الإفراج عن عيتاني مطلع الأسبوع بانتظار انتهاء التحقيق مع الحاج

القضية تثير جدلاً متزايداً في أوساط السياسيين

TT

الإفراج عن عيتاني مطلع الأسبوع بانتظار انتهاء التحقيق مع الحاج

استمرّت التحقيقات المتعلقة بقضية الممثل اللبناني زياد عيتاني، مع الموقوفين المتهمين بعملية القرصنة التي أدت إلى اتهامه بالتعامل مع إسرائيل، وعلى رأسهم المقدّم سوزان الحاج، التي كانت تشغل سابقاً منصب مديرة مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية في قوى الأمن الداخلي، في الوقت الذي أشارت فيه مصادر مطلعة على التحقيق لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه سيفرج عن الممثل اللبناني بداية هذا الأسبوع، مرجحة أن يتم التنفيذ اليوم الاثنين.
وفي ضوء الجدل الذي نتج عن هذه القضية وتضارب عمل الأجهزة، وتحديداً بين أمن الدولة (المحسوب على رئاسة الجمهورية) الذي كان قد أوقف عيتاني، وبين شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي (المحسوبة على رئيس الحكومة سعد الحريري) التي أحال إليها القضاء ملف عيتاني وكشفت ثغراته، استبعدت المصادر أن تنعكس هذه القضية سلباً على العلاقة بين رئاستي الجمهورية والحكومة، مؤكدة على أنه لا خلاف بين موقف الحريري وعون في هذا الإطار؛ خاصة لجهة انتظار التحقيقات والاحتكام إلى قرار القضاء.
واستمرت أمس المواقف بشأن هذه القضية التي شغلت الرأي العام اللبناني، ووصف رئيس اللقاء الديمقراطي، النائب وليد جنبلاط القضية بـ«الأفلام البوليسية»، وكتب على حسابه على «تويتر» قائلا: «ما أجمل الهدوء بعيداً عن ضجيج السياسة والأفلام البوليسية المرفقة، عيتاني - حاج، إخراج أمن الدولة إخوان».
من جهته، دعا النائب في تكتل «التغيير والإصلاح» إبراهيم كنعان، إلى «ترك التحقيق يأخذ مجراه في قضية الحاج – عيتاني، من دون إدخال الملف في الزواريب الانتخابية والحملات المختلفة»، معتبراً أن «التسريبات التي تحصل في بعض الملفات تذكرنا بزمن مضى». وأضاف: «إن الأحكام بالاتهام والبراءة للمقدم سوزان الحاج والفنان زياد عيتاني، صدرت من الإعلام وبعض الرأي العام، قبل أن يبدأ القضاء تحقيقه في الملف، وهذا الأمر غير مقبول».
وشدد كنعان في حديث إذاعي على أننا «نعيش في دولة لها قانون وأصول يجب أن تحترم، وما حصل يؤدي إلى خدمة العدو الإسرائيلي، ولا يجوز التشكيك بأي جهاز أمني».
وفي ظل المعلومات التي تشير إلى توجه القضاء العسكري لإبطال محاكمة عيتاني، أشارت «وكالة الأنباء المركزية» إلى أن العقوبات المتوقعة أن تصدر بحق الحاج في حال ثبت جرمها، هي بحسب بعض القانونيين اللبنانيين تندرج ضمن «جنحة تلفيق جرم»، في حين قد تصل العقوبات التأديبية والمسلكية إلى فصلها بشكل نهائي من السلك الأمني لقوى الأمن الداخلي.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.