ليبرمان يساند نتنياهو في محاولته إسقاط الحكومة

ليفني تتهم رئيس الوزراء بالدعوة إلى انتخابات لطمس {المعلومات الحقيقية عن فساده}

نتنياهو خلال جلسة الكنيست أمس (أ.ف.ب)
نتنياهو خلال جلسة الكنيست أمس (أ.ف.ب)
TT

ليبرمان يساند نتنياهو في محاولته إسقاط الحكومة

نتنياهو خلال جلسة الكنيست أمس (أ.ف.ب)
نتنياهو خلال جلسة الكنيست أمس (أ.ف.ب)

بعد نجاح الوسطاء في إنهاء أزمة الائتلاف الحكومي مع الأحزاب الدينية، وظهور حكومة اليمين برئاسة بنيامين نتنياهو قادرة على إكمال دورتها حتى نهاية السنة المقبلة، أقدم وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، على تفجير الأزمة مجددا؛ إذ عدّ هذه التسوية غير مقبولة، بالنسبة له وللجيش، وأعلن أنه سيستقيل من الحكومة بمجرد تحويل التسوية إلى قانون.
وكان نتنياهو نفسه قد سبق ليبرمان إلى القول إنه لن يقبل استمرار الحكومة بالاستناد إلى 61 نائبا (أي من دون ليبرمان)، مما يدل على التنسيق بينهما على تبكير موعد الانتخابات بأي ثمن. وكشفت مصادر سياسية مقربة من نتنياهو، أنه يهدف وليبرمان إلى إجراء انتخابات مبكرة في نهاية شهر يونيو (حزيران) المقبل، أي قبل أن يتم تقديم لائحة اتهام ضده. وهو أمر ترفضه غالبية أحزاب الائتلاف الحكومي والمعارضة. ولذلك توجه 40 نائبا بطلب عقد جلسة للكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، بعد ظهر أمس الاثنين، يلزمون فيها نتنياهو بأن يحضرها شخصيا من بدايتها حتى نهايتها (حسب أحكام القانون البرلماني).
وقد هاجمت النائبة تسيبي ليفني، من تكتل «المعسكر الصهيوني»، هذا التوجه، وقالت في خطاب لها في هذه الجلسة مخاطبة نتنياهو: «سيدي رئيس الوزراء. أنت تحاول إجراء انتخابات مبكرة فقط لهدف واحد؛ هو أن تحجب الحقيقة عن الجمهور. أنت لا تريد للجمهور أن يعرف تفاصيل الاتهامات بالفساد ضدك قبل الانتخابات، لأنك تعرف أنهم لن ينتخبوك إذا عرفوا هذه الحقائق». وأضافت: «نهايتك السياسية قريبة. لا أعرف متى، ولكنها قريبة جدا. والسؤال هو: كم من الدمار تريد أن يحصل لإسرائيل حتى تلك اللحظة. أنت فاسد بشكل شخصي أكثر من أي سياسي فاسد عرفناه في تاريخ دولتنا. ولكن هذا لا يمنعك من الادعاء بأن تراثك في تاريخنا كان حافلا بالإنجازات. تزعم أنك عززت من قوة إسرائيل الأمنية والاقتصادية. لكن العفن الذي تخلفه من بعدك والفساد الذي تزرعه في حياة هذه الدولة، هو الذي يحطمها من الداخل. فما الجدوى من تقوية الدولة من الخارج وتحطيمها من الداخل؟».
وتحدث بالروح نفسها جميع المتكلمين باسم المعارضة، ولفت النظر أن قلة من نواب حزب الليكود وبقية أحزاب الائتلاف، دافعوا عن نتنياهو، فالغالبية التزمت الصمت؛ لا بل إن رئيس حزب المستوطنين «البيت اليهودي»، وزير المعارف نفتالي بنيت، هاجم نتنياهو وليبرمان مباشرة، وقال إن «هذه الأزمة خيالية أصلا. فمن يبحث عن الانتخابات؟ ما الذي حدث؟ فجأة يستيقظ شخص في الصباح ويكتشف أنهم يريدون الانتخابات؟ لم يحدث أي أمر خارجي يحتم هذه الفوضى». وقال: «رئيس الحكومة يريد تبكير الانتخابات... ستجري الانتخابات، ولكنها ستكون انتخابات تولدّت على خلفية شخصية وليس على خلفية آيديولوجية».
لكن ليبرمان فعل خطأ مخالفاً وأعلن أن هذه الحكومة يمكن أن تستمر، فقط إذا أسقط الاتفاق مع المتدينين حول إعفاء شبابهم من الخدمة العسكرية. وبما أن هذا الأمر مستحيل، فإنه يجب التوجه لانتخابات مبكرة في أقرب وقت ممكن. وعدّ المراقبون هذا التصريح بمثابة تأكيد على تنسيق عميق بينه وبين نتنياهو، يعتقد أنه يدل على اتفاق بين الرجلين على محاربة الشرطة وتحقيقاتها، والتلاحم معا في حزب واحد بعد الانتخابات، يكون فيه ليبرمان نائبا لنتنياهو، فإذا انتهت المعركة بخسارة وتم تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو واضطر إلى الاستقالة، يصبح ليبرمان رئيسا للوزراء.
لكن المشكلة في هذا التوجه هو أن غالبية الأحزاب ترفض إجراء الانتخابات المبكرة في شهر يونيو، وتبدي استعدادا لإجرائها في سبتمبر (أيلول) في الحد الأدنى، وعندها تكون التحقيقات قد انتهت وربما تطرح على الرأي العام لائحة الاتهام بكل تفاصيلها.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت من جانبها، أنها لن توقف التحقيقات في حال إجراء انتخابات مبكرة، وأنها ستواصل التحقيق مع نتنياهو شخصيا في أقرب وقت.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.