نفى الروسي فلاديمير نيته البقاء في السلطة طويلاً، وأن يحذو حذو الرئيس الصيني شي جينبينغ، الذي يسعى لرئاسة مدى الحياة. وأكد بوتين، المتوقع فوزه بولاية رابعة في الانتخابات المرتقبة المزمع تنظيمها في 18 الحالي، أن ليس لديه مثل تلك النوايا، وأعلن أنه لا يخطط لإجراء تعديل دستوري يسمح له بالبقاء في الكرملين إلى ما بعد 2024، وقال في مقابلة مع «إن بي سي» التلفزيونية الأميركية التي نشر الكرملين محتواها أمس (السبت): «لم أغير الدستور قط، لم أفعل ذلك ليتوافق معي، وليس لدي أي مخططات للقيام بذلك اليوم». وأعلن بوتين في المقابلة، أن روسيا لا تبرر التدخل في الانتخابات الأميركية ولا تفعل ذلك. ولم يستبعد، في الوقت ذاته، قيام بعض الأفراد باستخدام أدوات معينة في بلدان أخرى وإرسال معلومات ذات صلة من فرنسا أو ألمانيا أو آسيا أو حتى روسيا، لكن هذا لا علاقة له بالسلطات الروسية.
كما اتهم بوتين، الولايات المتحدة بأنها تمارس «أعمالاً قذرة»، وتلقي باللوم على الآخرين فيها، مضيفاً: «من هم هؤلاء الناس الذين يعتقدون ذلك، وما هي الأعمال القذرة؟» «أنا لا أقوم بأي عمل قذر»، كل ما أقوم به واضح. هذا الختم (القذارة) موجود عندكم». وأضاف بوتين، في التصريحات التي أوردتها وكالة «سبوتنيك» أمس: «لديكم أشخاص يحبون القيام بأعمال قذرة؛ فلذلك تعتقدون أننا نفعل الشيء نفسه، لا شيء من هذا القبيل».
وكانت قد تدهورت العلاقات الروسية - الأميركية بسبب الأزمة الأوكرانية، وانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا في مارس (آذار) عام 2014، كذلك ازدادت العلاقات بين موسكو وواشنطن تأزماً، حيث أغلقت الولايات المتحدة القنصلية العامة الروسية في سان فرانسيسكو، ومباني الممثلية التجارية الروسية في نيويورك وواشنطن، رداً على تقليص عدد الموظفين في البعثة الدبلوماسية الأميركية لدى روسيا، الذي جاء بدوره رداً على مصادرة الولايات المتحدة بعض المباني الدبلوماسية الروسية على أراضيها.
ويتهم المنتقدون بوتين الذي انتخب رئيساً للمرة الأولى في 2000 ويسعى لولاية رابعة في انتخابات 18 مارس، بإخفاء نوايا للبقاء في السلطة لفترة غير محددة. وكثيراً ما تباهى بوتين باحترام الدستور الذي يمنعه من أن يشغل الرئاسة أكثر من ولايتين متتاليتين.
في 2008، تولى بوتين رئاسة الحكومة، لكنه بقي ممسكاً بالسلطة، في حين تولى ديمتري مدفيديف المقرب منه الرئاسة لغاية 2012 عندما عاد بوتين إلى الكرملين في مواجهة احتجاجات معارضة كبيرة. ورفض تلميحات عن عدم تخليه عن السلطة لأن ذلك سيعرضه للخطر، قائلاً إنه سمع «الكثير من الهذيان حول الموضوع».
وقال: «لماذا تظنون أنه من بعدي سيتولى السلطة في روسيا بالضرورة أشخاص مستعدون لتدمير كل ما فعلته في السنوات الماضية؟». وتابع إنه يفكر منذ 2000 بخلفه المحتمل. وأضاف: «التفكير لا يؤذي، لكن القرار بنهاية الأمر هو للشعب الروسي». وينافس بوتين في الانتخابات سبعة مرشحين، لا يشملون المعارض الرئيسي له اليكسي نافالين، الممنوع من الترشح بسبب إدانة قضائية يقول مؤيدوه إنها عقاب له على الترشح بوجه الرجل القوي.
ورفض بوتين تأكيد ما إذا سيمنح نافالين عفواً. وقال: «يمكن منح عفو لأي شخص إذا كان يستحق ذلك». وأشار الرئيس بوتين الذي لم ينادِ أبداً نافالين بالاسم علناً، إلى السياسي البالغ من العمر 41 عاماً بـ«بعض القوى السياسية». وقال بوتين: «ما الذي يعجبني في المبدأ؟ يعجبني أنهم يعرضون مشكلات وهذا جيد، فعلاً هذا الشيء الصحيح». وأضاف: «هذا غير كافٍ للتطور الإيجابي للبلاد. غير كافٍ على الإطلاق؛ لأن تركيز الانتباه على المشكلات، ليس غير كافٍ فحسب، بل خطير لأنه يمكن أن يؤدي إلى دمار معين ونحن في حاجة إلى الإبداع».
وعلق الرئيس الروسي على الاتهامات التي وجهت إلى روسيا بالتدخل في الانتخابات الأميركية قائلاً: إنه «لا يكترث إطلاقاً» إذا كان رعايا روس قاموا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016. مشدداً على أن الكرملين لم تكن له أي علاقة بالموضوع. وتساءل بوتين في المقابلة «لماذا قررتم أن السلطات الروسية بما فيها أنا أعطينا الإذن بالقيام بذلك؟».
ويقود المدعي المستقل الأميركي روبرت مولر تحقيقاً على نطاق واسع لتحديد ما إذا كان فريق حملة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تواطأ مع موسكو. ووجه مولر خلال فبراير (شباط) الماضي 13 اتهاماً إلى رعايا روس من بينهم مقرب من بوتين وثلاث شركات روسية بدعم حملة ترمب ومحاولة إيذاء منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون من خلال التدخل في الاقتراع الرئاسي. ورد بوتين متسائلاً: «ماذا يعني إذا كانوا رعايا روساً؟» مضيفاً: «هناك 146 مليون روسي... ولا أكترث للأمر إطلاقاً؛ فهم لا يمثلون مصالح الدولة الروسية». ومضى يقول: «هل نحن من فرض عقوبات على الولايات المتحدة؟ الولايات المتحدة هي التي فرضت علينا عقوبات»، مضيفاً: «في روسيا لا يمكننا محاكمة شخص لم يخالف القانون الروسي... أرسلوا لنا على الأقل وثيقة أو طلباً رسمياً وسنلقي عليه نظرة». وكانت وكالات الاستخبارات الأميركية نددت بالتدخل الروسي في الحملة الانتخابية، إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب نفى باستمرار أي تواطؤ مع موسكو. وقال بوتين «ليس هدفنا التدخل. ولا نرى أي هدف كان من الممكن تحقيقه من خلال التدخل. ليس هناك غاية». وكان مسؤولو الاستخبارات الأميركية قالوا في فبراير الماضي أن محاولات التدخل الروسية في السياسة الأميركية تتواصل، وأنها تشكل تهديداً للانتخابات التشريعية الحاسمة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
بوتين لن يعدّل الدستور للبقاء في السلطة إلى ما بعد 2024
الرئيس الروسي قال إنه «لا يكترث إطلاقاً» لقضية التدخل في الانتخابات الأميركية
بوتين لن يعدّل الدستور للبقاء في السلطة إلى ما بعد 2024
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة