«رئاسية مصر»: إقبال كثيف في اليوم الأول لاقتراع المغتربين

الناخبون حملوا الأعلام ورقصوا أمام السفارات والقنصليات... و«الخارجية»: لا معوقات والتصويت يتم بسلاسة

عائلات مصرية احتشدت في دبي للإدلاء بأصواتهم ورفع الأعلام («الشرق الأوسط»)
عائلات مصرية احتشدت في دبي للإدلاء بأصواتهم ورفع الأعلام («الشرق الأوسط»)
TT

«رئاسية مصر»: إقبال كثيف في اليوم الأول لاقتراع المغتربين

عائلات مصرية احتشدت في دبي للإدلاء بأصواتهم ورفع الأعلام («الشرق الأوسط»)
عائلات مصرية احتشدت في دبي للإدلاء بأصواتهم ورفع الأعلام («الشرق الأوسط»)

يواصل المصريون في الخارج اليوم (السبت) التصويت في الانتخابات الرئاسية لليوم الثاني على التوالي، والتي انطلقت أمس، وتستمر حتى غدٍ (الأحد)، داخل 139 لجنة في القنصليات والسفارات بالخارج ممثلة لـ124 دولة عربية وأجنبية. وقال النائب طارق رضوان، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب (البرلمان) لـ«الشرق الأوسط»: إن «هناك مؤشرات إيجابية في اليوم الأول للتصويت»، مضيفاً: إن «العملية الانتخابية تسير بشكل طبيعي دون أي معوقات أو شكاوى، وتشهد إقبالاً كثيفاً من قِبل الناخبين الذين اصطفوا في طوابير».
ويتنافس في الانتخابات، التي ستجري رسمياً داخل مصر لمدة 3 أيام تبدأ في 26 من مارس (آذار) الحالي، المرشحان، الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، وموسى مصطفى موسى، رئيس حزب «الغد».
ويصل عدد المصريين في الخارج إلى نحو 9 ملايين و470 ألفاً و674 مواطناً. قدمت لهم الهيئة الوطنية للانتخابات تسهيلات كبيرة لضمان مشاركة واسعة، حيث أقرت التصويت من خلال جواز السفر أو بطاقة الرقم القومي.
وقال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية: إن «سامح شكري وزير الخارجية أعرب عن تقديره للهيئة الوطنية للانتخابات للدعم الذي أتاحته لتيسير الإجراءات الخاصة بالانتخابات بالخارج، وبخاصة في البعثات ذات الكثافة التصويتية العالية». مؤكداً أن «وزير الخارجية وجّه رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية في الخارج بالإشراف بأنفسهم على تأمين اللجان الانتخابية وانتظام العمل بها وتوفير التسهيلات اللازمة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة».
من جهته، أكد المستشار لاشين إبراهيم، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، أن «الهيئة تلقت ما يفيد بانتظام سير العمل داخل كافة لجان الاقتراع في الانتخابات، التي بدأت أعمالها اعتباراً من التاسعة صباح أمس (وفقاً لتوقيت كل دولة)، باستقبال جمهور الناخبين الراغبين في الإدلاء بأصواتهم»، مشيراً إلى أن الهيئة لم تتلق أي شكاوى تتعلق بسير العملية الانتخابية، والانتخابات تسير بشكل جيد على قدم وساق وبانتظام تام»، مضيفاً: «إن غرفة العمليات التي شكلتها الهيئة لمتابعة انتخابات المصريين في الخارج تلقت أنباء إيجابية تفيد باحتشاد المصريين بأعداد كبيرة أمام السفارات والقنصليات، وبخاصة في الكويت وأبوظبى ودبي والرياض وجدة للمشاركة والإدلاء بأصواتهم». مؤكداً أن الانتخابات في مقار البعثات الدبلوماسية بدول أوروبا تسير في سلاسة.
بينما قال المستشار محمود الشريف، المتحدث الرسمي باسم الهيئة الوطنية للانتخابات: إن «الهيئة تتابع بالصوت والصوت عملية التصويت في 16 دولة من بين 124 دولة يجرى فيها الانتخابات». مضيفاً في مؤتمر صحافي عقد بمقر الهيئة بالقاهرة أمس: إن القانون المصري لم يشترط أن يكون المصري مقيماً بالخارج حتى يدلي بصوته، وأنه لو تواجد بشكل عارض فيمكنه التصويت ما دام مقيداً بقاعدة بيانات الناخبين بأصل بطاقة الرقم القومي، سواء كانت سارية أو انتهت فترة صلاحيتها، أو جواز السفر بشرط أن يكون سارياً. مشيراً إلى أن لجنة الرياض بالسعودية تستعين بـ26 تابلت، وجدة تستعين بـ24 جهاز تابلت، ولجنة الكويت تستعين بـ32 جهاز تابلت، و16 جهاز تابلت في دبي بالإمارات.
في هذا الصدد، أكد السفير حمدي لوزا، نائب وزير الخارجية، المشرف على الانتخابات الرئاسية في الخارج، أنه لا يوجد أي معوقات أمام الناخبين بدولتي قطر وتركيا كما يردد البعض، مشيراً إلى أن هناك تواصلاً دائماً بين البعثة المصرية والسلطات القطرية.
