كويني: أسطورة برشلونة الذي سامح خاطفيه

وفاة النجم الإسباني البارع أحزنت كل عشاق الكرة... لكن تبقى قصة اختطافه رمزا لقلبه الطيب

كويني بقميص  المنتخب الإسباني - كويني (يسار) مع زميله شوستر  يحتفلان بكأس إسبانيا (إ.ب.أ) - كويني بعد إنهاء عملية اختطافه - مسؤولو سبورتينغ خيخون يكرمون كويني  بإطلاق اسمه على ملعب النادي (إ.ب.أ)
كويني بقميص المنتخب الإسباني - كويني (يسار) مع زميله شوستر يحتفلان بكأس إسبانيا (إ.ب.أ) - كويني بعد إنهاء عملية اختطافه - مسؤولو سبورتينغ خيخون يكرمون كويني بإطلاق اسمه على ملعب النادي (إ.ب.أ)
TT

كويني: أسطورة برشلونة الذي سامح خاطفيه

كويني بقميص  المنتخب الإسباني - كويني (يسار) مع زميله شوستر  يحتفلان بكأس إسبانيا (إ.ب.أ) - كويني بعد إنهاء عملية اختطافه - مسؤولو سبورتينغ خيخون يكرمون كويني  بإطلاق اسمه على ملعب النادي (إ.ب.أ)
كويني بقميص المنتخب الإسباني - كويني (يسار) مع زميله شوستر يحتفلان بكأس إسبانيا (إ.ب.أ) - كويني بعد إنهاء عملية اختطافه - مسؤولو سبورتينغ خيخون يكرمون كويني بإطلاق اسمه على ملعب النادي (إ.ب.أ)

