«رئاسية مصر»: السيسي يُقر بضعف التنافسية

نفى مسؤوليته عن الأمر... وحث المواطنين على المشاركة

الرئيس المصري أثناء حضوره افتتاح مشروع مدينة {العلمين} الجديدة غرب مصر (أ.ف.ب)
الرئيس المصري أثناء حضوره افتتاح مشروع مدينة {العلمين} الجديدة غرب مصر (أ.ف.ب)
TT

«رئاسية مصر»: السيسي يُقر بضعف التنافسية

الرئيس المصري أثناء حضوره افتتاح مشروع مدينة {العلمين} الجديدة غرب مصر (أ.ف.ب)
الرئيس المصري أثناء حضوره افتتاح مشروع مدينة {العلمين} الجديدة غرب مصر (أ.ف.ب)

قبل أيام من بدء الانتخابات الرئاسية في مصر، والمقرر انطلاقها (الاثنين) المقبل وتستمر لمدة 3 أيام، أقر الرئيس عبد الفتاح السيسي (صاحب النصيب الأكبر من فرص الفوز) بضعف التنافسية في الاستحقاق الرئاسي، الذي يخوضه مع رئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى.
وقال السيسي في لقاء تلفزيوني، بثته وسائل إعلام مصرية مختلفة، مساء أول من أمس، إنه كان «يتمنى لو كان هناك أكثر من مرشح، لكن ليس لي ذنب في ذلك إطلاقاً»، وزاد قائلاً: «كنت أتمنى أن يكون لدينا حتى 10 مرشحين من أفاضل الناس في الانتخابات معنا».
وعندما سُئل السيسي عن السبب وراء عدم تقدم مرشحين، أجاب «لسنا جاهزين، وهذا ليس عيباً... لدينا أكثر من مائة حزب... وعليهم التقدم بمرشحين».
وخلال الشهور القليلة الماضية غلبت حالة من الانسحاب والاستبعاد لأسباب مختلفة على قرارات من أعلنوا نيتهم الترشح أمام الرئيس السيسي، حيث قال أحمد شفيق، الوصيف الرئاسي ورئيس الوزراء الأسبق، بعد إعلان نيته الترشح إنه «لا يرى أنه الأنسب لقيادة البلاد». كما خرج رئيس الأركان الأسبق للقوات المسلحة سامي عنان، بعد اتهامه بمخالفة قوانين القوات المسلحة لإعلانه نية الترشح أثناء «خضوعه للاستدعاء العسكري»، وانسحب أيضاً البرلماني السابق أنور السادات، والمحامي الحقوقي خالد علي لأسباب تدور في أغلبها حول «غياب ضمانات المنافسة».
ورغم إقراره بضعف التنافسية، فإن السيسي دعا الناخبين إلى المشاركة بكثافة في التصويت، وقال خلال مشاركته أمس في احتفالية لتكريم الأمهات المثاليات «من أجل بلدنا، أنا محتاج أن ترانا الدنيا كلها في الشوارع... قولوا ما شئتم، فليشارك المصريون حتى ولو قالوا لا»، مضيفاً: «قسماً بالله العظيم، لو قال المصريون (لا) في الانتخابات، فإن ذلك أمر عظيم ومحترم جداً، وينفذ فوراً».
وزاد السيسي قائلاً: «نريد أن نعطي المثل للعالم كله بأن هذا البلد يحكمه شعبه، وذلك عن طريق المشاركة؛ ولذلك أريد منكم تشجيع المواطنين على التصويت... نفذوا مظاهرة بالاحتشاد في التصويت».
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2014، والتي جاءت بالسيسي إلى سدة الحكم، 47 في المائة من إجمالي 53 مليون ناخب، كان يحق لهم التصويت حينها، ويقدر عدد الناخبين المسجلين الآن بنحو 60 مليون مواطن.
وحصل السيسي على 23.7 مليون صوت في الانتخابات السابقة، من بين أصوات 25 مليون ناخب شاركوا في الانتخابات.
من جهة أخرى، قال المرشح الرئاسي موسى مصطفى موسى إنه «سيقدم برنامجه الانتخابي للسيسي حال خسارته (أي موسى) السباق الانتخابي». مضيفاً إن «التنافس في الانتخابات الرئاسية كان لصالح الدولة المصرية»، وتقدم بالتحية لمنافسه السيسي.
وتطرق الرئيس المصري خلال كلمته بمناسبة الاحتفال بعيد الأم، أمس، إلى الاعتماد على المرأة المصرية في العمل، مشيراً إلى أن السيدات يُمثلن 20 في المائة من وزراء الحكومة، فضلاً عن تحقيقهن معدلات غير مسبوقة في البرلمان المصري، وواصل مداعباً أعضاء الحكومة من الرجال «أنا أحذر الحكومة... فمن الممكن فجأة أن تجدوا الحكومة كلها أصبحت سيدات، وأنا أتمنى أكثر من ذلك».
وتابع السيسي، إنه وجه الحكومة بتوفير «إجراءات الحماية الاجتماعية للمرأة المعيلة عن طريق الحماية الاجتماعية، ومشروعات التمكين الاقتصادي، ولن نترك أي سيدة مصرية دون مساعدة»، مبرزاً أن الحكومة تسعى إلى «تغليط عقوبات العنف ضد المرأة».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».