وأضاف لوزا خلال كلمته بمؤتمر الهيئة الوطنية أمس: إن البعثة المصرية تتواجد في كومباوند بعيد عن موقع السفارة، وبناءً على ذلك استجابت السلطات القطرية وفتحت باباً جانبياً يسمح للدخول المواطنين مباشرة إلى مبنى البعثة. مشيراً إلى أن «التقارير السلبية المتداولة تؤثر بالسلب على المواطن، مؤكداً أن الانتخابات في قطر وتركيا تجري بالتعاون والتأمين من جانب السلطات المحلية، وليس هناك أي معوقات أمام الناخبين، ولا يوجد سبب يمنعهم من ممارسة حقهم الدستوري».
موضحاً تلقيه تقارير على مدار الساعة عن سير العملية الانتخابية بالخارج، والعملية الانتخابية تسير بشكل به يسر وسهولة وسلاسة، ولا يوجد أي عقبات، مضيفاً إنه «لا يمكن حصر نسبة التصويت في الخارج في كل دولة بمفردها، إلا بعد الانتهاء من عملية الاقتراع ككل».
وشهدت دول الخليج العربي مشاركة واسعة للمصريين المتواجدين كأكبر جالية مصرية خارج البلاد، حيث حرصت الجاليات على حمل أعلام مصر، والرقص أمام مقرات السفارات والقنصليات.
ففي مقر السفارة المصرية بالرياض والقنصلية العامة في جدة، توافد أبناء الجالية المصرية للإدلاء بأصواتهم أمس. وأدلى السفير ناصر حمدي زغلول، سفير مصر بالسعودية، بصوته بمقر اللجنة في السفارة المصرية بالرياض. وأكد أن هناك إقبالاً كثيفاً من قِبل المصريين المقيمين بالمملكة على التصويت في الانتخابات الرئاسية، وأن المصريين اصطفوا أمام أبواب السفارة في الرياض والقنصلية العامة في جدة، قبل بدء عمليات التصويت.
وقال السفير المصري في تصريحات له: إن «الإقبال كان قوياً، وعمّت أجواء من الفرح الاحتفالات خلال العمليات التصويت، كما حرص كبار السن على المشاركة في الانتخابات». مشيراً إلى أن كثافة الإقبال تدل على شدة وعي المصريين على المشاركة في الانتخابات، ووجّه السفير المصري الشكر للمملكة على توفيرها الدعم الكامل واللازم لإجراء الانتخابات.
وأضاف محمد أبو العيش، المستشار الإعلامي، نائب رئيس الجالية المصرية في جدة: إن «الحضور فاق كل التوقعات، وحماس الناخبين المصريين فاق كل التوقعات».
وفي دبي، شاركت سيدات مصر بكثافة في التصويت بالانتخابية الرئاسية، وبخاصة في القنصلية العامة لمصر في دبي، حيث رفعت السيدات المصريات الأعلام المصرية، مرتديات تيشيرتات تحمل شعار «تحيا مصر». وقال وائل عبد الرحمن، وهو مدرس مصري، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «حرص على الذهاب هو وأسرته بالكامل للتصويت، وإن الإقبال كان كبيراً». مشيداً بالتنظيم الجيد والذي ساهم في ارتفاع أعداد الناخبين، وبخاصة كبار السن وذوو الاحتياجات الخاصة، الذين تم تخصيص مسار خاص لهم بعيدا عن الزحام.
وفي الكويت، أكد السفير المصري طارق القوني، أن «أعداد الناخبين أمام مقر السفارة في تزايد مستمر»، واصفاً سلوك الناخبين والتزامهم بالقواعد التي وضعتها السفارة خلال العملية الانتخابية بـ«المشرّف». مؤكداً أن العملية الانتخابية تسير وسط أجواء من الشفافية والديمقراطية، تعكس صورة حضارية عن المواطن المصري والدولة المصرية أمام جميع دول العالم.
في السياق ذاته، أكد السفير المصري بالنمسا، عمر عامر، أن المواطنين المصريين حرصوا على ممارسة حقهم الدستوري في المشاركة بالانتخابات رغم سوء الأحوال الجوية، مضيفاً: إن أعداد الناخبين كانت أكثر من المتوقع ما يعكس حرص الجالية المصرية على المشاركة في العملية السياسية ودعم مسيرة التنمية، مشيرا إلى أن السفارة المصرية في فيينا وفرت الوسائل كافة التي من شأنها تسهيل عملية الانتخاب على المواطنين.
من جهته، قال الدكتور محمود حسين، عضو مجلس النواب، رئيس قطاع المصريين بالخارج بحملة «علشان نبنيها» الداعمة للرئيس السيسي، إن «ما شهدته السفارات (يوم أمس) هو دليل جديد على قوة المصريين ووعيهم واستعدادهم للتضحية بكل غالٍ ونفيس من أجل مصر، وإن الرهان على المصريين في الخارج دائماً رابح». منوها بأن تلك الحشود الكبيرة للمصريين التي احتشدت للتصويت في الانتخابات الرئاسية ما هي إلا رسالة واضحة للعالم أن المصريين لا يقبلون الهزيمة، ولا يستسلمون للمؤامرات التي حاول البعض من المعاديين للدولة المصرية أن يصنعوها من خلال دعاوى عدم النزول للانتخابات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.