توفي النجم الإسباني الكبير إنريكي كاسترو المعروف بكويني يوم الثلاثاء الماضي عن عمر يناهز 68 عاما بعد إصابته بأزمة قلبية، وعم الحزن جميع أرجاء إسبانيا لوفاة هذا اللاعب العظيم الذي حصل على لقب هداف الدوري الإسباني الممتاز خمس مرات وهداف دوري الدرجة الأولى مرتين، كما لعب لمنتخب إسبانيا وأندية برشلونة وسبورتينغ خيخون.
وبالإضافة إلى قدراته الفنية الكبيرة، كان كويني يحظى بإعجاب الجميع في شتى أنحاء المعمورة بفضل دماثة خلقه وشخصيته الودودة. أصيب كويني بمرض السرطان وفقد شقيقه، الذي كان يلعب كحارس مرمى في نادي سبورتينغ خيخون، والذي لقي حتفه بينما كان يحاول إنقاذ صبي إنجليزي من الغرق. لكن كويني تغلب على كل هذه الصعاب وظل يعمل بقطاع الناشئين بنادي سبورتينغ خيخون.
لقد تعرض كويني أحد أساطير الكرة الإسبانية عبر التاريخ، لأزمة قلبية أثناء تجوله بأحد الشوارع. ولم تنجح محاولات إسعافه في أحد المراكز الطبية ليلفظ أنفاسه الأخيرة.
لقد بدأ كويني، الملقب بالساحر، مسيرته الرياضية بين صفوف نادي سبورتينغ خيخون في عام 1968 وبقي مع هذا الفريق حتى عام 1980 قبل أن ينتقل إلى برشلونة.
وفاز كويني مع برشلونة مرتين بلقب بطولة كأس ملك إسبانيا عامي 1981 و1983 ومرة واحدة بلقب السوبر الأوروبي في نسخته القديمة عام 1982.
وفي العام 1987 عاد كويني إلى سبورتينغ خيخون لينهي فيه مسيرته الطويلة. وشارك اللاعب الراحل مع المنتخب الإسباني في بطولتين لكأس العالم (الأرجنتين 1978 وإسبانيا 1982) وشارك مرة واحدة في بطولة كأس أمم أوروبا والتي أقيمت في إيطاليا عام 1980.
وخاض كويني 35 مباراة دولية وسجل ثمانية أهداف.
وخلال مسيرته الكروية الحافلة، مر كويني بالعديد من النجاحات والإخفاقات والمواقف الصعبة وربما الطريفة، ومن بين هذه المواقف ما حدث له في الأول من مارس (آذار) عام 1981 عندما سجل هدفين مع فريقه برشلونة في الدوري الإسباني الممتاز وخرج من ملعب «كامب نو» بعد انتهاء المباراة واستقل سيارته وعاد لمنزله وضبط جهاز الفيديو لكي يسجل أبرز ما جاء في مباريات تلك الليلة. وبعد ذلك، عاد كويني لسيارته وتوجه نحو المطار لاستقبال زوجته وأطفاله العائدين إلى برشلونة من أستراليا. وفي الطريق إلى المطار، كانت سيارة مسروقة تحمل رقم M9955AX تسير خلفه ثم توقفت وخرج منها رجلان اسمهما إدواردو وفرناندو وتوجها ببطء إلى كويني ووجها نحوه مسدسا وقالا له بصوت خافت: «لا تنطق بكلمة واحدة، اركب السيارة». وجلس الخاطفان بجانبه ووجها المسدس نحو رقبته وتوجها به إلى مكان غير معلوم. وفي اليوم التالي، عثرت الشرطة على سيارته وأبوابها مفتوحة. وبحلول ذلك الوقت، كان كويني الذي اختطفه الرجلان وغطيا وجهه بعصابة حتى لا يرى الطريق قد سجن في زنزانة تحت الأرض لا تزيد مساحتها عن متر ونصف في منطقة سرقسطة.
وظل كويني مختطفا لمدة 25 يوما، لكن الخاطفين لم يعدوا لتلك العملية جيدا، وطلبوا الحصول على فدية مقابل إطلاق سراح كويني، لكنهم لم يكونوا يعرفون على وجه التحديد المبلغ الذي يجب عليهم أن يطلبوه، وفي نهاية المطاف استقروا على مبلغ 100 مليون بيزيتا. وخلال إحدى المكالمات التليفونية بدأوا يتحدثون عن كيفية الحصول على مبلغ 10 ملايين بيزيتا – والتي اشترطوا ألا تحمل أرقاما متتالية حتى لا يمكن تتبعها – ليقول لهم من يتحدث إليهم عبر الهاتف: «عفوا؟ ألم تطلبوا 100 مليون بيزيتا؟»
وجاء الرد كالتالي: «أوه، نعم 100 مليون، هذا صحيح. حسنا، ما هو المبلغ الذي تستطيعون دفعه؟» ليقول من يتحدث إليهم عبر الهاتف: «100 مليون»، ويأتي الرد: «حسنا، 100 مليون، هذا ما أقصده».
ولم يكن لدى الخاطفين أي فكرة عن كيفية تنظيم عملية الحصول على الفدية التي طلبوها، فلم يكن لديهم حساب مصرفي تحول إليه الأموال – واضطر مسؤولو نادي برشلونة لفتح حساب لهم – كما لم تكن لديهم أي فكرة عن كيفية تأمين عملية هروبهم بعد الحصول على الأموال. ولم يكن لديهم رقم هاتف نادي برشلونة أو رئيسه أو مديريه التنفيذيين أو حتى لاعبيه. وكان كويني هو من اقترح عليهم الاتصال هاتفيا بزوجته في المنزل وكان هو من أعطاهم رقم الهاتف. وفي كل مرة يقدم فيها أي اقتراح، كان الخاطفون يشعرون بالذعر والخوف من تعرضهم لعملية خداع وغيروا رأيهم في أكثر من مرة بشأن الشخص الذي ينبغي عليه تسلم الفدية، حتى استقروا في نهاية المطاف على قائد فريق برشلونة اليكسانكو.
ولم يضع الخاطفون أي خطة لعملية الحصول على الفدية أيضا. وذهب اليكسانكو، متبوعا بعدد من رجال الشرطة الذين يستقلون درجات بخارية، في رحلة طويلة من برشلونة إلى جيرونا وإلى الحدود الفرنسية لكنهم لم يجدوا شيئا.
وقد لجأ الخاطفون للتهديد في بعض الأحيان، رغم أن أحدهم قد وعد كويني بأنه لن يصيبه بأي أذى، مضيفا: «أنا حتى من محبي نادي برشلونة». وفي مرحلة ما، اشتكوا حتى من أن كويني كلفهم أموالا طائلة بسبب سعر الوجبات التي يتناولها! ورغم أن الخاطفين كانوا مجموعة من الهواة صغار السن، فقد بثوا الرعب في نفوس مسؤولي وجمهور نادي برشلونة وتسببوا في مشكلات كبيرة للنادي.
وقد رفض لاعب برشلونة بيرند شوستر المشاركة في المباراة الأولى بعد عملية الاختطاف، وكانت تلك المباراة ضد أتلتيكو مدريد، وقال حينها: «لست مجرد قدمين يلعبان، ولكن لدي قلب أشعر به». وقد كذب مسؤولو برشلونة على شوستر وقالوا إن لديهم أخبارا جيدة عن كويني في محاولة لتشجيعه على اللعب، وخسر الفريق تلك المباراة بهدف دون رد، كما خسر ثلاثا من الأربع مباريات التالية وتعادل في أخرى. يتذكر لاعب برشلونة آنذاك شارلي ريكساش، ما حدث قائلا: «لم نفز بأي مباراة خلال 25 يوما. كان من المستحيل أن نركز على كرة القدم، وتسللت بطولة الدوري الإسباني الممتاز من بين أيدينا».
وفي نهاية المطاف، عثرت الشرطة على السيارة التي اختطف فيها كويني في سرقسطة والتي كانت تقف أمام المكان الموجود به اللاعب. ركل أحد رجال الشرطة المصراع المعدني للنافذة وتوجه لداخل المكان ووجد أحد الخاطفين يطهي بيضة على الموقد ووجه رجال الشرطة البنادق نحوه لكنه أشار صامتا إلى الأرض باتجاه باب المخبأ الذي يتواجه به كويني. وعندما دخل أحد رجال الشرطة إلى المخبأ وجد كويني في حالة يرثى لها وشعره طويل ويختبئ تحت الفراش. وقال الشرطي: «كويني، أنا رجل شرطة وجئت إلى هنا لإنقاذك».
وكان برشلونة سيلعب بعد أربعة أيام من الإفراج عن كويني، الذي قال لهم: «أريد أن ألعب». ولم يسمح النادي لكويني بالمشاركة في تلك المباراة وخسر الفريق في غيابه أمام ريال مدريد بثلاثية نظيفة. وبعد ذلك، سجل كويني هدفين في المباراة النهائية لكأس ملك إسبانيا أمام فريقه السابق سبورتينغ خيخون. وحكم على الخاطفين بالسجن 10 سنوات ودفع خمسة ملايين بيزيتا لكويني، الذي رفض الحصول على الأموال ورفض توجيه الاتهامات للخاطفين، وقال: «لم يكن الأمر سيئا. في أحد الأيام أحضروا لي نسخة من صحيفة ماركا الإسبانية لكي أتمكن من معرفة نتائج المباريات، وفي النهاية أحضروا لي تلفزيونا وكل شيء أريده، كما أحضروا لي رقعة شطرنج. صحيح أنني لعبت بمفردي، لكني أحب اللعب بمفردي على أي حال».
وأضاف: «كان الخاطفون طيبين ولم يلحقوا بي أي ضرر، وأنا أسامحهم». في الحقيقة، تعكس هذه الجملة كل شيء عن شخصية كويني الطيبة التي جعلته شخصا محبوبا من الجميع، ولذا شعر الجميع بالحزن الشديد لرحيله.



مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

كاساس (الشرق الأوسط)
كاساس (الشرق الأوسط)
TT

مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

كاساس (الشرق الأوسط)
كاساس (الشرق الأوسط)

قال الإسباني خيسوس كاساس، مدرب العراق، إنه سيحلل الأخطاء التي أدت لهزيمة فريقه 2 - صفر أمام البحرين، اليوم الأربعاء، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية ببطولة كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 26) بالكويت، استعداداً لمواجهة السعودية.

وقال كاساس، في المؤتمر الصحافي عقب المباراة: «مباراة السعودية لن تكون سهلة على الإطلاق. سنحاول تحليل أخطائنا وإيجاد أكبر عدد من اللاعبين اللائقين بدنياً للعب المباراة وسنفعل كل ما يجب علينا فعله، لكن بكل حال، لن تكون المباراة سهلة».

وأكد أن مواجهة البحرين «لم تكن سهلة ولا بد أن نهنئ البحرين على الفوز والتأهل».

وأضاف: «ظهر علينا الإرهاق وغياب بعض اللاعبين أثر علينا».

وأكد أنه فضّل اليوم الدفع بلاعبين يتمتعون بالحيوية وليسوا مرهقين نظراً لأنه لاحظ إرهاق بعض عناصر الفريق.

وأضاف أن العراق لم يكتفِ بالتأمين الدفاعي في الشوط الثاني، وإنما كان الأكثر هجوماً، موضحاً: «لكنني بالتأكيد لست سعيداً بالأداء ولا أشعر بالرضا عنه».

وقال كاساس: «هناك شيء إيجابي اليوم وهو وجود عدد من اللاعبين صغار السن وهذا سيساعدهم في المستقبل لأنهم يكتسبون الخبرة من هذه البطولة. البحرين تفوقت علينا في الالتحامات اليوم، وهذا ساعدهم في الفوز لكن لاعبينا الصغار اكتسبوا خبرة وهذا أمر إيجابي».