الهلال والأهلي... الحسم في «الجوهرة»

الأول تخطى القادسية بصعوبة... والثاني أمطر الرائد بثلاثية في دوري المحترفين

من مواجهة الرائد والأهلي في بريدة  («الشرق الأوسط») - جانب من المباراة التي جمعت القادسية والهلال - الشلهوب أبقى فريقه متصدراً بهدفه الثمين (تصوير: عيسى الدبيسي)
من مواجهة الرائد والأهلي في بريدة («الشرق الأوسط») - جانب من المباراة التي جمعت القادسية والهلال - الشلهوب أبقى فريقه متصدراً بهدفه الثمين (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT

الهلال والأهلي... الحسم في «الجوهرة»

من مواجهة الرائد والأهلي في بريدة  («الشرق الأوسط») - جانب من المباراة التي جمعت القادسية والهلال - الشلهوب أبقى فريقه متصدراً بهدفه الثمين (تصوير: عيسى الدبيسي)
من مواجهة الرائد والأهلي في بريدة («الشرق الأوسط») - جانب من المباراة التي جمعت القادسية والهلال - الشلهوب أبقى فريقه متصدراً بهدفه الثمين (تصوير: عيسى الدبيسي)

قاد محمد الشلهوب فريقه الهلال إلى التمسك بصدارة الدوري السعودي للمحترفين بعدما سجل هدف المباراة الوحيد الذي جمع فريقه بمستضيفه القادسية. الهلال مع هذا الانتصار وصل إلى النقطة 52، في حين توقف رصيد القادسية عند النقطة 22 في المركز الـ12، كما ضيق الأهلي الخناق على متصدر الترتيب وتغلب على مستضيفه الرائد بثلاثة أهداف دون رد جاءت عن طريق ليناردو وعمر السومة وحسين المقهوي، وبلغ الأهلي النقطة 51 في وصافة الترتيب، في حين تجمد رصيد الرائد عند النقطة 20 في المركز الـ13.
وفرض الهلال سيطرته المطلقة على مجريات شوط المباراة الأول، وتوالت الفرص الزرقاء على مرمى فيصل مسرحي حارس القادسية الذي وقف سداً منيعاً أمام هذا المد الهجومي، في الوقت الذي اعتمد فيه أصحاب الأرض على الهجمات المرتدة التي يقودها البرازيلي بيسمارك المزعج دائماً للدفاع الهلالي، ونجح القدساويون في زيارة المرمى الهلالي من تسديدة هارون كمارا، لكن الحكم المساعد الأول أعلن حالة تسلل.
وأهدر الفانزويلي ريفاس مهاجم الهلال فرصتين على التوالي، صوب الأولى فوق العارضة وفي الأخرى تردد ما بين التسديد والتمرير لزميله أشرف بن شرقي وانتهت خطورتها، وحاول مليسي مباغتة الحارس القدساوي بالتسديد من بعيد، لكن لم يكتب له النجاح، وكاد القادسية أن يزور الشباك الهلالية من كرة ثابتة صوبها بيسمارك لامست العارضة، وقبل نهاية هذا الشوط بعشر دقائق، نجح محمد الشلهوب لاعب الهلال في افتتاح التسجيل بعدما تلقى تمريرة رائعة من أشرف بن شرقي لعبها ساقطة في مرمى فيصل مسرحي.
ورمى الوطني مدرب القادسية بندر باصريح بأولى أوراقه الهجومية مع مطلع شوط المباراة الثاني، ودفع بعبد العزيز الدوسري لتعزيز النواحي الهجومية، وواصل لاعبو الهلال بحثهم عن تعزيز هدف المباراة الوحيد، ولم يستغلوا وصولهم المتكرر لمرمى أصحاب الأرض، ودفع مدرب الهلال بعمر خربين بديلاً عن ريفاس وأحمد أشرف بديلاً عن محمد الشلهوب قائد الفريق.
وحاول أصحاب الضيافة تعديل النتيجة وتخلوا عن أسلوبهم الدفاعي؛ وهذا ما منح الضيوف مساحات واسعة في خطوطهم الخلفية، لكن التوفيق لم يحالف بيسمارك في التسجيل من فرصة محققة، وتحصل البديل الهلالي عمر خربين على ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من المباراة تصدى لها حارس القادسية ببراعة.
يذكر أن هذا الفوز هو الخامس عشر للهلال في الدوري هذا الموسم مقابل الخسارة في مباراتين والتعادل في سبع، فيما تعد هذه الخسارة هي الثانية عشرة للقادسية هذا الموسم مقابل الفوز في خمس مباريات والتعادل في سبع.
وفي بريدة، جاء شوط مباراة الأول على عكس ما كان متوقعاً، واستحوذ الرائد على أغلب مجرياته، وأهدر صالح الشهري مهاجم الرائد فرصة محققة أمام المرمى، وصوب كرة ارتطمت بالقائم، وبعد مرور نصف الساعة الأولى دخل لاعبو الأهلي في أجواء اللقاء، وجاء التهديد الأول من تسديدة عمر السومة الذي انسل من بين المدافعين، لكنه صوب كرة ضعيفة.
ورمى الأهلاويون بكامل ثقلهم في شوط المباراة الثاني، مستغلين تراجع أصحاب الضيافة إلى مناطقهم الخلفية، واعتمادهم على الهجمات المرتدة التي يقف خلفها الثلاثي إسماعيل بنغورا وصالح الشهري وتراباي، وتكررت الأخطاء في التمرير في منتصف الملعب من لاعبي الفريقين، وانتظر الأهلاويون ساعة كاملة للوصول لمرمى الرائد، واستغل ليناردو هفوة دفاعية من كرة ساقطة لم يتردد في تسديدها في الشباك الرائدية.
هذا الهدف أجبر الصربي إليكس، مدرب الرائد، على الدفع بجميع أوراقه الهجومية، وأشرك الثنائي محمود شيكابالا وصقر عطيف، لكن نجم المباراة الأول البرازيلي ليناردو مهاجم الأهلي كان له رأي آخر وانطلق بكرة من منتصف الملعب ومررها على طبق من ذهب لزميله السوري عمر السومة الذي صوبها صاروخية في مرمى الرائد، وأرسل حسين المقهوي رصاصة الرحمة في شباك الرائد بعدما تلقى تمريرة خادعة من زميله عبد الفتاح عسيري.
ويعد هذا الفوز هو الخامس عشر للأهلي هذا الموسم مقابل الخسارة في ثلاث مباريات والتعادل في ست، في حين تعد هذه الخسارة هي الثانية عشرة للرائد هذا الموسم مقابل الفوز في أربع مباريات والتعادل في ثمانٍ.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».