اعتقال عضوين بارزين من «داعش» خططا لهجوم كابل

وصول مدربين أميركيين جدد إلى أفغانستان

أفغان يتفقدون موقع هجوم إرهابي في كابل الجمعة (إ.ب.أ)
أفغان يتفقدون موقع هجوم إرهابي في كابل الجمعة (إ.ب.أ)
TT

اعتقال عضوين بارزين من «داعش» خططا لهجوم كابل

أفغان يتفقدون موقع هجوم إرهابي في كابل الجمعة (إ.ب.أ)
أفغان يتفقدون موقع هجوم إرهابي في كابل الجمعة (إ.ب.أ)

اعتقلت عناصر مديرية الأمن الوطني (الاستخبارات الأفغانية) عضوين بارزين من تنظيم داعش، متورطين في الهجوم الدموي على مسجد في العاصمة كابل، طبقا لما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن «خاما برس» الأفغانية أمس.
وقالت عناصر الاستخبارات، إن الموقوفين هما إحسان الله كريم الله، وعمر عبد الهادي. وجاء في بيان المديرية أن إحسان الله، هو عضو بارز في اللجنة العسكرية في «داعش»، بينما عمر عضو في لجنة التجنيد للجماعة الإرهابية.
وأضاف البيان أن المعتقلين الاثنين اعترفا بأنهما خططا ونفذا الهجوم الدموي على مسجد «إمام زمان» في العاصمة كابل. وتابعت المديرية بأن الاثنين اعترفا أيضا بأنهما تورطا في حوادث إرهابية أخرى ذات صلة.
على صعيد آخر، أرسلت الولايات المتحدة في الأيام الماضية إلى أفغانستان كتيبة جنود من ذوي الخبرة، لتدريب زملائهم الأفغان بشكل أفضل لمواجهة طالبان، في النزاع المستمر منذ 17 عاماً. لكن خبراء يبدون شكوكاً إزاء فرص نجاح «كتيبة مساعدة القوات الأمنية» التي تجمع هؤلاء المدربين المتمرسين، حتى وإن خدموا سابقاً عدة مرات في هذا البلد، ويتحدثون البشتو أو الداري، وجميعهم متطوعون، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال المقدم توم غريسباك، المتحدث باسم حلف الأطلسي في كابل: «إنهم هنا بدافع من شغفهم بمهمتهم».
وحاولت الولايات المتحدة وحلف الأطلسي مراراً تدريب الجيش الأفغاني، إلا أن الفساد لا يزال يقوضه، ومعدلات الفرار مرتفعة في صفوفه، مع ازدياد أعداد القتلى. ويتولى البنتاغون التحقيق في عشرات الحالات من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في صفوف أجهزة الأمن الأفغانية، وخصوصاً اغتصاب قاصرين. ويكمن الفرق بين المدربين في هذه الكتيبة والمحاولات السابقة في أنّهم أقرب إلى نظرائهم الأفغان وإلى خط الجبهة، وبالتالي فإنّهم سيتعرضون لمزيد من المخاطر.
وسيساعد هؤلاء الجنود الأفغان على اكتساب مزيد من المهارات في التعامل مع الأسلحة، في حين سيتولى أطباء عسكريون تدريبهم في مجال الطب الحربي. وستلتحق طواقم يضم كل منها عشرة جنود على مستوى «الكندك» في الجيش الأفغاني، أي ما يعادل كتيبة يتراوح تعدادها بين 300 إلى 400 رجل، وسينتشرون في جميع أنحاء أفغانستان وضمنها محافظة هلمند، معقل «طالبان» التي تسيطر على غالبية هذه المنطقة.
وحتى الآن، اقتصرت أعمال تدريب الجيش الأفغاني على وحدات خاصة من حلف شمال الأطلسي، أو أميركية ترافق القوات الخاصة الأفغانية. وقد توقفت هذه المهام أواخر عام 2014، عندما خفض حلف شمال الأطلسي عدده في أفغانستان.
وعاد التدريب على الأفغان بنتائج كارثية مع آلاف القتلى سنوياً، وعودة «طالبان» إلى الساحة. وانتقد تقرير رسمي أميركي بشدة العسكريين الأميركيين، لسوء الاستعداد لتدريب قوات أجنبية. ويقول بيل روجيو، الخبير في الشؤون الأفغانية في مركز أبحاث «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات»، إن نشر هذه القوات يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح، حتى لو كان تأثيرها محدوداً. وأضاف متسائلاً لوكالة الصحافة الفرنسية: «هل ستتحسن الأمور على الهامش، أم أن التدريب سيحدث فرقاً حقيقياً، بمعنى أن يتمكن الأفغان من وقف تقدم طالبان أو هزيمتهم؟ لدي شكوك» حيال هذا الأمر.
وتؤكد القيادة الأميركية أن «كتيبة مساعدة القوات الأمنية» مع حملة غارات جوية أكثر فاعلية، فضلاً عن استراتيجية إقليمية أوسع تتضمن باكستان، ستساعد الأفغان على صد حركة «طالبان». وقد صرّح وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس مؤخراً: «لقد اطلعت على برنامج التدريب. إن نوعية هؤلاء الجنود من حيث الخبرة والاختيار، وتدريبهم، تمنحني ثقة كبيرة».
وتقدر الولايات المتحدة أن السكان الأفغان الذين تسيطر عليهم حكومة كابل يمثلون نسبة 64 في المائة، في حين تسيطر «طالبان» على 12 في المائة، والباقي يعيشون في مناطق غير محسومة.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.