قالت وكالة الطاقة الدولية إن «أهداف نمو إنتاج النفط العراقي تبدو معرضة للخطر بشكل متزايد وهو ما يبرز المخاطر المتنامية على الإمدادات والناجمة عن القلاقل السياسية والعنف في الدولة العضو بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) مع ارتفاع الطلب بفضل تحسن الاقتصاد العالمي».
وذكرت الوكالة التي تقدم المشورة للولايات المتحدة وغيرها من الدول الصناعية في تقريرها عن سوق النفط على المدى المتوسط أمس أن النمو العالمي في الطلب على الخام قد يبدأ في التباطؤ بحلول نهاية العقد الحالي وهو ما يرجع لأسباب منها ارتفاع الأسعار.
والعراق ثاني أكبر منتج في أوبك. وتوقفت بعض صادرات العراق منذ مارس (آذار) بينما تضرر إنتاج المنظمة أيضا من الاضطرابات في ليبيا والعقوبات المفروضة على إيران وسرقة النفط في نيجيريا.
وبحسب «رويترز» قالت ماريا فان دير هوفين المديرة التنفيذية لوكالة الطاقة الدولية «في أوبك يظل العراق المصدر الرئيس لمعظم النمو المتوقع في الطاقة الإنتاجية، لكن هذا النمو يبدو معرضا للخطر بشكل متزايد».
من جهة أخرى قال مسؤول كبير بقطاع النفط العراقي أمس الثلاثاء إن «العراق سيحتاج إلى استيراد نحو نصف حاجاته من المنتجات النفطية أي أكثر من 300 ألف برميل يوميا بعد غلق مصفاة بيجي أكبر مصفاة تكرير في البلاد جراء أعمال العنف التي اندلعت في الآونة الأخيرة».
وقال عدنان الجنابي مدير لجنة النفط والغاز في البرلمان للصحافيين على هامش مؤتمر في لندن «غلق مصفاة بيجي يعني أن يستورد العراق نصف احتياجاته».
وقال الجنابي إن «استهلاك العراق نحو 600 ألف برميل يوميا وأن بيجي كانت تنتج نحو 170 ألف برميل يوميا». وقال إن «المصفاتين الأخريين في البصرة والدورة تنتجان أكثر من 200 ألف إلى 250 ألف برميل يوميا».
وستأتي معظم واردات المنتجات الإضافية برا من إيران والكويت ومناطق أخرى في الخليج وعن طريق ميناء البصرة.
وقال «سيأتي معظمها برا من إيران لأنه الطريق الأسهل والأسرع لتفادي بعض الاختناقات في البصرة».
من جهة أخرى قال بوب دادلي الرئيس التنفيذي لشركة «بي بي» أمس إن «عمليات شركة النفط في العراق لم تتأثر حتى الآن بالعنف الدائر هناك».
وبحسب «رويترز» قال للصحافيين على هامش مؤتمر للطاقة في موسكو «نحن فقط في غاية اليقظة في العراق. الموظفون غير الأساسيين غادروا البلاد ولكن العمليات مستمرة».
وفي الأسبوع الماضي اجتاح مسلحون من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام مدينة الموصل في شمال العراق ثم زحفوا جنوبا صوب بغداد في هجوم يستهدف الحكومة التي يقودها الشيعة.
وقال دادلي إن «أصول (بي بي) على مسافة بعيدة من المشكلات» حيث تقع في جنوب البلاد قرب البصرة. وتعمل «بي بي» مع مؤسسة النفط الوطنية الصينية «سي إن بي سي» بموجب عقد خدمات فنية مع شركة نفط الجنوب المملوكة للحكومة العراقية لزيادة إنتاج حقل الرميلة.
وبمقتضى العقد تستهدف «بي بي» وشركاؤها الوصول بالإنتاج إلى 85.2 مليون برميل يوميا في النصف الثاني من العقد المقبل.
وتعمل معظم شركات النفط الغربية الكبرى في مشاريع مشتركة مع بغداد مثل إكسون موبيل و«بي بي» ورويال داتش شل وايني إلى جانب غازبروم نفت ولوك أويل الروسيتين وشركات صينية.
وقال دادلي ردا على سؤال إن كان القلق يساوره من أن تفقد الحكومة السيطرة على البلاد «من نتعامل معهم يبدون مسيطرين تماما على امتيازاتنا النفطية هناك».
كان وحيد علي كبيروف الرئيس التنفيذي لشركة لوك أويل التي تدير حقل غرب «القرنة 2» النفطي أبلغ الصحافيين أمس الاثنين أن الشركة عززت الإجراءات الأمنية في الحقل لكنها لا تشعر أن المشروع مهدد في الوقت الحالي.
من جانب آخر قال مسؤول رفيع بوزارة النفط الهندية لـ«رويترز» أمس إن «الحكومة طلبت من شركات تكرير النفط التي تسيطر عليها الدولة إعداد خطط طوارئ لمواجهة أي توقف محتمل في الإمدادات بسبب الصراع المحتدم في العراق».
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لأنه ليس مخولا بالحديث لوسائل الإعلام «طلبنا منهم إعداد خطة احتياطية. ينبغي أن تكون لديهم خطة طوارئ لتفادي أي توقف في الإمدادات من العراق».
وتستورد الهند رابع أكبر مستهلك للنفط في العالم 9.3 مليون برميل يوميا من النفط منها أكثر من نصف مليون برميل يوميا من العراق عضو أوبك.
مسؤول: العراق سيحتاج إلى استيراد نصف حاجته من المنتجات النفطية بعد غلق مصفاة بيجي
وكالة الطاقة: نمو إنتاجه من الخام في خطر مع تسارع الطلب
مسؤول: العراق سيحتاج إلى استيراد نصف حاجته من المنتجات النفطية بعد غلق مصفاة بيجي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة