مفتى مصر: مواقع التواصل الاجتماعي تحتاج لـ«غربلة» ومفرداتها «غريبة»

طالب الجيش بالضرب بيد من حديد على أيدي «الإرهابيين»

الدكتور شوقي علام مفتى مصر («الشرق الأوسط»)
الدكتور شوقي علام مفتى مصر («الشرق الأوسط»)
TT

مفتى مصر: مواقع التواصل الاجتماعي تحتاج لـ«غربلة» ومفرداتها «غريبة»

الدكتور شوقي علام مفتى مصر («الشرق الأوسط»)
الدكتور شوقي علام مفتى مصر («الشرق الأوسط»)

قال الدكتور شوقي علام، مفتى مصر، إن «مواقع التواصل تحتاج إلى (غربلة) والبحث عن الإيجابيات فيها للاستفادة منها والتمسك بها، والتعرف على السلبيات لطردها منها»، مضيفا أن «المفردات المستخدمة في التواصل الاجتماعي (غريبة) عن عالمنا، وتكون محملة بالكذب والشائعات، والتدني في الأسلوب، وكلها جوانب سلبية. وأن متابعة الأبناء على وسائل التواصل الاجتماعي مهمة لأجل الإرشاد والتوجيه، وليست من باب فرض سيطرة الآباء على الأبناء؛ ولكن من باب مشاركة الأبناء في هذه الأفكار لحمايتهم وتوجيههم نحو المعلومات والأفكار الصحيحة».
وطالب مفتى مصر في تصريحات له أمس، بوضع إطار ضابط لإدارة الخلاف بين الفقهاء وبعضهم، وبينهم وبين الجمهور في تفسير النص الشرعي، مؤكداً أن «قضية الإقصاء والاستعلاء الموجودة بين الجماعات المتطرفة تناقض سنة الاختلاف».
موضحاً أن التنوع ضروري شريطة أن يكون بعيداً عن التعارض والمصالح الشخصية، وإن وجد لا بد من إزالته حسب مصلحة الجميع، مستشهداً بأن الرسل جميعاً على الرغم من اختلافهم؛ فإن رسالتهم جميعاً وغايتهم كانت واحدة، وهي إزالة العوائق بين الإنسان وبين الحقيقة.
وقال المفتي، إن الإسلام وضع إطاراً من الضوابط لإدارة الخلاف بين الفقهاء في تفسير النص الشرعي، وأن اختلاف الفقهاء ساهم في ثراء وتنوع الحقل الفقهي، بينما قضية الإقصاء والاستعلاء الموجودة بين الجماعات المتطرفة تناقض سنة الاختلاف، ولم تكن موجودة بين المسلمين قديماً.
وعن الخلاف والاختلاف الأسري، طالب علام أن يدار الخلاف الأسري وفق حوار بناء وأسس صحيحة، فالأب والأم هما من يعطيان الجانب التربوي من نفسيهما لأبنائهما من الحركة اليومية لتصرفاتهم.... وعليه لا بد أن تعتمد التربية على أساس تربوي سليم. موضحا أن الحوار غاب بين الأسر بسبب التكنولوجيا المعاصرة التي حولت الحوار إلى التلقي فقط، الذي كان سببا في الحصول على بعض الأفكار المغلوطة، لذا على الآباء مراقبة الأبناء في مرحلة عمرية معينة، لتجنب تأثرهم بالأفكار الشاذة من المواقع غير الآمنة؛ لأن هذه المواقع مليئة بالشائعات والأكاذيب.
في غضون ذلك، جدد المفتي أمس، تضامنه الكامل مع كل مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها الجيش والشرطة، لدرء خطر الإرهاب الخبيث، واقتلاعه من جذوره، مطالباً قوات الجيش بالضرب بيد من حديد على أيدي «الإرهابيين» العابثين الذين يستهدفون «حماة الوطن»، وعدم تمكينهم من تنفيذ مخططاتهم الشيطانية لنشر الخراب والدمار في مصر والمنطقة العربية.
ودعا مفتي الديار المصرية، المصريين جميعاً لأن يتكاتفوا ويتحدوا سوياً من أجل مواجهة جماعات التطرف والإرهاب، وأن يدعموا مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها الجيش دعماً كاملاً في حربها ضد التطرف والإرهاب، ومساندة الجهود والتضحيات الكبيرة التي يقدمها أبطال القوات المسلحة في حروبهم المستمرة ضد الجماعات والتنظيمات الإرهابية، التي تسعى لنشر الفوضى والدمار، لتفويت الفرصة على المتربصين بأمن الوطن ومستقبله.



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.