انسحاب الضاهر لصالح «المستقبل» ينهي حظوظ ريفي في عكار

TT

انسحاب الضاهر لصالح «المستقبل» ينهي حظوظ ريفي في عكار

أنهى انسحاب النائب خالد الضاهر من الانتخابات النيابية، أمس، ووقوفه إلى جانب «تيار المستقبل»، حظوظ وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي بالفوز بأي مقعد في دائرة عكار في الانتخابات النيابية المقبلة، حيث باتت المنافسة محصورة بشكل أساسي بين «المستقبل» وقوى «8 آذار» في حال توحدها في لائحة واحدة.
ويشكل الضاهر الذي ترشح عن «كتلة المستقبل» عامي 2005 و2009، وكان عضواً في الكتلة النيابية قبل أن يعلق عضويته فيها في 2015، رافعة انتخابية للائحة ريفي في عكار، وبات انسحابه منها يشكل عقبة أساسية أمام حظوظ لائحة ريفي التي لم تُعلن بعد، بتحقيق أي خرق في دائرة الشمال الأولى، رغم أن حظوظه بالخرق باتت تقتصر الآن على دائرة (طرابلس – المنية – الضنية).
وبعد فشل اجتماعه بريفي أواخر الأسبوع الماضي في تحقيق توافق على خوض الانتخابات معاً، أعلن النائب خالد الضاهر، أمس، أنه سحب ترشحه للانتخابات النيابية، وقال: «أمام المصالح الكبرى تسقط كل المقاعد»، مضيفاً: «نقف إلى جانب الرئيس سعد الحريري، ومن هذا المنطلق أدعو كل مناصريَّ والمحبين للوقوف إلى جانب الحريري». وقال بعد لقائه الحريري، أمس، في بيت الوسط: «لست طامحاً لمقعد نيابي أو غيره».
وقالت مصادر مواكبة لـ«الشرق الأوسط» إن انسحاب الضاهر «يُنهي حظوظ ريفي في تحقيق خرق في عكار»، موضحة أن الضاهر «كان يمثل السلم الذي تصعد عليه لائحة ريفي في عكار»، مضيفاً أن انسحابه لمصلحة الحريري «جعلت المنافسة الأساسية في الدائرة بين اللائحة المدعومة من تيار المستقبل، واللائحة المدعومة من قوى (8 آذار) في حال توحدها»، لافتةً إلى أن «انسحاب الضاهر حيّد مواجهة بين لائحة (المستقبل) مع أطراف تنافسها على ناخبين من اللون السياسي نفسه المعارض لدمشق».
وترك الحريري مقعداً أرثوذكسياً شاغراً في لائحته حين أعلن مرشحيه، ليكون هذا المقعد من حصة «القوات اللبنانية» التي تحالفت مع «المستقبل»، وتخوضها بالعماد المتقاعد وهبه قاطيشا.
وفيما لم يستقر «التيار الوطني الحر» على لائحة واحدة، ولم يحسم تحالفاته، تحاول قوى «8 آذار» الترشح في الدائرة. ويقول خبراء انتخابيون إن تكتل «الحزب القومي وحزب البعث وتيار المردة والشخصيات المقربة من سوريا مع مرشح علوي في الدائرة، يمكن أن يحقق خرقاً في مقعدين» بالنظر إلى أن أصوات المقترعين في عام 2009 في الدائرة أعطت «المستقبل» 70 ألف صوت، بينما أعطت تكتل «8 آذار» 40 ألف صوت.
وفي سياق الانسحابات من الدوائر الانتخابية، كان لافتاً انسحاب النائب نبيل نقولا، عضو تكتل «التغيير والإصلاح» من دائرة المتن، لما بدا أنه لصالح المرشح سركيس سركيس. وأصدر النائب نقولا بياناً قال فيه: «سأخرج اليوم من السباق الانتخابي، وكما وعدتكم نظيف الكف كما كان يريدنا عمادنا فخامة الرئيس، لا عمالة ولا عمولة وعلى استعداد للمساءلة». وقال: «بما أن الوضع السياسي اليوم لتيارنا (الوطني الحر) يحتاج إلى التغيير فإني أفسح المجال للطامحين لهذا المنصب وأسحب ترشحي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.