5 مطالب فرنسية من بوتين وروحاني

TT

5 مطالب فرنسية من بوتين وروحاني

خمسة مطالب رئيسية طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصالاته أمس وأول من أمس مع الرؤساء الروسي والإيراني والتركي بشأن الوضع في سوريا، تضاف إليها المحادثات التي أجراها وزير خارجيته جان إيف لودريان في طهران مع القادة الإيرانيين، والتي تمحورت في جزء مهم منها حول الوضع في سوريا.
وأفادت مصادر قصر الإليزيه، أمس، بأن باريس تدفع باتجاه «الاستمرار في ممارسة الضغوط الدبلوماسية الحازمة على الجهات المؤثرة على النظام السوري» وتحديدا على روسيا وإيران، من أجل تحقيق الأهداف الخمسة؛ وأولها إلزام النظام بقبول القرار «2401» «بوضوح» والعمل بمقتضاه خصوصاً أن الأمم المتحدة تلقت رسائل من 3 تنظيمات موجودة في الغوطة الشرقية تؤكد فيه قبولها القرار واستعدادها لتنفيذه. ويتمثل المطلب الثاني بوقف «حقيقي» لإطلاق النار «لأن الساعات الخمس لا تكفي، ولأن القرار الدولي ينص على هدنة من 30 يوما متواصلة وليس هدنة بالتقسيط».
ويتعلق المطلب الثالث بفتح المعابر، والرابع بتمكين الهيئات الإنسانية من إيصال المساعدات وإخلاء الجرحى والمرضى. أما المطلب الأخير فقوامه الحاجة إلى «آليات رقابة تكون الأمم المتحدة مشرفة عليها» حتى يكون وقف النار فعليا وتتوافر فرصة لتطبيق القرار الدولي.
وكشفت المصادر الرئاسية أن الرئيسين الروسي والإيراني عدّا خطة النقاط الخمس «عملية»، فيما وصفها الرئيس فلاديمير بوتين بـ«المنطقية». واتصل ماكرون بنظيره الروسي مرتين خلال أسبوع، ووصف الأخير ما عرضه عليه ماكرون بأنه «منطقي». وأبدى روحاني وبوتين استعدادهما لـ«مناقشة» الأفكار الفرنسية؛ الأمر الذي أفضى إلى «تبادل الحجج». واتفق ماكرون معهما على «مواصلة العمل». لكن المحاولات الفرنسية اصطدمت بمواقف روسية - إيرانية تحمّل المعارضة السورية مسؤولية فشل تطبيق الهدنة واستمرار الأعمال القتالية، إضافة لتحججها بأن القرار «2401» يوفر للنظام الحق في استمرار استهداف تنظيمي «داعش» و«النصرة» والتنظيمات الأخرى التي تتعامل معهما.
أن الأوراق الضاغطة التي تمتلكها فرنسا «ومعها الغربيون» لا يبدو أنها «فعالة»، والدليل على ذلك التصريحات التي أطلقها الرئيس السوري وفيها أعلن عزمه على استمرار القتال في الغوطة. بيد أن الأوساط الرئاسية ترى أن العالم «اعتاد سماع استفزازات الأسد» التي يراد منها «الإيهام بأنه منتصر» في الحرب الدائرة بسب التقدم الذي حققته قواته. وتشير تلك المصادر إلى أن علاقاته مع موسكو وطهران «ليست مثالية» وأنها «تجتاز مرحلة حساسة» خصوصا مع موسكو حيث تتوافر «مؤشرات عسكرية وسياسية» تدل على وجود صعوبات بين الطرفين.
أما إيران التي ترى فيها باريس «الداعم الأكبر» للنظام السوري، فإنها تواجه بنظرها «صعوبات داخلية وضغوطا خارجية بسبب أدائها في الخارج؛ ومنه في سوريا». ولذا، فإن باريس لم تفقد الأمل بإحداث «تغييرات ما» في الوضع في الغوطة وأيضا لجهة العودة إلى «إيجاد أفق سياسي» يبدو غائرا في الوقت الحاضر بسبب فشل «آستانة» في فرض احترام مناطق خفض التصعيد الأربع، وتغييب «جنيف»، وضعف «سوتشي». وتفترض المصادر الفرنسية وجود «علاقة ما» بين الضغوط الدبلوماسية والسياسية على موسكو وطهران والإعلان عن هدنة الساعات الخمس، أو تمكين النظام قافلة إنسانية من الدخول إلى المنطقة المحاصرة، وكذلك تصريحات الأسد التي يرجح أن تكون «انعكاسا لاختلاف في الرؤية بينه وبين موسكو».
وأصدر الإليزيه، أمس، بيانا عقب الاتصال بين ماكرون وبوتين، جاء فيه أن الرئيس الفرنسي «أشار إلى ضرورة أن تقوم روسيا باتخاذ تدابير حقيقية وملموسة لإلزام النظام الذي يدين لها ببقائه، بأن يقبل دون مواربة تطبيق القرار (2401)، وأن يوقف فورا القصف العشوائي وحصار المدنيين». وحث ماكرون نظيره الروسي على العمل لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية ومن غير عوائق للمدنيين المحتاجين لها، فضلا عن إخراج الجرحى والمرضى. ونبه ماكرون إلى أنه يتعين على روسيا «تحمل كامل مسؤولياتها وإظهار جدية التزاماتها» بتنفيذ مضمون قرار صوتت لصالحه في مجلس الأمن.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».