ما الذي يحدث إذا تسبب خلع طبيب الأسنان لأحد الأضراس في حدوث مشكلة بعظام الفك؟ في الوقت الراهن هناك مسارات، فإما أن تكون المشكلة بسيطة، فيتولى الطبيب خياطة الجرح لمساعدة عظام الفك على الالتئام، أو تكون المشكلة أكبر، وتحتاج حينها لعملية جراحية ضخمة ومُكلفة.
لكن الآن بات هناك سيناريو مستقبلي، يرسمه خليطٌ من مواد حيوية يساعد على التئام عظام الفك. وتمكن فريق بحثي مصري بقسم المواد الحيوية بالمركز القومي للبحوث، بإشراف د. وفاء إسماعيل الأستاذ بالمركز من صنع الخليط.
وأجريت أبحاث استمرت لمدة 3 سنوات لتوصيف كل مادة من هذه المواد، ونشرت في مجلات دولية متخصصة، كان أحدثها بحث نشر في شهر فبراير (شباط) الماضي بمجلة «Life Sciences».
ويقول عضو الفريق البحثي د. وليد مسعد لـ«الشرق الأوسط» إن الفكرة «تعتمد على استخدام مواد تحفز الخلايا العظمية على بناء عظام جديدة، وهذه المواد تم تحميلها على مادة «بوليمر» طبيعي، مضاف لها مواد من «جسيمات الفضة النانوية» (Silver Nanoparticles) تكون وظيفتها منع نمو البكتريا». ويمثل البحث الأخير الشكل النهائي لهذه المادة التي كانت عبارة عن مركبات فوسفاتية محملة على «بوليمر» طبيعي، وهي: «مادة (الكيتوزان) في وجود مادة (سيلفر نانومترية) محضرة من مصادر طبيعية هي مستخلصات نبات التوت وحبوب اللوز».
ويوضح د.مسعد، أن هذه المادة بتلك المكونات عبارة عن سائل يتم حفظه في درجة حرارة 4 مئوية، ويتم حقن المنطقة المصابة به ليتحول عند درجة حرارة الجسم، وهي 37 درجة مئوية إلى «جل»، يملأ المنطقة المصابة، ويؤدي وجوده إلى تحفيز الخلايا العظمية على بناء عظام جديدة خلال مدة شهر، دون أن تترك أي آثار جانبية، لأنها محضرة من مواد طبيعية تذوب في الجسم وتتحول إلى سكريات أحادية.
واختبرت هذه المادة مُختبرياً في أبحاث أجريت على كلاب مريضة، وساعدت خلال مدة شهر على تكوين عظام جديدة، وهو ما يجعلها البديل الملائم لجراحات عظام الفك، إضافة إلى ميزة أخرى، وهي إمكانية استخدامها في حشو الأسنان، كبديل لمادة «كليبدنيت» (klipdent) التي يستخدمها أطباء أسنان لهذا الغرض، وغالباً ما تباع تلك المادة بأسعار مرتفعة جداً، ويصفها الطبيب للمريض مع أدوية تمنع نمو البكتريا ليواظب على تناولها بعد الحشو.
غير أن المادة الجديدة، وفق د.مسعد، ستكون حال إنتاجها تجارياً أقل سعراً، إضافة إلى أنها تغني عن استخدام أدوية ما بعد الحشو لاحتوائها على مضادات البكتريا الطبيعية، وهي مادة «السيلفر نانو مترية».
وأجريت مقارنة بين عينات مريضة من الكلاب استخدمت معها المادة التجارية، وعينات أخرى استخدمت معها المادة الجديدة، وكانت النتائج متقاربة بين الاثنين في تكوين العظام، لكنها كانت في صالح المادة الجديدة من حيث شكل العظام، لأنها تحقن في الفراغات، فتأخذ نفس شكلها، إضافة إلى أنها لا تحتاج إلى استخدام مضادات البكتريا بعد الاستخدام.
خليط من مواد حيوية يعالج كسور عظام الفك دون جراحة
يحفز الخلايا على تكوين عظام جديدة
خليط من مواد حيوية يعالج كسور عظام الفك دون جراحة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة