الحمد الله: لم تتبق لـ «حماس» حجج لعرقلة تمكين الحكومة

بعد إدراج 20 ألف موظف ضمن الموازنة المالية للعام الحالي

وزير الخارجية البرازيلي ألويسيو نونيس فريرا لدى زيارته القدس القديمة  أمس ويبدو خلفه مسجد قبة الصخرة (رويترز)
وزير الخارجية البرازيلي ألويسيو نونيس فريرا لدى زيارته القدس القديمة أمس ويبدو خلفه مسجد قبة الصخرة (رويترز)
TT

الحمد الله: لم تتبق لـ «حماس» حجج لعرقلة تمكين الحكومة

وزير الخارجية البرازيلي ألويسيو نونيس فريرا لدى زيارته القدس القديمة  أمس ويبدو خلفه مسجد قبة الصخرة (رويترز)
وزير الخارجية البرازيلي ألويسيو نونيس فريرا لدى زيارته القدس القديمة أمس ويبدو خلفه مسجد قبة الصخرة (رويترز)

قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، إنه لم تتبقَ أي «حجج» أمام حركة حماس لتمكين الحكومة في قطاع غزة، بعدما أدرجت الحكومة 20 ألف موظف ضمن الموازنة المالية للعام الحالي 2018، مؤكداً أن الرئيس محمود عباس سيصادق اليوم على ذلك.
ودعا الحمد الله، حركة حماس، إلى تمكين شامل لحكومته في قطاع غزة، حتى تتمكن من إتمام المصالحة، ومعالجة مشكلات القطاع.
وأضاف الحمد الله في كلمة له خلال نشاط حكومي في طولكرم شمال الضفة الغربية أمس: «أجدد دعوتي لحركة حماس إلى التمكين الفعلي للحكومة في قطاع غزة، وهذه ليست شروطاً، بل متطلبات إنجاز ملف المصالحة الوطنية، والرئيس محمود عباس والحكومة جاهزون لتحمل كل المسؤوليات تجاه قطاع غزة بمجرد التمكين للحكومة، فغزة جزء لا يتجزأ من الوطن والدولة الفلسطينية».
وفسر الحمد الله التمكين بأنه تمكين مالي وأمني وقضائي، مؤكداً أن التمكين لا يعني سلاح المقاومة، بل «الشرطة والدفاع المدني والضابطة الجمركية، والأمن الداخلي والمعابر، أما فيما يخص التمكين المالي، فيعني السيطرة على الجباية، إضافة إلى المسؤولية الكاملة عن سلطة الأراضي والقضاء».
وأكد الحمد الله أيضاً ضرورة عودة كل الموظفين المعينين قبل 14 يونيو (حزيران) 2007، تاريخ سيطرة حماس على القطاع. وقال في هذا السياق: «نحن ندفع رواتب أكثر من 10 آلاف موظف مدني بغزة وهم جالسون في البيوت. هم يقولون نحن بحاجة إلى معلمين. فلترجعوهم إلى العمل إذن»، مشدداً على أنه «لا يمكن للحكومة العمل إذا لم تسيطر على الأمن... ولا يمكن أن تكون حكومة شرعية غير قادرة على جباية الرسوم. الحكومة تصرف على قطاع غزة 100 مليون دولار شهرياً... هذا واجبنا وليس منة، لكن حماس هي التي تقوم الآن بجباية الرسوم وتصرفها، ولا تسلمنا أي قرش».
كما هاجم الحمد الله تحكّم «حماس» في الأراضي الحكومية، بقوله: «من غير المعقول توزيع أراضٍ على الناس في غزة... هذه أرض للدولة». وخاطبها قائلاً: «نحن جاهزون 100 في المائة، وفوراً لتحمل كل مسؤولياتنا في غزة على أساس أن تمكنوا الحكومة حتى نبدأ في استيعاب 20 ألفاً، الذين زاد إدراجهم من عجز الموازنة إلى الضعف. لكن المصالحة خيارنا الاستراتيجي. وأقول ما قاله الرئيس أبو مازن: دون غزة لا توجد دولة وهذا شعارنا واستراتيجيتنا، ولن نغير». وشدد الحمد الله على أن القضية الفلسطينية تمر في مرحلة فارقة وبالغة الخطورة، بسبب توسع إسرائيل في استيطانها، وفي نهبها الممنهج للأرض والموارد، وفي تحديها السافر للقانون الدولي وللالتزامات الدولية والاتفاقيات الموقعة، إلى جانب تشريع القوانين الظالمة، وفي محاولات فرض الأمر الواقع الاحتلالي والاستيطاني على مدينة القدس، واستهداف مقدساتها الإسلامية والمسيحية، وتهجير واقتلاع الوجود الفلسطيني منها. وفي هذا السياق، أوضح الحمد الله أن مواجهة هذه الاستفزازات تتطلب الوحدة الوطنية، وتعزيز وحشد الاصطفاف الدولي إلى جانب القضية الوطنية العادلة، والالتفاف حول مواقف الرئيس.
وتشكل القضايا التي طرحها الحمد الله عقبة كبيرة أمام تحقيق المصالحة في قطاع غزة.
ففيما تقول السلطة إن سلاح المقاومة يجب أن يبحث في إطار وطني، ترفض «حماس» ذلك، وتقول إنها تريد توظيف أكثر من 43 ألف موظف كانوا ضمن حكومتها السابقة، فيما تشترط السلطة حل قضيتهم ضمن لجنة متخصصة قبل أن تقترح ضم 20 ألفاً منهم.
وقد فشلت جهود سابقة في وقف الخلافات بين الحكومة و«حماس» حول هذه القضايا، وظلت المصالحة معلقة حتى بعد تدخل مصر. ومن هذا المنطلق يحاول وفد أمني مصري في غزة الوصول إلى حل للمشكلات المتفاقمة في القطاع، الذي يعاني من تردٍ كبير في الأوضاع الحياتية والاقتصادية ومشكلات جمة في البنى التحتية.
ورفضت «حماس» ما وصفته اشتراطات الحمد الله، إذ رد الناطق باسمها حازم قاسم في بيان قال فيه إن «قيام الحكومة بواجباتها تجاه قطاع غزة هي واحدة من مسؤولياتها، التي يجب ألا تتأخر عنها، أو أن تضعها ضمن الاشتراطات السياسية لحركة فتح»، مضيفاً أنه «يتوجب على الحكومة أن تلتزم بتطبيق ما تم الاتفاق عليه بيننا وبين حركة فتح، وأن تبادر لتحمل مسؤولياتها تجاه أهلنا في قطاع غزة».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».