً ومنتقداً لسياسة ناديه، مرجعاً لها سبب تدهور مستواه الفني وابتعاد ناديه عن المنافسة هذا الموسم بعد خروجه من مسابقة كأس الملك على يد الباطن وخسارته من الفريق نفسه بثلاثة أهداف.
ولم يقبل الفريدي الاعتذار عما بدر منه تجاه إدارة ناديه، وحديثه الذي أغضب جميع النصراويين، بأنه مهتم بتجارته الخاصة أكثر من اهتمامه بناديه، ولم يوفِ بوعده لتركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة السعودية حينما بوعده بإنقاص 4 كلم من وزنه خلال فترة قصيرة، كون آل الشيخ انتقد وزن الفريدي الزائد في مواجهة الرائد، وألمح إلى أنه لم يستفد من معسكر مانشستر يونايتد، وعاد بوزن زائد.
الموهبة الكروية التي يمتلكها، قلما يجدها المتابع للمنافسات السعودية في لاعب غيره، حتى أن الكرة لا تستطيع التمرد عليه ويطوعها حيثما يشاء ويصل لمرمى الخصوم من أقصر الطرق وأقرب المساقات، بيد أنه هو من تمرد على موهبته، ولم يطوعها لخدمة ناديه، ولا منتخب وطنه الذي يعد الخاسر الأكبر للاعب موهوب قادر على صناعة الفارق الفني بلمساته السحرية وصناعته للأهداف بطريقة لا يستطيع غيره فعلها.
لا أحد يستطيع إنكار أن أحمد الفريدي لاعب موهوب إلى حد الإمتاع والإقناع، يعزف أجمل الألحان على المستطيل الأخضر بلمساته الساحرة، وأدائه المذهل متى ما كان في يومه، غير أن مزاجيته تتحكم في تصرفاته التي تطغى عليها العصبية في غالب الأحيان، وهو ما أفقده الاتزان في اتخاذ قراراته سواء داخل أو خارج الملعب، وتمتد عصبيته إلى حد الخشونة مع لاعبي الخصوم، ونال على إثرها الكثير من البطاقات الملونة، بالإضافة إلى اعتراضه المتكرر على قرارات الحكام ودخوله في نقاشات حادة معهم.
ولا يعلم الفريدي ما يخبئه له القدر في الأيام المقبلة، فهذا الانقطاع غير المبرر لا يليق بلاعب محترف يتقاضى ملايين الريالات في الموسم الواحد، وينتظر منتخب بلاده مشاركة مونديالية، حيث يحظى باهتمام رئيس مجلس الهيئة العامة للرياضة الذي حرص على إعداده للمشاركة في المحفل العالمي، وهي الفرصة التي يحلم بها جميع اللاعبين، غير أنه غير مبالٍ بهذا الاهتمام ولا بتمثيل الأخضر السعودي.
الحماسة التي يلمسها المتابع الرياضي في غالبية اللاعبين في الملاعب السعودية في إثبات قدرتهم على ارتداء قميص الوطن، منذ بداية التصفيات المؤهلة لنهائيات روسيا 2018 كانت واضحة، فجميع اللاعبين الأساسيين بذلوا مجهودات مضاعفة في الدوري السعودي لتثبيت أقدامهم على الخريطة الأساسية، وحتى أن لاعبي أندية المؤخرة والوسط كان طموحهم الوصول لصفوف المنتخب، وقدموا كل ما لديهم للفت أنظار الجهاز الفني، بيد أن أحمد الفريدي كأن الأمر لا يعنيه بشيء وظل مزاجياً في تحركاته وأدائه.
متى ما رغب الفريدي الاستمرار في الملاعب والبقاء في دائرة النجومية، عليه المسارعة في اغتنام الفرصة التي ربما لن تتكرر له في المستقبل بخدمة وطنه في نهائيات كأس العالم، والاعتذار عما بدر منه تجاه ناديه، والعودة مجدداً للتدريبات، وطي صفحة الغيابات حتى لا تكون نهايته وشيكة، ويجد نفسه خارج حسابات مدرب منتخب بلاده، وأسوار ناديه، ولا ترغب في استقطابه جميع الأندية السعودية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».