السيسي يتعهد مواصلة قتال الإرهابيين

صندوق رئاسي لـ«تكريم ضحايا الإرهاب» من الجيش والشرطة والمدنيين

السيسي لدى مشاركته في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة شرق القاهرة أمس (أ.ب)
السيسي لدى مشاركته في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة شرق القاهرة أمس (أ.ب)
TT

السيسي يتعهد مواصلة قتال الإرهابيين

السيسي لدى مشاركته في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة شرق القاهرة أمس (أ.ب)
السيسي لدى مشاركته في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة شرق القاهرة أمس (أ.ب)

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: «لن يجرؤ أحد على المساس بالمصريين طول ما الجيش والشرطة فيها نفس... يا نموت كلنا يا نعيش كلنا»، مضيفاً: «أقسم بالله... لو سقطت مصر لضاعت الأمة كلها». كما تعهد الرئيس {مواصلة قتال الإرهابيين حتى تحيا مصر}.
وانطلقت فعاليات الندوة التثقيفية الـ«27» للقوات المسلحة التي انعقدت بمركز المنارة للمؤتمرات في التجمع الخامس (شرق القاهرة) أمس، تحت عنوان «يوم الشهيد» بحضور السيسي، والفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمد فريد رئيس الأركان، وعدد من كبار رجال الدولة بمختلف المؤسسات... وتم تكريم عدد من أسر شهداء الجيش والشرطة الذين قدموا حياتهم فداء للوطن.
وأكد السيسي أن الثمن الذي يدفعه كل شهيد هو «الوتد» الذي يوضع من أجل مصر، وأسر الشهداء هم أسر مصرية دفع أبناؤها حياتهم، لكي نعيش في أمان وسلام، وقد قلنا ذلك منذ نحو 6 سنوات ووعدت القوات المسلحة والشرطة والدولة أهل مصر جميعا بأننا على استعداد للموت لكي يعيش أهل مصر.
وأقسم الرئيس المصري، أنه على استعداد للقتال جنبا إلى جنب مع أفراد الجيش والشرطة، لأن يقيننا أننا نحارب من هم أشد من «الخوارج» الذي يسيئون إلى الله وإلى الدين، مضيفًا «إن شاء الله نحن على الحق المبين، وكل مصري ومصرية، وكل أب وأخ وكل إنسان كان له أحد في الجيش أو الشرطة، لازم يبقى عنده يقين الشهادة، وأنا لا أتحدث على دول حتى (لا أكسر) خواطر أهل هذه الدول، ولن أقول أسماء... تصوروا ملايين موجودين في معسكرات لاجئين من 6 أو 7 سنوات، الطفل الذي كان عمره 8 سنين أصبح عنده 15 سنة... (يا ترى نفسيته هتبقى عاملة إزاي، يا ترى دينه هيبقى عامل إزاي)».
ويواصل الجيش عملية عسكرية كبرى في سيناء للقضاء على متشددين ينشطون في شمال ووسط سيناء الحدودية. وكان السيسي كلف في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي الجيش والشرطة بـ«استخدام كل القوة»، لاقتلاع الإرهاب من جذوره.
وتحوّلت محافظة شمال سيناء الحدودية إلى بؤرة إرهابية مشتعلة منذ سنوات، وتنتشر فيها جماعات متطرفة من أبرزها تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي بايع «داعش» عام 2014 وغيّر اسمه إلى «ولاية سيناء».
وكرم الرئيس خلال ندوة القوات المسلحة أسماء عدد من الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء لمصر... واحتضن الطفلة حبيبة ابنه الشهيد أحمد محمود شعبان، وقام باصطحابها للجلوس بجواره، وانضم لهما الطفل عمر، ابن أحد الشهداء المكرمين بالندوة... ووجه الدعوة للأطفال وأسر الأبطال الشهداء لصلاة العيد المقبل.
في السياق ذاته، وقع السيسي أمس، على قانون إنشاء صندوق تكريم شهداء وضحايا ومفقودي ومصابي العمليات الحربية والإرهابية والأمنية وأسرهم، بعد إقراره من قبل مجلس النواب (البرلمان).
ومن المقرر أن تسري أحكام القانون على الشهداء ومن في حكمهم وضحايا ومفقودي ومصابي العمليات الحربية والإرهابية والأمنية من ضباط وأفراد القوات المسلحة والشرطة والمدنيين وأسرهم المتمتعين بالجنسية المصرية، ممن استشهدوا أو فقدوا حياتهم أو تم فقدهم أو أصيبوا بعد العمل بالدستور.
وقالت مصادر، يتولى الصندوق بالتنسيق مع الجهات المعنية توفير فرص الدراسة والعمل والخدمات الصحية المناسبة، وتوفير الاشتراك في مراكز الشباب والأنشطة الرياضية، وتوفير فرص الحج لأسر الشهداء، فضلا عن إطلاق أسماء الشهداء على الشوارع والميادين والمدارس تخليدا لذكراهم وتضحياتهم.
وأضافت المصادر، يتم فرض ضريبة عن طريق لصق طابع قيمته خمسة جنيهات على رخصة السلاح، والقيادة وتسيير المركبات، وشهادة صحيفة الحالة الجنائية، وتذاكر المباريات، والحفلات، والمهرجانات، وطلبات الالتحاق بالكليات والمعاهد العسكرية والشرطية، وتأشيرات إقامة الأجانب، وتصاريح العمل للمصريين العاملين لدى جهات أجنبية، وكراسات الشروط للمناقصات والمزايدات الحكومية، وعقود المقاولات والتوريدات الحكومية، وتراخيص إنشاء المدارس الخاصة أو الدولية، وطلبات حجز الأراضي والشقق التي تتيحها الدولة بالمدن العمرانية الجديدة، وطلبات الاشتراكات في النوادي وتجديد العضوية السنوية فيها... وتؤول حصيلة قيمة الطابع إلى الصندوق.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.